لم أتعجب عندما علمت بانهيار عقار الإسكندرية المكون من أحد عشر طابقا والذى هدم معه ثلاثة عقارات أخرى وأدى لوفاة وإصابة العشرات والعشرات ومازال العديد يقبع تحت الأنقاض لايعلم مصيرهم سوى الله سبحانه وتعالى، فمنذ عدة سنوات فوجئت بصاحب عقار يبدأ فى بناء برج سكنى مكون من اثنى عشر طابقا بالشارع الذى أقطن به بمدينة نصر رغم أن عرض الشارع لايسمح سوى ببناء عمارات لايزيد ارتفاعها على سبعة طوابق فقط طبقا للقانون وسارع ساكنو العقارات المجاورة فى التصدى له قبل أن يبدأ فى بناء الطابق الثامن وطرقوا أبواب جميع المسئولين بداية من حى مدينة نصر مرورا بالمحافظة والمجلس المحلى ووزارة الداخلية وأرسلوا استغاثات ونداءات على جميع المستويات دون جدوى ووقف صاحب العقار المخالف يتحدى ويقول «افعلوا ما شئتم سأقيم برجا ولن يستطيع أحد أن يمنعنى» وفعلا انتصرت الرشوة وانتصر الفساد وانتصرت الضمائر الخربة وأقام البرج وهذا بالتأكيد ما حدث فى عقار الإسكندرية وما سيحدث فى عقارات أخرى كثيرة على مستوى الجمهورية، فالكارثة هنا هى انعدام الذمة والضمير واستحلال الرشوة وتفشى الفساد بصورة كبيرة فى المجتمع على مدار الثلاثين عاما الماضية واستمر هؤلاء المفسدون بعد الثورة مستغلين ما تمر بعد الثورة مستغلين ما تمر به البلاد وسارعوا بوضع أيديهم على أراضى الدولة والبناء عليها بدون ترخيص وتحولت فجأة المنازل الصغيرة ذات الثلاثة والأربعة أدوار إلى أبراج عالية من أجل التربح المحرم وساعدهم على ذلك المرتشون وأصحاب الذمم الفاسدة، لذلك لابد أن تسارع الدولة بمحاسبة كل من تسول له نفسه التربح على حساب أرواح المواطنين وسرعة إزالة تلك الأدوار والمبانى المخالفة قبل أن نجد الانهيارات بالجملة تنهال على رؤوس من فيها وحسبى الله ونعم الوكيل فى أصحاب الضمائر الخربة.
