هل انتهى عصر محمود الخطيب بخروجه من مجلس إدارة الأهلى بانتخابات مجلس إدارة جديد للقلعة الحمراء؟.. هل سيختفى وجه محمود الخطيب ذو العيون الخضراء من أشهر أندية العالم لمدة سنوات أربع قادمة هى عمر المجلس الجديد؟.. و كيف ستتم تعاقدات الأهلى التى ينهيها الخطيب بغمزة عين، أو إشارة من إصبعه الصغير؟.. ومن سينيم اللاعبين مغناطيسياً ليجددوا تعاقداتهم بعد رحيل الخطيب ؟ الخطيب له فى نفوس الأهلاوية وغير الأهلاوية الكثير والكثير، فهو النجم الأشهر الذى كان الجمهور يخاف على الأهلى إذا لعب و هو على الدكة، و لا يطمئن الجمهور حتى والأهلى فائز بكبشة أهداف إلا عندما ينزل الخطيب فى آخر نصف ساعة.. الخطيب العملة النادرة التى لمعت فى السبعينيات والثمانينيات وظل بريقها يخطف العيون حتى الآن من خلال عمله فى إدارة الكرة سواء فى الأهلى أو أسابيع فى المنتخب، أو تطوعى - كما يقولون - فى مجلس إدارة الاهلى.
كما لدى بيبو أسلوب آخر هو حب الظهور منفرداً فى الكادر، بحيث تكون كل الأضواء مركزة عليه هو وحده ليقيس درجة تقبل الناس له - وليس لأنانية - حيث كان يفضل وهو لاعب النزول متأخرًا عن أفراد الفريق، وعندما ينزل يقف على الخط ليقرأ فى سره بعض الآيات، فتلتقط الكاميرات الفوتوغرافية والتليفزيونية هذا اللاعب المؤمن الذى يقرأ القرآن، ولا يكتفى بيبو بهذا حيث يذهب لإحدى الشباك ويدخل فى المرمى ليقرأ الفاتحة بينما زملاؤه يجرون عملية التسخين، وتركيزهم مشتت، بعيونهم التى تتابع ما يفعله بيبو، خاصة وأن الجماهير بعدها تهتف باسمه.
وللخطيب مواقف راسخة يتذكرها الكبار من عشاق الأهلى ومنتخب مصر عندما رد راتبه الذى حصل عليه وهو مدير للكرة مع المنتخب عندما استقال ولكن فاروق جعفر لم يفعل الأمر نفسه، لأن الخطيب كان يعتمد على عمله فى الأهرام بينما جعفر أرزقى، يعمل هنا شوية وهنا شويتين.. وموقف آخر لبيبو حيث تذاع له إعلانات عن يوم اليتيم، يدعو فيها الناس للوقوف بجانب اليتيم، و يقوم بنفس الإعلان مجموعة من الفنانين الشباب والشابات والوحيد بيبو هو الذى يعتبر عمره ضعف عمرهم وهو ما يؤكد على كاريزمته برغم أن الأطفال الذين يظهرون معه فى الإعلان لا يعرفونه، ولا حتى المراهقين الذين يشاهدون الإعلان إلا من ندر.
أصعب هذه المواقف هى ما يتذكره هؤلاء وصف الرئيس الأشهر للأهلى الراحل صالح سليم عن بيبو، وكيف أنه كان يضعه فى مرتبة محددة ليس كما كان يعتقد الكثيرون من قرب وعشق ووله، وكانت متذبذبة ومضطردة.
موقف ثان مع رئيس آخر للأهلى هو الراحل عبده صالح الوحش عندما قاد بيبو عملية استقالة فى مجلسه مما أسقط المجلس فى واقعة لم تحدث من قبل فى القلعة الحمراء، ليبتعد الوحش صاحب الإنجازات فى الأهلى والمنتخب عن الصورة بسبب بيبو.
ناهيك عن قيادة الخطيب موقفاً متشددًا مع حسن حمدى لإبعاد أحد أبرز رموز الاهلى ومنتخب مصر الراحل محمود الجوهرى الذى ابتعد بقدرة قادر عن القلعة الحمراء ولم ير النادى مرة أخرى فظل يدور فى أندية الزمالك والإسماعيلى والمنتخبات العربية ولا يرى مقعد مدرب الأهلى الذى فتح على مصراعيه للمدربين الأجانب بالعملة الصعبة، برغم أن غالبية أسمائهم كانت مغمورة مثل هولمان وتسوبيل.
