بين اليسار كاتجاه فكرى وسياسى، وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية اختلافات واضحة.. وتباينات شديدة.. تزداد حدة هذه الاختلافات أحياناً فتصل للشقاق.. وتتراجع أحياناً أخرى لكنها لا تصل إلى حد الوفاق.
شهدت الفترة الانتقالية التى أعقبت 25 يناير عدة أحداث يمثل كل منها فرصة ذهبية لقوى اليسار المصرى فى الظهور وكسب مساحات فى الشارع السياسى.. ليس من سبيل المزايدة.. وإنما دفاع عن المواقف والرؤى.. لكن بغرابة شديدة أهدرت القيادات اليسارية أغلب هذه الفرص إن لم يكن جميعها.
عبدالغفار شكر «أمين عام حزب التحالف الشعبى» قال إن العلاقة المصرية - الأمريكية لها أهمية كبيرة لوجود الولاياتالمتحدة كأكبر قوى فى المنطقة ولكن يجب أن تكون علاقات طبيعية وليست علاقات تبعية كما كان الحال طوال 40 عاماً الماضية منذ معاهدة السلام .1979 وأضاف إن البعض يصف هذه العلاقة بالعلاقات الخاصة وكلمة خاصة «بيحلوا» بها الكلام فهى علاقة تبعية بامتياز نظراً لوجود مساعدات اقتصادية وعسكرية تقدمها أمريكا لمصر ولكن يجب أن ننهى هذه المساعدات لكى يعود دور مصر الحقيقى كدولة كبرى فى العالم وصاحبة دور مؤثر فى المنطقة وهذا هو ما ناضلنا من أجله سنوات طويلة.
وموقف اليسار المصرى ليس بحاجة إلى إثبات حالة وطنية، فالهجوم على الزيارة الأخيرة كان لأغراض شخصية وبالأدق نكاية فى جماعة الإخوان والدكتور محمد مرسى، فالزيارة طبيعية لوزيرة الخارجية الأمريكية فى المنطقة مع النظام الجديد وهى تريد أن تطمئن على العلاقات المصرية - الأمريكية وفى القلب منها أمن «إسرائيل» أما علاقة الإخوان بالأمريكان فهى معروفة ومتصلة منذ أكثر من عشر سنوات.
وتختلف فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى مع شكر حول موقف اليسار الباهت من الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية فتقول: لم يكن موقفاً باهتاً، خاصة حزب التجمع كان متواجداً بقوة خلال المظاهرات التى تجمعت أمام فندق الفورسيزونز وأشاد بموقف الأقباط الذين رفضوا مقابلة السفيرة حفاظاً على عدم تقسيم الوطن وشق صفه ونسيجه الوطنى ومنهم أعضاء فى حزب التجمع وتضيف: أن حزب التجمع واليسار المصرى التاريخى ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية كقوة استعمارية ولكن تعتبر هذا شيئاً والموقف من الشعب الأمريكى شيئاً آخر ونحن مع الثقافة الأمريكية والتقاليد الديمقراطية التى أرستها أمريكا وكذلك التقدم العلمى لكننا نختلف مع أمريكا بشدة ودور الإدارة الأمريكية الأخير فى مساندة صعود قوى الإسلام السياسى إلى الحكم فى مصر وجاءت وزيرة الخارجية لمصر لمباركة الإخوان وتهنئتهم بكرسى السلطة فى أكبر بلد عربى وهى تعلم جيداً أن الإخوان ضد التقاليد الديمقراطية التى تتظاهر الإدارة الأمريكية بأنها تدعمها ولكنها لا يهمها إلا الحفاظ على مصالحها فى المنطقة وهى مصالح استعمارية مثل الحفاظ على البترول وخطوط المواصلات وأمن إسرائيل.
د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع يرى أن العلاقات المصرية -الأمريكية دائماً ملتبسة ومعقدة ونحن نعلم أن أمريكا دائماً أقرب إلى إسرائيل من أى شىء آخر ولم يحدث أبداً أن اقتربت أو لمست المصالح الإسرائيلية ولكن زادت المشكلة وتعقدت أكثر عندما تحولت الولاياتالمتحدة إلى قوى ضاغطة لفرض فصيل بعينه وتمكينه من السلطة فى مصر وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً أيا كان الرئيس فيجب عليه أن يسأل نفسه هى أمريكا عايزانى ليه وعليه منذ اللحظة الأولى أن يعلن رفضه للحماية الأمريكية لأن مصر أكثر احتراماً من أن تكون تحت الحماية الأمريكية حتى لو كان ذلك فى مصلحته هو شخصياً.
نبيل زكى المتحدث الإعلامى لحزب التجمع يرى أن حزب التجمع يرفض طول الوقت التدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية والدعم الإخوانى والذى عبرت عنه الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية فى طلبها المجلس العسكرى بالرجوع إلى ثكناته، فهذه إملاءات نرفضها بشدة لأننا نعلم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مصالحها فى المنطقة وهى مستعدة للتعاون مع أى نظام مادام يحقق لها ذلك وهى طول الوقت تخادع باسم الاهتمام بحقوق الإنسان لكن يهمها فى المقام الأول مصالحها سواء اتفق ذلك مع نظام ديكتاتورى أو برلمانى وأهدافها السياسية فى المنطقة جزء من الاستراتيجية الأمريكية أن تحصل من أى قوى صاعدة فى المنطقة على عدة ضمانات منها تطمين وتأكيد وتعهد يتعلق بالحفاظ على أمن إسرائيل من خلال الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد والكويز وضمان بقاء غزة فى حالة هدوء وسكون وعدم تعكير صفو إسرائيل.
أحمد بهاء الدين شعبان قيادى يسارى: يقول نحن نتابع بقلق بالغ تطور العلاقات بين الإدارة الأمريكية والنظام الجديد فى مصر والتدخل الأمريكى لتوجيه معركة المرحلة الانتقالية بدعم قوى الإسلام السياسى على حساب القواعد الدستورية والعدالة والقضاء ومؤسسات الدولة المصرية فى أخطر مراحلها وهى البناء ويضيف إن هذا له خلفية معلنة ومنشورة للقاءات ممتدة وتدفق بعض المسئولين الأمريكيين على مصر بعد انتخابات مجلس الشعب ومقابلة بعض الشخصيات فى حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمون وبعض القوى الإسلامية ومنهم من أصبح فى مواقع المسئولية الآن.