قنديل يترأس اجتماع مجلس إدارة نادي جامعة حلوان لمناقشة خطط التطوير    ثورة 30 يونيو.. ذكرى إنقاذ مصر من الإرهاب والدم إلى التعمير والبناء    السيسي يصدر قرارا جمهوريا جديدا اليوم.. تعرف عليه    نشرة التوظيف.. 3162 فرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة ب12 مُحافظة    انخفاض سعر الدولار اليوم الخميس 27 يونيو 2024    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الخميس 27 يونيو 2024    التضامن تشارك بمؤتمر دولي حول اقتصاد الرعاية والمقام بالمغرب    كيفية الحفاظ على سلامة الأجهزة الكهربائية بالتزامن مع أزمة تخفيف الأحمال    إسرائيل تكشف حجم المساعدات الأمريكية منذ بداية العدوان على غزة.. أغلبها في مايو    موسى أبو مرزوق: لن نقبل بقوات إسرائيلية في غزة    بولندا تهنئ مارك روته على تعيينه في منصب السكرتير العام الجديد للناتو    محلل عسكري: كيف سترد روسيا على الهجوم الأوكراني بصواريخ أتاكمز الأمريكية؟    بعد صراع مع المرض.. وفاة طارق الوحش أسطورة الإسماعيلي الأسبق    الدوري المصري، زد في مواجهة صعبة أمام طلائع الجيش    مصرع شخص وإصابة 3 آخرين في حريق محل بأسيوط    انتظام طلاب الثانوية الأزهرية بكفر الشيخ في أداء امتحان الأدب والنصوص والمطالعة    مصرع طفل وإصابة 2 آخرين في انهيار حائط بأسيوط    تعليم مطروح: بدء إجراءات التقديم لمدرسة العلمين للتكنولوجيا التطبيقية    في ذكرى ميلاده .. محطات فنية في حياة صلاح قابيل    "ترانيم الزمن العتيق" في مركز كرمة بن هانئ الثقافي    الصحة تحذركم: التدخين الإلكترونى يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية    الصحة: زيادة دعم المستلزمات الطبية الضرورية وأدوية الطوارئ والعمليات والأمراض المزمنة    محطات فنية في حياة الشاعر الغنائي مأمون الشناوي بذكرى وفاته (فيديو)    قرارات عاجلة حول مصرع مريض نفسي سقط من شرفة عيادة طبيبه بالجيزة    ننشر شروط وموعد التقديم بالمدرسة الفنية للتمريض في المنيا    هل اقتربت إيرادات فيلم ولاد رزق 3 من 180 مليون جنيه؟.. شباك التذاكر يجيب    القناة ال 12 الإسرائيلية: الجيش بدأ تحريك قوات للشمال استعدادا لحرب محتملة مع حزب الله    قبل قرار المجلس النهائي.. موعد مباراة الزمالك وسيراميكا في الدوري المصري    القسام تبث لقطات من استهدافها لميركافا إسرائيلية    هل يجوز الاستدانة من أجل الترف؟ أمين الفتوى يجيب    ليه التزم بنظام غذائي صحي؟.. فوائد ممارسة العادات الصحية    غارة إسرائيلية تستهدف مبنى شمال مدينة النبطية في عمق الجنوب اللبناني    أسعار البنزين اليوم مع اقتراب موعد اجتماع لجنة التسعير    دعاء الاستيقاظ من النوم فجأة.. كنز نبوي منقول عن الرسول احرص عليه    تسجيل 48 إصابة بحمى النيل في دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال 12 ساعة    جيهان خليل تعلن عن موعد عرض مسلسل "حرب نفسية"    إصابة محمد شبانة بوعكة صحية حادة على الهواء    الصين تسيطر على أسواق السيارات الكهربائية    17 شرطا للحصول على شقق الإسكان التعاوني الجديدة في السويس.. اعرفها    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم.. «المحسوسة» تصل إلى 45 مئوية    حظك اليوم| برج الأسد 27 يونيو.. «جاذبيتك تتألق بشكل مشرق»    حظك اليوم| برج الجدي الخميس27 يونيو.. «وقت مناسب للمشاريع الطويلة»    مجموعة من الطُرق يمكن استخدامها ل خفض حرارة جسم المريض    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    منير فخري: البرادعي طالب بالإفراج عن الكتاتني مقابل تخفيض عدد المتظاهرين    "الوطنية للإعلام" تعلن ترشيد استهلاك الكهرباء في كافة منشآتها    شل حركة المطارات.. كوريا الشمالية تمطر جارتها الجنوبية ب«القمامة»    هيئة الدواء المصرية تستقبل وفد الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية    «نجار» يبتز سيدة «خليجية» بصور خارجة والأمن يضبطه (تفاصيل كاملة)    ميدو: الزمالك «بعبع» ويعرف يكسب ب«نص رجل»    الكنائس تخفف الأعباء على الأهالى وتفتح قاعاتها لطلاب الثانوية العامة للمذاكرة    مدير مكتبة الإسكندرية: استقبلنا 1500 طالب بالثانوية العامة للمذاكرة بالمجان    الحكومة تحذر من عودة العشوائية لجزيرة الوراق: التصدى بحسم    "ما علاقة هنيدي وعز؟"..تركي آل الشيخ يعلق على ظهور كريم عبدالعزيز مع عمالقة الملاكمة    شحاتة بعد تفعيل الزمالك بند الشراء: شكرا لمن ساهم في انتقالي لنادينا العظيم    ميدو: الزمالك بُعبع.. «يعرف يكسب بنص رجل»    حكم استرداد تكاليف الخطوبة عند فسخها.. أمين الفتوى يوضح بالفيديو    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات الأسبق يحكي ذكريات عن نصر 10 رمضان: نشاط مخابراتى محموم من أمريكا وإسرائيل لتحليل التغير فى الشخصية المصرية!

