دراما رمضان 2013 المليئة بالقضايا والملفات والأحداث لم تكن دراما بلا قيادة مثل ثورة 25 يناير، وانتهز الإخوان الموقف وسرقوها، بل تصدرتها أسماء كبيرة لها وزنها وثقلها ورؤيتها مثل نجم النجوم عادل إمام وعملاقى الدراما التليفزيونية فى السنوات الأخيرة نور الشريف وصلاح السعدنى. الثلاثى العملاق أصحاب صولات وجولات وتاريخ كبير ورغم حالة الانفلات الدرامى، فإن المواهب الشابة والواعدة الذين أعلنوا عن أنفسهم على الشاشة هذا العام ويمثلون مستقبل الدراما لم يكونوا فقط همأصحاب الصوت العالى رغم أفكارهم الجريئة كمنافسين فى المربع الذهبى للأعمال الدرامية.. لأن نجوما بحجم إمام ونور والسعدنى هم فى الحقيقة خارج المنافسة ولا يجوز مقارنتهم مع أبناء مع التيارات والحركات الدرامية الصاعدة.
ورغم التوقيتات الصعبة التى واجهها العمالقة الثلاثة فى عرض أعمالهم والزحمة الدرامية، فإن أعمالهم حظيت بمتابعة تليق بمكانتهم الفنية والمؤكد أن تأثيرها سيستمر فى العروض الثانية بعد انتهاء شهر رمضان وسيكون لها الطلب الأوفر فى العرض.
أعمال ونجوم آخرون سيحتلون نفس المكانة فى العرض الثانى مثل «بدون ذكر أسماء» لوحيد حامد و«موجة حارة» لأسامة أنور عكاشة، و«فرعون» لخالد صالح، إلى جانب «الداعية» لهانى سلامة، فهذه الأعمال تتبنى قضايا ملتهبة وطازجة مثل التي طرحتها مسلسلات «العراف» لعادل إمام و«خلف الله» لنور الشريف و«القاصرات» لصلاح السعدنى.. كل هذه الأعمال وعلىطريقة استمرار العرض فى دور العرض السينمائى سيستمر تأثيرها وبريقها حتى رمضان .2014 ف «العراف» كما تقول ثلث حلقاته يحمل ملفات مصرية خالصة وأمراضا اجتماعية وسياسية مزمنة كتبها بحرفية يوسف معاطى رغم تورطه بالاقتباس من الفيلم الأمريكى Catch me if you can ل«دى كابريو»، وأبدع فى خروجها للشاشة عادل إمام كعادته فى تبنى القضايا المهمة سواء فى السينما و المسرح والتليفزيون فى «العراف» وتجاوز عادل إمام الأخطاء البسيطة التى حملها مسلسله الأخير «فرقة ناجى عطاالله».. هذه الأخطاء التى ظهرت من تجميد القصة ثم إعادة كتابتها من فيلم سينمائى إلى مسلسل، وفى وقت قصير كما أن «العراف» يعكس من ناحية أخرى وصول مخرجه الموهوب رامى عادل إمام إلى عتبة النضج الفنى فى الصورة والإيقاع والحس الفنى.. النجم الكبير عادل إمام فى «العراف» بذل جهدا كبيرا لتقديم مسح تاريخى من خلال شخصية العراف علىالمجتمع المصرى وأنظمته ومؤسساته وبذكاء شديد لخص أخطاء نظام سياسى واجتماعى بالكامل أو بمعنى أكثر دقة حاول تصحيح نظام مبارك على مدار 30 عاما وفساد أنظمته كأنه يحاكم فترة حكم ساقط من خلال شخصية العراف أو النصاب العجوز والرائع هوانتقاله البديع ما بين شخصية رئيس مباحث إلى سفير ومحام ورجل أعمال وبإتقان كبير.
نجم النجوم كعادته فى كل أعماله يقدم وجوها جديدة وواعدة كما يعيد نجومية آخرين.. الكل يذوب فى حب الزعيم ويبدع، وهنا لابد من الإشارة إلى الفنان العملاق والمتجدد حسين فهمى والكوميديان طلعت زكريا.. و«العراف» فى كل الأحوال بأحداثه وتفاصيله فى حاجة إلى تأمل ودراسة بعيدا عن حالة التخمة الدرامية الحالية.
ثانى العمالقة هو «المعلم» «نور الشريف» فقد يبدو للبعض تراجعه على سلطانه وعرشه الرمضانى باعتباره النجم الأوحد ولسنوات طويلة للدراما التليفزيونية، لكن ذكاء «نور» أنه نجحفى تغيير جلده فى مسلسل «خلف الله» للتحليق فى الأجواء الصعيدية وأزمات المجتمع الصعيدى وهى أجواء لها جمهورها ويخطئ من يتصور أن المسلسل يأخذ «نور» إلى الخلف.. فأعمال «نور» تلمع مثل الذهب ولها جمهورها الخاص، ولهذا فإن العرض الثانى للمسلسل سيكون له وقفة أخرى مع الجمهور وأيضا النقاد.
آخر العمالقة «العمدة» «صلاح السعدنى» وهو شيخ الدراما الرمضانية بدون منازع الذى لن يتنازل بسهولة عن عرشه فيراهن ب «القاصرات» فى دراما اجتماعية جديدة على الشاشة وتفتح ملفا خطيرا وهو زواج القاصرات وكعادته فتح السعدنى فصلا فى التعليم الدرامى للأجيال الجديدة ومعه فى نفس الشريط هذه المرة نجمات المستقبل منة عرفة ومى الغيطى وحنان عادل.. المسلسل رغم تفاصيله الجديدة وجرأته وبراعة مخرجه العملاق مجدى أبوعميرة، فإنه من الأعمال النادرة والمميزة التى سيكون لها تأثير ممتد المفعول مع وإعادة عرضه فىتوقيتات أخرى، فالمسلسل يفتح ملف «المرأة» والعنف الذى تواجهه بفضل العادات والتقاليد المتوارثة التى مازال العمل بها ساريا حتى الآن.
أخيرا، فإن الدراما المصرية بكبارها وشبابها أثبتت رغم الارتباك الاجتماعى والسياسى أنها الرائدة وشاء القدر أن تمحو حالة الهلع من الدراما التركية التى كانت تمثل كابوسا على الدراما المصرية، لكن فى رمضان 2013 لم تعلن الدراما المصرية تفوقها فقط، بل إنها وجهت ضربة إلى الدراما التركية والقيادة التركية أيضا الحليفة السرية للجماعة الساقطة.