لا يمل «عمرو أديب» من لعب دور الشهيد الذى يدفع ثمن مبادئه ومعاركه الوهمية التى طالما خاضها على شاشة أوربت، حتى عندما قرر أن يتحول عن مسار النضال التليفزيونى الذى رسمه له جمهور صدقه كثيرًا رفض أن يكون أمينًا مع نفسه ومع ذلك الجمهور ورفض الاعتراف بأن المسألة فى النهاية لا علاقة لها بصفة «الزعامة» التى ينتحلها وأن من يدفع أكثر دائمًا له الأولوية، ورغم تسويقه لنفسه على اعتبار أنه إعلامى «مصرى صميم»- على حد قوله- إلا أن هذا لم يمنعه من المُشاركة كعضو لجنة تحكيم بل ومُقدم برنامج Arabs Got Talent وهى النُسخة العربية من البرنامج الأمريكى الشهير tnelaT toG saciremA، وهو الأمر الذى بات معلومًا للجميع خاصة مع كم الإعلانات التى تذيعها «إم بى سى 4» والتى يتم التسويق للبرنامج من خلالها باسم «عمرو أديب». رفض عمرو الاعتراف بالحقيقة وبأن المسألة فى النهاية «لقمة عيش» وأخذ يبرر موقفه بأن البرنامج الجديد لا يلغى حقيقة انتمائه ل «أوربت» بل وأنه يظهر فيه كمجرد ضيف متناسيا أن المسألة ليست مساحة الظهور وإنما مبررات الظهور فى برنامج منوعات ومسابقات خفيف يلغى معارك النضال الوهمية فى «القاهرة اليوم».. عمرو نسى إن يقول أن البرنامج مجرد «سبوبة» محب هو للشعارات والمانشيتات الساخنة وطالما اعتبر نفسه من رواد المعارضة، وبالتالى نصدقه عندما يقول إن سبب إغلاق «الأوربت» هو برنامج «القاهرة اليوم»- ليتراجع هو بعدها وبعدما عجز عن تصديق معركته الأخيرة- ويقول إنه لا يعرف سبب إغلاق القناة! تلك المعركة التى سانده فيها أخوه «عماد» عندما قال فى «دريم»: «عمرو أديب يقعد فى بيته أكرم له من الرجوع بصفقة» على اعتبار أن «عمرو» هو الزعيم الذى تخطب الحكومة وده بصفقة. ستظل المفارقة الحقيقية فى قصة «عمرو أديب» ليست فى قدرته على صنع وهم البطولة الإعلامية، والذى صدقه الجمهور لسنوات وإنما فى قدرته على تصديق الوهم الذى صنعه بنفسه.