موقف آخر لبيبو عندما عمل أذنًا من طين والأخرى من عجين على أقل تقدير إن لم يكن مشاركاً فيه، خلال جولة مئوية الأهلى بمحافظة أسوان، الأهالى يتهافتون على التقاط الصور مع الكابتن طارق سليم، أحد المواطنين وهو يحمل ابنه يقبل رأس الكابتن فى صورة تركت وقعاً رائعًا فى نفوس عشاق الأحمر فى كل مكان، تقديراً لهذا الرمز الرائع شقيق المايسترو الراحل صالح سليم رئيس الاهلى الأشهر، ولكن هذا لم يرض الكبار - ولم يقال إن بيبو منهم ولكنهم لم يردعهم وهو نائب الرئيس ومدير المكتب التنفيذى وعضو لجنة الكرة - ففعلت الصورة فى صدورهم غيرة قاتلة من استمرار شعبية آل سليم الطاغية، و هو ما وصل لمسامع الكابتن طارق سليم فانزوى يذرف الدمع وابتعد من ساعتها بدون أن يسأل عنه أحد، وهو أمر لم يتغير حتى فى مرضه إلا من بعض نفر، ولم يتذكره هؤلاء إلا عندما أرادوا أن يحصلوا على دعمه فحملوه على كرسى متحرك ليتاجروا به فى الانتخابات.
ولكن «بيبو» مسح كل هذه الانتقادات عندما كرم أسماء هؤلاء فى احتفالية الأهلى الأخيرة سيد القرن وتصدر الصورة الحلوة فى غياب حسن حمدى بسبب القبض عليه فى قضايا فساد الاهرام قبل الإفراج عنه الخميس الماضى بكفالة 100 ألف جنيه، فكان بيبو هو النجم الأول فى كل الصور ، وحتى عندما ظهر راكباً على جواد الأخلاق و هو يذكر حسن حمدى ويكرم ابنه تيمور.
الموقف الأصعب هو ظهور بيبو كالحمل الوديع فى كل مناسبات القوات المسلحة، على أنه الرمز الأهلاوى الوحيد، والأهلى هو صاحب الشعبية الجارفة فى أفريقيا والوطن العربى والشرق الأوسط، برغم أن الخطيب كان هو المشرف الأول على عملية تسكين كل القيادات الإخوانية فى أهم الأماكن وفى مقدمة هؤلاء هادى خشبة ذراع الخطيب اليمنى والذى التصقت صوره وأبوتريكة بالمعزول محمد مرسى خلال الحملة الانتخابية، فوجدنا خشبة قبل أن يمر بأى مراحل علمية أو تدريبية مديراً للكرة بالأهلى، ثم مديراً لقطاع الكرة برغم فشله فى مهمته الأولى ، ثم سكرتيراً للجنة الكرة و ليس عضواً ليحصل على راتب 70 ألف جنيه شهريًا.
ناهيك عن تدليع ابوتريكة بتجديد عقده بشكل مختلف تماماً عن كل اللاعبين مما صنع شقاقًا كبيرًا، وحمايته لأبوتريكة عندما رفض مصافحة المشير طنطاوى والوزير طاهر أبوزيد، بل وشق صف الفريق برفضه اللعب فى مباراة السوبر المحلى استرضاءً للأولتراس.. هذا غير الدعم التام للخطيب لقائمة المعلم فى انتخابات الأهلى الأخيرة؛ برغم الخلاف الأشهر مع المعلم والذى أزاحه بيبو وقتها من مجلس الإدارة ليصبح هو نائب الرئيس، ثم عاد بيبو ليؤيد المعلم زوج ابنة المفكر الإخوانى الأشهر أحمد كمال أبو المجد، وشقيقه سفير مصر فى كندا الإخوانى وائل أبو المجد وعديل محمد سليم العوا محامى المعزول محمد مرسى.. هذا بخلاف موافقة بيبو على تعيين شقيق صفوت حجازى القيادى الإخوانى الأبرز فى أحداث رابعة والحرس الجمهورى ليدرب حراس أشبال الأهلى قبل إقالته بعد رحيل الإخوان، إلى جانب تعيين محمد عامر مديراً لقطاع الناشئين ، وسيد عبدالحفيظ مديراً للكرة.. كل هذا والخطيب ينسلخ بمنتهى البراعة فور إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية، ليكون فى صدارة 30 يونيو.. فعلاً بيبو رجل لكل العصور.