مثلما فرض التيار الإسلامى آثاره على معظم قطاعات الدولة، فرض سيطرته على الإعلام، تحديداً القنوات الدينية ك الحافظ، الناس، الرحمة، والحكمة، فهى تخلط الدين بالسياسة، حتى منذ صعود التيار الإسلامى وتشعبه حتى وصوله للحكم على يد جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، مما صعب على المشاهد التفرقة بين مضمون تلك البرامج ورسالتها سواء دينية أو سياسية.. وهو ما أكده «د. حسن عماد» - عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة - حيث تساءل كيف تبث هذه القنوات، خاصة أنه يوجد قانون بعدم بث قنوات دينية أو جنسية من النايل سات، فهى بذلك مخالفة، وتبث بدون ترخيص، وبذلك فهى قنوات غير شرعية، فهى تقوم بشحن الجماهير، وتقسم الإعلام والوطن، خاصة منذ اكتساح التيار الإسلامى فهى موجهة لزرع الفتن بدون رادع أو خوف، نتيجة أنها تشعر بالقوة لانتمائها للحزب الحاكم، وبالتالى زاد سقف تجاوزات هذه القنوات، فبعضها يعمل بمبدأ التشدد، وإقصاء الآخر، فلديها نزعة متعصبة، لهذا تفتقد للمهنية الإعلامية. وقد وصف سمير العركى أغلب القنوات بأن لا هم لها سوى تبادل الشتائم والسب، بل وشحن الجمهور على ما تميل إليه، وأضاف: «لم أعد أشاهد التليفزيون إلا نادرا، فالمشهد قد اختلط،وكل ذلك يدل على عدم وجود مهنية،وفى رأيى الإعلام المصرى ككل يحتاج إلى الانضباط،فقبل الثورة معظم المذيعين كانوا من المفروض أن يجلسوا فى بيوتهم لأنهم كانوا يعملون فى لجنة السياسات فى النظام السابق، ومن ضمن ما أذكر أن هناك مذيعة بقناة النيل الثقافية سألتنى عن رأيى فى الصحافة الإسلامية، فاندهشت من السؤال !.. بالتالى يجب أن يكون بالإعلام احترام متبادل فنحن لا نريد من يهلل ويسب، بل نريد من يعالج،وأؤكد أن كل من عارض مبارك بقوة وبصدق هم أيضا قادرون على معارضة مرسى، والمعارضة شىء، والتطاول شىء آخر، فمثلما أدين من يتطاول على مرسى، أدين أيضا من يتطاول على البرادعى وحمدين صباحى وغيرهما».
