فى الوقت الذى كان يثير «توفيق عكاشة» جدلا جديدا بعدما لقبه أنصاره ب «مفجر ثورة يونيو» وهجومه الاستباقى الشديد على «حكومة الببلاوى» المؤقتة، خطف «صريع الفيل» أبو ببيونة الكاميرات من «عكاشة» رغم أنه البديل أو المعادل الدرامى له فى مسلسل «الرجل العناب» الرمضانى، الذى يعد أول تحليل درامى لظاهرة «عكاشة».. «صريع الفيل» يقدم من خلاله النجم الكوميديان «صلاح عبدالله» دور عمره برؤية الثلاثى الاستثنائى «هشام وفهمى وشيكو»، وهو ينقل الوصف التفصيلى لعكاشة. ما يقدمه عكاشة على قناته التى عادت بعد أن أغلقها الإخوان وصلت للعالمية بعد أن انتقده الكاتب الكندى المشهور «مايكل كوين» فى برنامجه «ارينا» الذى يقدمه على قناة «صن نيوز» ما قدمه عكاشة فى حلقته عن اليهود التى قدم فيها معلومات مغلوطة حيث قال عكاشة «أن اليهود فى العالم 18 مليون ولكن ليسكل اليهود سيئين وإنما هناك 5 ملايين «أجارك الله»! أما فى إسرائيل ففيها 2 مليون سيئون والباقى مؤمن بالعقائد الدينية، ثم تحدث عن أحكام مغلوطة للمعاشرة فى العقيدة اليهودية.
أما الأكثر غرابة من عكاشة فهو أنه ومنذ شهور يدعو حزب الكنبة- كما يقول- إلى النزول فى مليونيات متتالية لتأييد المجلس العسكرى وجاءت أصداؤها كثيرة حيث استجاب آلاف المواطنين إلى النزول إلى ميدان العباسية بعد دعوة توفيق عكاشة وحملة «أنا آسف يا ريس» على الفيس بوك منذ عدة شهور إبان حكم المجلس العسكرى ثم عدة مليونيات مناهضة لحكم الإخوان وأخيرًا اعتصام وزارة الدفاع الذى أتى بثماره فى عزل مرسى!
عكاشة الذى رفع شعار «الجيش والشعب ايد واحدة» فى قناته الفراعين ربما راهن على ثقة المصريين فى الجيش ليمرر من خلاله أفكاره الهدامة وآراءه الساذجة ولكن من خلف ستار وطنى، حيث يحاول فى جميع حلقاته انتقاد جميع الرموزالسياسية واتهامهم بالعمالة والتخابر لدول أجنبية، والغريب أن هناك مريدين له من الأقاليم والمناطق العشوائية حيث يعتبرون عكاشة هو زعيمهم كما ردد فى اعتصام وزارة الدفاع الأخير «الجزيرة فين.. توفيق عكاشة أهه»!!
ظاهرة عكاشة استدعت أن نسلط الضوء عليها ليس من أجل الاحتذاء به ولكن من أجل دق ناقوس الخطر، فكما أكد الفريق السيسى فى خطابه منذ عدة أيام على ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامى وبعد أن أغلقت القنوات الدينية قال البعض متهكمًا: «يعنى القنوات الدينية بتقدم تحريض وعنف وتوفيق عكاشة بيقدم نهضة»!
د.محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام قال لنا ردًا على سؤالى حول دفع الجيش بعكاشة لكى يكون أحد أطراف معادلة إسقاط مرسى، وقال: «الجيش أذكى كثيرًا من أن يعقد صفقة بينه وبين توفيق عكاشة، ولكن هو الذى يتطوع من أجل ذلك، والناس تشاهده من أجل رؤية هذا النموذج وليسوا متأثرين بما يقول، ولذلك لجأ عكاشة مؤخرًا لتغيير أسلوبه فى الحلقة من أجل أن يكون أكثر شعبية وكأنه «على قهوة» من أجل أن يصل لشريحة معينة من الشعب خصوصا أن عكاشة كان فى الماضى يعمل بقطاع الأخبار، ولم تكن تلك طريقته فى التقديم وكان يقدم برنامجًا عن الأحزاب والبرلمانات وكان يقدم صورة مختلفة عما يقدمه الآن، وبالتالى هو يغازل البسطاء والفقراء ولذلك أكثر مريديه من الفلاحين الذين لا يهتمون بدقة المعلومات التى يقدمها.
أما د.صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة، فقال: من الوارد جدًا أن يقفز عكاشة على مقولة «الجيش والشعب إيد واحدة»، ومن حق كل قناة أن تدعو إلى ما تريد إذا كانت تلك هى وجهة نظرها، ومن حق الشعب أن يستجيب أو لا، وأيضا على المشاهدين أن يتحملوا الحرية بكل درجاتها ومثلما توجد أغلبية من المشاهدين رافضون له توجد قلة منهم تشاهده لابد أن نحترمها.
د.انشراح الشال أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة قالت: أنه يعتمد على مخاطبة فئة معينة من الشعب لا يوجد لديها أدنى مستوى من الفكر والثقافة.