حديث الذكريات عن نصر العاشر من رمضان وثورة يوليو، يكون مختلفا تماما عندما يكون من بطل مخابراتى كان من نجوم عملية الحفار الشهيرة ومن أسقط الجاسوسة «هبة سليم».. إنه اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات الأسبق ومؤسس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بالجهاز، الذى تحاورنا معه لساعات عن بطولاته وأمجاد المخابرات والجيش والمصريين.. واهتم بالحديث عن الشخصية المصرية التى حيرت مخابرات العالم لصعوبة فك شفراتها خاصة بعد ثورة يونيو، كاشفا عن أن الإخوان تواصلوا سرا منذ سنوات مع اللوبى الصهيونى الأمريكى للضغط على واشنطن لدعمهم
!
∎بمناسبة احتفالنا بذكرى العاشر من رمضان.. ما ذكرياتك عنها؟

- يجب أن نتحدث عن النكسة أولا وسببها قصور المعلومات عن العدو الإسرائيلى، لأن المعلومات لو كانت متوافرة أمام صانعالقرار فى مصر ما كان دفع القوات المسلحة فى معركة غير متكافئة واللى لازم تفهمه أن أمر القتال للقوات المسلحة أول بند فيه هو العدو، وأنا كنت ضابط استطلاع بالقوات المسلحة وانتقلت للمخابرات العامة عام 66 وأصبحت مسئولا عن ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية عام 67 والذى يسمى «عسكرى إسرائيل» وده بدأناه بعد النكسة مباشرة، وأصبحت مسئولا عن بناء قاعدة المعلومات العسكرية عن إسرائيل للقوات المسلحة المصرية، وبدأنا نتابع كل صفقات الأسلحة الإسرائيلية وما يخص الشئون العسكرية الإسرائيلية لغاية ما وصلنا 73 لبناء قاعدة المعلومات العسكرية عن إسرائيل تماثل الواقع الميدانى لإسرائيل، وعندما وجدنا أن قدرات العدو عالية جدا فى القوت الجوية بدأنا بناء حائط الصواريخ الذى يعطينا مسافة آمنة ضد الطيران الإسرائيلى تقدر ب 15 كيلو شرق القناة فكان له الفضل أن أعطى القوات المسلحة المصرية غطاء لعبور قناة السويس وتحقيق الأهداف، وبعد توافر كل المعلومات عن الشئون العسكرية الإسرائيلية التى ماثلت تماما الواقع الميدانى لإسرائيل بدأت حرب أكتوبر وتحقق النصر بفضل الله، مما ساعد على تحريك الموقف السياسى.

∎كيف واجهت المخابرات العامة مخطط أخونتها؟

- مرسى حاول أخونتها، لكن كان يصعب أن يقوم بأخونة المخابرات العامة لأنه جهاز وطنى لا يمكن أخونته ولا يمكن أن يعمل إلا لصالح الوطن.

