غلابة سجانات عزبة السجن بالقناطر الخيرية صدقن كلام ممثلى ومنتجى والقائم على مسلسل «سجن النسا» بأن تصوير هذا المسلسل بالعزبة سيجلب عليهن الخير، لكنهم تساءلن بعدها: أين هو الخير فى تشويه المسلسل لهن؟!. المحصلة أن هؤلاء كما قالوا لنا صدمتهم الأحداث على الشاشة عندما شاهدوا المسلسل وأعلنوا غضبهم من المسلسل وقرروا رفض تصوير نهاية المسلسل فى العزبة كخطوة أولى. ولعل هذا السبب نفسه الذي دفع إدارة سجن القناطر لرفض طلب القائمين على المسلسل منذ أسبوعين بتصوير باقى أحداث العمل داخل السجن.
الغالبية العظمى من سجانات العزبة غاضبات من المسلسل وطلبن عدم ذكر أسمائهن حتى يتحدثن بحرية دون عواقب يتعرضن لها من جانب عملهن بالسجن.
زوج إحدى السجانات الذى تم تصوير معظم المسلسل فى منزله لأنه هو من جاء بهم إلى العزبة وحتى الآن لا يعرف أهل العزبة كيف وصل القائمون على المسلسل إليه المنزل يتكون من حجرتين صغيرتين وصالة ومطبخ وحمام صغيرين وسلم يؤدى إلى سطح المنزل وتعطيه وزارة الداخلية للعاملين بسجن القناطر كسكن لهم حتى بعد خروجهم للمعاش.
اعتراض السجانات وهن أنفسهن أهل العزبة على المسلسل، وجاء هذا الاعتراض متجسدا فى دور الفنانة «ريهام حجاج» التي سعت لخطف زوج «غالية» وهو «صابر» وتتجسس أثناء علاقة صابر وغالية الحميمة من خلف الباب.
السجانات اعترضن بشدة أيضا على ما جاء بالمسلسل بأن السجانة تسرق ملابس داخلية وقمصان من إحدى المسجونات مؤكدات أن هذا لم يحدث.
كما اعترضن على قتل غالية لوالد زوجة صابر الأولى أثناء السبوع مؤكدات أيضا أن هذا لم يحدث ولم يكن بالعزبة بنت قليلة الأدب.
من أكثر الشخصيات التى أكدت عليها السجانات أنها شخصية واقعية وقامت بتمثيل الدور بالضبط وإتقان وكما هى فى الحقيقة شخصية «إحسان» التى قامت بدورها الممثلة «سلوى عثمان» وبعض السجانات أكدن أن شخصية «صابر» التى قام بتمثيلها الفنان «أحمد داود» غير موجودة بالعزبة.
إحدى السجانات تم استغلال منزلها ليكون «منزل إحسان» وابنتها راوية لمدة ثلاثة أيام وتم استخدام عفش منزلها وستائرها ومفروشاتها وتم تكسير بعض العفش نتيجة جلوس الكثيرمن العاملين بالمسلسل عليه والوقوف على العفش من جانب المصورين لم تحصل على أكثر من ثلاثة آلاف جنيه!
حتى الأكل الظاهر فى حلقات المسلسل تمت الاستعانة بإحدى سكان العزبة لطهيه!
إذا كان هذا الحال داخل عزبة السجن، فإن السجانات أكدن لنا أن بعض أحداث المسلسل حقيقية مثل قصة المرأة وبنتيها الاثنتين وابنة أختها التى تم القبض عليهن فى قضية آداب قصة حقيقية. وقصة تاجرات المخدرات والمتهمات فى قضايا الأموال العامة سلوكهن داخل السجن جدعان ويعطفن على المسجونات ويأتى إليهن بالعلاج وفى رمضان يقمن بعمل موائد رحمن للمسجونات لإفطارهن.
السجانات أكدن لنا أيضا أن هناك اهتماما من إدارة السجن بأى مسجونة تتعرض للمرض بمجرد إبلاغنا إدارة السجن بأن إحدى المسجونات مريضة يتم الاتصال بأطباء مستشفى السجن وخلال ربع ساعة نجد الأطباء وممرضات وضباطا يحضرون لنقلها إلى المستشفى.
وليست هناك حالة هرج ومرج كما جاء بالمسلسل داخل السجن ليل نهار يطبلن ويرقصن، بالعكس الانضباط شديد وكل فى عنبره، وهناك بعض الاحتفالية بين المسجونات بمناسبة خروج إحداهن، وذلك فى الليل وأكدت السجانات أن شخصية المرأة فى المسلسل التى قتلت زوجها وأبناءها صحيحة.
سجانات سجن النساء وأهالى عزبة السجن لا يطلبون شيئا من القائمين على المسلسل ولا وزير الداخلية، وإنما يطالبون الجميع بأن يتركوهم بحالهم ويكفى ما حدث لهم.
منى عبدالله مساعد أول شرطة وتعمل سجانة ومن سكان عزبة السجن قالت لنا: منذ أن عرض مسلسل «سجن النسا» ونحن فى حالة استياء من أحداث المسلسل غير المنطقية لأنه أظهر السجانة حرامية وقاتلة وأبناءها ليس لديهم أخلاق، حتى الألفاظ فى المسلسل غير مهذبة. فكل من تنزل من ميكروباص أمام العزبة سائقو الميكروباص يقولون لها: انزلى يا غالية وبعض السائقين وركاب الميكروباص عندما يجدون سجانة يقولون نريد أن نتزوج سجانة حتى نستطيع أن نأخذ مرتبها.
آمال توفيق إحدى السجانات قالت لنا: كل ما فى المسلسل ليس حقيقيا، هذا المسلسل سوأ سمعة السجانات وأسرهن وأقارب كثيرون لنا يتصلون بنا ويقولون هل هذا يحدث فى عزبة السجن والسجانات يفعلن هذا؟!
الوحيد الذى تعاطف مع السجانات وأهالى عزبة السجن هو هانى محمد المحامى الذى أقام دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة الأسبوع الماضى وطالب فى نهايتها بإصدار حكم قضائى بصفة مستعجلة بوقف عرض مسلسل «سجن النسا» لما تضمنه من ألفاظ بذيئة وإيحاءات جنسية.
الدعوى أقامها هانى محمد ضد كل من الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة وفتحى عبدالستار رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وحسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى وجمال العدل منتج مسلسل «سجن النسا» ونقيب المهن التمثيلية وكاملة أبوذكرى مخرجة المسلسل وحملت الدعوى رقم 1059 لسنة 68 قضائية.
وقالت الدعوى إن المسلسل يحتوى على ألفاظ ومصطلحات لا تتماشى مع الذوق العام، بل مخالفة للأعراف والدين، كما أن هذا المسلسل يحرض على الرذيلة.
وأكدت الدعوى أن استمرار هذا المسلسل مخالف لنص المادة 48 من القانون 354 لسنة 1954 التي تلزم مؤلفى وناشرى وطابعى ومنتجى المصنفات الفنية أن يتقدموا بنسخة من أعمالهم لوزير الثقافة لوجوب إقراره إذا ما كانت تتفق مع تقاليد المجتمع وعدم إقراره إذا كانت مخالفة لتقاليد المجتمع وهذا المسلسل مخالف لتقاليد المجتمع على حد قول الدعوى القضائية.