∎رغم دور سوريا معنا فى حرب أكتوبر.. إلا أن المتأسلمين لا يستطيعون إخفاء فرحتهم بضرب إسرائيل لسوريا.. فما تحليلك؟

- موضوع فرحة المتأسلمين بضرب إسرائيل لسوريا يدخل فى إطار مشروع الإسلام السياسى،

والجماعات الإسلامية اللى قامت فى سوريا كانت بمباركة أمريكية، لأنه فى عام 2007 وصلت مجموعة منهم إلى ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى بوش الابن بوساطة من وليد جنبلاط، وباركت أمريكا قيام الجماعات الإسلامية بعمليات ضد نظام الأسد.. ومادامت دخلت القاعدة والجماعات الإسلامية يوجد طرف آخر يتدخل للحفاظ على النظام السورى وهو حزب الله وإيران والجماعات الشيعية فى العراق لأن النظام السورى بالنسبة لهم وجوده أساسى.. وسوريا لن تسقط مهما حصل فيها لأن فيها توليفة لابد أن تكون مفهومة وهو أن النظام السورى بعثى عقائدى له جذور داخل سوريا بالكامل وعلاقته وطيدة بالتجار وطبقة الرأسمالية والجيش السورى، كما أن الجيش السورى عقائدى، والغرب لا يتمنى أن يزول جيش البعث من سوريا لأن البديل أصعب وهو الإسلاميون والقاعدة، فالقوى الغربية من وجهة نظرها لا تتمنى أن يسقط النظام السورى فبقاؤه أفضل من البديل.

∎ما تفاصيل دورك فى تفجير الحفار الإسرائيلى قبالة الشواطئ الأفريقية قبل وصوله لخليج السويس؟

- موضوع الحفار بدأ بخبر من وكالة رويترز أن إسرائيل استأجرت حفارا من كندا اسمه كيتنج، فأتى الزميل نبيل الشافعى لى بهذا الخبر، فعملنا مذكرة ورفعناها للمشرف وقتها أمين هويدى، فرفعها للرئيس جمال عبدالناصر، وطلبنا تدمير الحفار قبل وصوله لمنطقة خليج السويس لأنه يعمل مشكلة فى آبار البترول الموجودة وحتى لا نكسر الهيبة المصرية، وعملنا خطة لتدميره قبل وصوله حتى لو اضطررنا لضربه بالطيران، فاشتغلنا فى جمع المعلومات اللازمة عن هذا الحفار وتحركاته وخط سيره، وعملنا خطة لتدميره فى أبيدجان، وكان ضابط الميدان للعملية محمد الشيخ، واستعنا بمجموعتين من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من أربعة أفراد، وقمنا بشحن أجهزة الغطس والمتفجرات من مصر واستطعنا إدخالها إلى أبيدجان عن طريق المطارات، وعندما دخل الحفار إلى أبيدجان تم تفجير الحفار بنجاح.

∎كانت لك جولات بطولية مثل الكثيرين من أبطال المخابرات المصرية.. خاصة الجاسوسة هبة سليم التى تحولت قصتها لفيلم سينمائى الصعود إلى الهاوية.. فما تفاصيلها؟

- إدارة مقاومة التجسس فى المخابرات العامة توافرت لديها مجموعة من الخطابات مكتوبة بالحبر السرى فيها معلومات سرية للغاية عن القوات المسلحة بتطلع على عنوان تراسل فى باريس عبارة عن صندوق بوستة متعلق على محل أنتيكات ولا نستطيع متابعة الخطاب بعد كده، وتم اكتشاف هذه الخطابات لأنه منذ عام 67 وكل البوستة الداخلة والخارجة مراقبة وكل جواب فيه نوع من أنواع المواد الكيميائية تكتشفه أجهزة خاصة تدخل عليه كل البوستة وتضعه على جنب، فنأخذه ونتعامل معه لحد ما ننجح نطلع المظهر بتاعه، فتم اكتشاف هذه الخطابات، وأظهرت هذه الخطابات فوجدنا فيها معلومات سرية للغاية عن القوات المسلحة المصرية،

فذهبنا إلى القوات المسلحة وتعاملنا مع من يتداولون هذه المعلومات التى بالخطابات فكانوا 7 ضباط، فبدأنا بمراقبتهم فطلع واحد منهم ضابط فى القيادة والسيطرة فى القوات المسلحة اسمه فاروقالفقى هو الذى يستخدم عنوان التراسل ده، فتم القبض عليه وأطلعنا على الطرف الثانى الذى يتسلم الخطابات من صندوق البوستة المتعلق على محل الأنتيكات فى باريس وهو هبة سليم.. ووضعنا خطة للقبض عليها، وعلمنا أن أباها كان موجودا فى ليبيا، فذهبت مجموعة من الجهاز إلى ليبيا واتصلت بأبيها وقالت له: ابنتك جندها إحدى المنظمات الفلسطينية ومش عاوزين مشاكل، فوافق على التعاون معنا، فأدخلناه مستشفى واتصل بابنته لتأتى،

وعملت إسرائيل تحقيقا عن وجوده بالمستشفى فجاءت هبة سليم إلى ليبيا، وتم القبض عليها وركبت معنا على طائرة مصر للطيران وجاءت لمصر.. وفى القاهرة استجوبتها لمدة 40 يوما،

فوجدتها ذهبت لإسرائيل 3 مرات ومقتنعة تماما بما فعلته حيث قالت لى فى آخر مقابلة: أنا عارفة أنى سأعدم ولكن لست نادمة لأنى قمت بواجبى علشان أحميكوا من دخولكم فى حرب لأنكم لو دخلتم حرب تانية سوف يكون عندكم مزيد من الأرامل والشهداء، ومن استجوابها أحسست أنها معمول لها غسيل مخ.. وحكم عليها بالإعدام وعلى الضابط بالرمى بالرصاص.

∎كيف تم تجنيدها والضابط لصالح إسرائيل؟

- هبة سليم جندها فرنسى كان رئيس قسم الأدب الفرنسى بجامعة عين شمس معارا للجامعة من جامعة السوربون، وجند هبة وأنا لا أعرف هو جندها على أى أساس لأنها ليست داخل هدف، ولكن ممكن يكون جندها على أساس أنها على اعتبار أن أمها كانت لها علاقات مع ناس مهمة بيلعبوا عندها القمار وبالتالى كان متصورا أنها تتسقط أخبار من هذه المجموعة، وهبة كانت طالبة عادية ولم تكن متفوقة، ولكن فى السنة الثالثة والرابعة بالكلية طلعها الثانية علي القسم لكى تسافر إلى جامعة السوربون، وأكمل تجنيدها هناك، فشغلوها فى المكتب الثقافى بالسفارة المصرية هناك واستخدموا علاقات أمها، ولكن وجدوها غير مجدية،

فقالوا لها اكتبى لنا قائمة معارفك وأصدقائك فوجدوا بالقائمة نقيبا بالقوات المسلحة،

فسألوها عنه فقالت تقدم لخطبتى ورفضت، فقالوا لها تنزلى مصر وشغلتك الأساسية تجنيد هذا الشخص، ودبرت لقاء صدفة وقابلته وأعطت له جرعة من الحنان، فعرض عليها الزواج، فقالت له مش هاقدر أعيش فى مصر نعيش فى باريس، فقال لها أنا ضابط جيش ولو روحت هصرف منين، فقالت له خلاص أنا هقعد فى باريس وأنت تردد على ولما تخلص تيجى لى، وقالت له فيه منظمة عالمية تهدف لمنع الحروب فى العالم تأخذ معلومات عسكرية علشان تدخل فى الوقت المناسب لمنع الحروب خصوصا فى الدول ذات الصراع الساخن كالشرق الأوسط وهو كان نفسه يتجوزها فأقنع نفسه، وبذلك جندته.

∎بعض المحللين يرون أن المصريين أنقذوا العرب من خطر كارثى فى ثورة يونيو 2013 بإسقاط الإخوان وحلفائهم. ما رأيك؟

- فعلا لأن الإخوان لهم مشروع يعمل على تفكيك كل الدول العربية، وهو مشروع الإسلام السياسى، ومن وجهة نظر الإخوان كانوا سوف يبدأون من مالى ثم سوريا ثم مصر، وذلك نواة الإسلام السياسى الذى لا يعترف بالحدود ولا يعترف بالانتماءات، وهذا المشروع كان فى المستقبل يحقق أهداف الصهيونية العالمية ويحل مشاكلها فى منطقة الشرق الأوسط.

والإخوان أنشأوا علاقات قوية جدا مع اللوبى الصهيونى فى أمريكا من خلال الخلايا العنكبوتية الموجودة لها فى أمريكا، وبدأت تطلب من اللوبى الصهيونى أن يضغط على الإدارة الأمريكية لدعمهم فى الحكم فى مصر مقابل أن تحقق أمن إسرائيل فى المنطقة، وعلشان كده عصام العريان طلب إعطاء اليهود مستحقاتهم لأملاكهم فى مصر.. وبالتالى يصبح موجودا على مستوى الشرق الأوسط قوتان هما الإسلام السياسى والصهيونية العالمية، ويبقى عندك تقسيم على أساس دينى وهو الإسلام واليهودية، ويبدأوا الاتفاق مع بعضهما على تقسيم مناطق النفوذ، ويكون على رأس هذا التنظيم الولايات المتحدة الأمريكية، وكانأول ضحايا هذا المشروع هو القضية الفلسطينية لأنه لن يوجد دولة فلسطينية، ولكن ثورة 30 يونيو 2013 كسرت موضوع المشروع الإسلامى، وبالتالى الإخوان المسلمون لن يرجعوا للحكم ولو بعد 100 سنة، لأنهم فرطوا فى فرصة لن تتوافر لهم بسبب غبائهم وعنادهم السياسى فضيعوا فرصة عمرهم.

∎يقال عن ثورة يونيو الشعبية أنها مخابراتية.. فما تعليقك؟

- الإخوان من طريقة حكمهم تلاقيهم انتهازيين للفرص ومصلحتهم فقط، ويريدون الحكم والسلطة ويتسمون بالعناد، وبالتالى كان رد فعل الشعب كره الإخوان وحكمهم فقامت ثورة شعبية شارك فيها الصغار والكبار، وليست ثورة مخابراتية، ولما نزل الشعب الشارع أصر على الاستمرار حتى يخلع حكم الإخوان، وكان لابد من الضغط على القوات المسلحة للوصول بها من موقف محايد إلى موقف ضاغط على النظام فى ظل الفوضى والضغط الموجود بالشارع، وبالتالى كان لابد أن يتحرك الجيش لمنع انهيار الدولة.

∎المعتصمون فى رابعة العدوية مازالوا ينادون برجوع مرسى.. فمن أين لهم بهذه القناعة؟

- لا أتصور أن هناك عاقلا يقول كده، وعلشان كد لابد أن تقوم أجهزة الإعلام بإعادة صياغة الخطاب الإعلامى لشباب الإخوان لكى تفك التركيبة اللى بدماغهم هذه من خلال التركيز على سلبيات الإخوان فى إدارة البلاد، وتخلى هؤلاء الشباب يفكر من أول وجديد ويستخدم عقله.

∎ما سيناريوهات استمرار ما يمكن تسميته «فرفرة» الإخوان؟

- الإخوان خلاص لا أعتقد أن يكون لهم قائمة بعد كده، وكل الذى يتم فى الشارع موضوع وقت، والمشكلة أنهم كانوا فاهمين أن الموجود قوتان فى الشارع هما الإسلام السياسى ومعارضة وتمرد، ولم يضعوا فى اعتبارهم أنه فيه طرف ثالث لولاه ما حدث التغيير وهو القوات المسلحة، وافتكروا أنهم استوعبوا وحيدوا الجيش.

∎ماذا فى تصورك سيكون رد فعل المخابرات الإسرائيلية والأمريكية على ثورة يونيو؟

- نشاط محموم جدا لإعادة بناء قاعدة معلومات جديدة عن الموقف فى مصر، وبناء على قاعدة المعلومات ستتم إعادة الحسابات لديهما، وهتلاقى نشاط تجسسى عال جدا من ناحية أمريكا وإسرائيل لتحديث قاعدة المعلومات لديهما التى اتهدت مرتين فى 25 يناير وفى 30 يونيو .2012
والمشكلة لديهم ولدى الجميع أن الشخصية المصرية مركبة ومحدش قادر يعرف لها حدود، وده سر أن الناس كلها مش قادرة تفك شفرة الشخصية المصرية، وده أيضا سر اهتمام الناس بها، ولأنها كل شوية هذه الشخصية تطلع حاجة كما فعلت فى يوليو 52 وأكتوبر 73 ويناير 2011 ويونيو ,2013 فأصبحت هذه الشخصية محور اهتمام العالم.. وفيه نقطة أخرى أن كل العالم شرقا وغربا وعربيا وخليجيا لا تتمنى أن ترى مصر واقفة على قدميها وأن تظل مصر فى أحسن حالاتها راكعة على ركبتيها.

∎أوباما يتم التحقيق معه بسبب الأموال والمساعدات التى قدمها للإخوان.. فهل هذا يكتبنهاية الديمقراطيين؟

- بدأ اتصال أمريكا بالإخوان فى ,2005 وعندما وجدت أمريكا أن الإخوان نجحوا فى الحشد والتنظيم وفرضوا رأيهم على المجلس العسكرى بإجراء الانتخابات قبل الدستور بدأت تعتبرهم قوة قادرة على تحقيق مصالحهم وبدأت تتعامل معهم، وساندت أمريكا الإخوان للتمكين من الحكم، ولما حصلت الثورة الشعبية فى يونيو 2013 وتدخل الجيش وسقط الإخوان هاجم الجمهوريون أوباما لأنه ثبت خطأ ساسته فى إدارة علاقة أمريكا بالإخوان.. ولكن هذا لن يكون نهاية الديمقراطيين لأن أمريكا بدأت تبص على مشاكلها الداخلية وليس الخارج، والديمقراطيين لديهم القدرة على معالجة هذه المشاكل وممكن يستوعبوا المجتمع.

∎هل نحن بصدد حرب باردة جديدة خاصة بعد الموقف الروسى المساند لمصر والأمريكى المساند للإخوان؟

- الموقف الروسى المساند لمصر النهارده هو لأنهم ضد الإخوان لأن مرسى عندما ذهب لروسيا اتفق مع بوتينعلى الموقف السورى وكان هناك اتفاق ضمنى أن مرسى يوافق على وجهة النظر الروسية وعدم سقوط النظام فى سوريا وبشار الأسد بالذات، ولكن عندما عقد مرسى مؤتمر نصرة سوريا للجهاد فى سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد استغرب بوتين هذا، لذلك قال بوتين فى مؤتمر الثمانى الذى عقد فى أيرلندا الشمالية: لقد نسف مرسى كل ما اتفقنا عليه.

ولا توجد حرب باردة قادمة لأن روسيا أصبحت تركز على مصالحها والفكر الشيوعى خلاص انتهى، ومساندتها لمصر مساندة مصالح، كما أنها شايفة مصالحها النهارده مع سوريا أقوى من مصر،

لأن سوريا بحكم وجودها فى الشرق العربى دولة محورية لها ثقل سياسى، ونتيجة إمكانية السيطرة فى الموقف السياسى فى لبنان وإيران والعراق.

∎هناك قلق أمريكى إسرائيلى تركى من تقليد الجيش التركى للجيش المصرى لتلبية الإرادة الشعبية بانقلاب عسكرى فهل ترى هذا المشهد قريبا؟

- إن خدمت فى تركيا سنتين 84 و85 أثناء عملى بجهاز المخابرات وكنت قنصلا فى سفاراتنا فى إسطنبول، ووجدنا لما كمال أتاتورك عمل العلمانية فى تركيا وضع مادة فى الدستور أن الجيش يحمى العلمانية، وبالتالى للجيش حق التدخل فى الشئون السياسية لحماية العلمانية، فإذا انحرفت الدولة عن العلمانية يتدخل الجيش ليعدل المسار ويرجع تانى، وحصل عام 80 صراعا بين الأحزاب ملىء بالدم فاستولت القوات المسلحة التركية عام 81 على السلطة برئاسة رئيس الأركان وعملوا فترة انتقالية وعدل المسار ورجع، وفيه مادة فى الدستور رقمها 35 من قانون القوات المسلحة تنص على «أن القوات المسلحة من واجبها حماية الدولة وحماية الجمهورية التركية»، وكلمة حماية الجمهورية التركية موضوع واسع، حيث حمايتها سياسيا وداخليا واجتماعيا.. ولما جاء أردوغان بدأ يحجم دور القوات المسلحة ونجح أنه يستصدر بعض القوانين من البرلمان إن القوات المسلحة ليس لها دخل منالناحية السياسية.. ولما حصلت الثورة فى مصر ونجح الشعب فى عزل النظام، بدأت المعارضة فى تركيا تطالب بتفعيل هذه المادة من الدستور، وبدأ أردوغان يتدخل لعمل تعديل بالدستور بأن يلغى من نص المادة حماية الجمهورية التركية ويخلى حماية حدود الدولة فقط، ولو نجح فى تعديلها لن يحدث انقلاب، وإذا لم ينجح يمكن أن تفعل القوات المسلحة هذه المادة حسبما ترى.

∎هل تتوقع قيام عملية إرهابية فى العمق المصرى بعد سقوط الإخوان؟

- بعد خلع الإخوان المسلمين فى الحكم فى مصر فإن ذلك يقوى موقف النظام السورى ويبدأ فى التعافى ويسترد المناطق التى استولت عليها الجماعات الإسلامية، وبالتالى كل الإخوان المجاهدين اللى طلعوا من مصر للجهاد فى سوريا سوف يرجعون لمصر مرة أخرى، ويصبح عندنا مشكلة العائدين من سوريا زى ما كان عندنا مشكلة العائدين من أفغانستان فى التسعينيات وقيامهم بعمليات إرهابية.

∎البعض يرى أن الفريق السيسى هو نموذج مستحدث إيجابى من عبدالناصر فهل ترى أنه من المحتمل أن يترشح للرئاسة؟

- لابد أن يكون معلوما أن السيسى يمثل القوات المسلحة ولا يمثل شخصه، فما يفعله السيسى هو وجهة نظر القوات المسلحة، ولا أعتقد أن يترشح السيسى لرئاسة الجمهورية.

∎تمر هذه الأيام بالذكرى الأول لمقتل 16 شهيدا برفح، فما المبرر لتأخير إعلان تفاصيل هذه الجريمة القذرة؟

- المستفيد رقم واحد من موضوع سيناء ده فى كل الأحوال هو إسرائيل، وسبب تأخير إعلان تفاصيل هذه الجريمة هو عدم وجود معلومات حقيقية حتى نعرف الفاعل الرئيسى لهذه الجريمة، وأعتقد إذا توافرت المعلومات كاملة أن القوات المسلحة ستعلنها فى الوقت المناسب.

∎كيف يمكن مواجهة التنظيمات الإرهابية فى سيناء؟

- مشكلة سيناء مفيش قاعدة معلومات عن النشاط الإرهابى فيها، لذلك يجب عمل قاعدة المعلومات لأنها أساسية علشان نقدر نحدد العناصر ونتعامل معها، فبدلا من أن يكون هناك هجوم كاسح نرى العملية نسر «1» والعملية نسر «2» فإن القوات المسلحة بدأت تعمل عمليات خاصة بمجموعة قتالية، بالأباتشى تنزل تنفذ عمليات وتطلع.

وأيضا لا أمن فى سيناء بدون غطاء قبلى، والقبائل أصبحت ضد هؤلاء الإرهابيين فلو تواصلت معهم وأعطيهم لهم دعما سوف يكون هناك سيطرة قوية، كذلك لا أمن فى سيناء بدون تنمية،

ولابد أن تقوم بتنمية المناطق «ج، ب، أ» مش أقوم بتنمية المنطقة «أ» زى محور قناة السويس وأسيب المنطقة «ب، أ» فلابد أن تكون التنمية متكاملة بحزمة واحدة.

∎هل ترى ضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد؟

- هو فيه شق أساسى فى التعديل لابد أن أطالب به، وهو أن تستبدل قوات الشرطة المدنية الموجودة فى سيناء طبقا للاتفاقية لأنها غير مؤهلة للعمل خارج المدن بقوات من حرس الحدود وأعتقد أن إسرائيل لن تمانع!

∎المخابرات قديما كانت تستخدم الحبر السرى وأجهزة اتصال هوائية.. وبعد انتشار الإنترنت والفيس بوك والتويتر ماذا تستخدم؟

- تستخدم نفس وسائل التكنولوجيا الحديثة فى إرسال الرسائل ولكن بالشفرة، ونستخدم الكمبيوتر لأنه يعمل شفرة عالية التأمين ونستخدم لكل رسالة شفرة، مما يجعل صعوبة معرفتها وتتبعها، كما مازلنا نستخدم شفرة المورس القديمة لأن مداها كبير جدا ويتم ضبطها ليتم استقبالها حسب المتفق عليه وترجمة الشفرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.