تسببت نار الغيرة التى اندلعت بين كل من «نبيلة عبيد» و«فيفى عبده» اللتين اعترضتا على ترتيب اسميهما على أفيش مسلسليهما «كيد النسا» الجزء الثانى ورفض كل واحدة منهما أن يسبق اسم الأخرى اسمها.. فى إشعال حرب الأفيشات بين نجوم الدراما الرمضانية، وكان اسم المسلسل على مسمى ورسالة واضحة لما حدث بينهما.. «كيد النسا» فعلا!! منتج المسلسل الذى وجد نفسه حائرا أمام موقفيهما استقر به الأمر على عمل أفيشات لكل واحدة منهما على حدة بالأسماء وأفيشات تجمع بينهما بدون أسماء والاكتفاء باسم المسلسل فقط تجنبا لحدوث مشاكل أخرى.
ما حدث جعل الكثير من نجوم الدراما هذا العام يصرون على أن يتفردوا بأفيشاتهم دون أن يشاركهم أحد فيها وهى السمة التى غلبت على معظم الأفيشات باستثناء أفيش «فرقة ناجى عطاالله» ل «عادل إمام». الغريب أن «إمام» الذى كان يستأثر فى الماضى بأفيشاته ويظهر عليها منفردا دون أن يضع فى اعتباره حدوث أية أضرار نفسية من الممكن أن تصيب كل من يشاركونه العمل.. الآن تغيرت الحال، ويبدو أنه شعر بأن العزوة دائما فى الجماعة. أفيش «عطاالله» الذى جمع فيه معظم أبطال مسلسله وتحديدا فرقته التى تقوم بأعمال فدائية مستوحى من أفيش الفيلم السينمائى العالمى «العظماء السبعة» وهو نفسه الفيلم الذى استوحى منه «إمام» فيلمه «شمس الزناتى» ويبدو أنه متأثر به لدرجة كبيرة، الأفيش تغلب عليه روح المغامرة ويؤكد ذلك ملابسهم الشبه العسكرية والتى ترتدى مثلها الميليشيات وفرق القتال الخاصة، ويأتى كذلك أفيش «عرفة البحر» ل «نور الشريف» والذى يضم فيه عناصره الأساسية ممن يشاركونه بطولة العمل، أيضا أفيش «نابليون والمحروسة» لا يستأثر به أحد سواء «ليلى علوى» الاسم الأشهر فى المسلسل رغم ظهورها فى عدد مشاهد قليلة به إلا أن الأفيش جاء جامعا شاملا لأبطاله الأساسيين وخاصة «جريجوار كولين» الذى يقوم بدور «نابليون بونابرت». قيل لى أن المسلسل يشبه إلى حد ما فيلم «شاهين» «وداعا بونابرت» إلا أننى أتصور أن المسلسل يختلف كثيرا عن الفيلم. باستثناء هذه الأفيشات الثلاثة فإن بقية الأفيشات يغلب عليها روح الأنانية من أبطالها، وقد يكون لديهم الحق فى ذلك لعدة أسباب منها أن معظم هؤلاء نجوم سينما يطلون على المشاهد التليفزيونى بعد فترات غياب طويلة، فهم يتعاملون مع آليات العمل بمنطق نجوميتهم السينمائية وليس بمعايير التليفزيون، وكذلك تلاشيا لأية مشاكل تحدث إذا تم ضم آخرين للأفيش مما قد يغضب البعض الآخر، فنرى «محمود عبدالعزيز» منفردا بأفيش مسلسله «باب الخلق» وإن كنت أرى أن أفيشه يستحق هذا التفرد بما يحمله من تعبيرات السنين المرسومة على وجهه والتى تظهر ملامحه لأول مرة بهذه الصورة والتى يجب أن يكون متفردا بها للفت الانتباه إليه. النظرة - أى نظرة العين - أرى أنها البطل الرئيسى فى أفيش كل منهم، فالنظرات الصادرة من كل النجوم على أفيشاتهم عميقة ودالة على ما يريدون أن يعبروا عنه فى قضيتهم الأساسية التى جاءوا من أجلها ليقولوا كلمتهم فى مسلسلاتهم، فهذا الباحث عن الأمن والأمان بعد أن ضاع وتاه فى دروب الحياة، وأقصد «كريم عبدالعزيز» فى «الهروب»، وهذا المتمتع بحياة الجريمة والسطو والمخدرات والدم، وهو «أحمد السقا» فى «خطوط حمراء»، والمحامية الغارقة بين قضاياها سواء كانت لها أو عليها وسواء الداخلية أو الخارجية.. «غادة عبدالرازق» فى «مع سبق الإصرار»، وتلك العائدة إلى أحضان الحارة لحنينها إليها وإلى أهلها بعد أن تركتها هروبا من حياة الفقر والضياع ليفتح الله عليها من أوسع أبوابه.. «يسرا» فى «شربات لوز»، وكذلك المندهش من هذا الكم من الفساد الذى كان يحدث فى المجتمع المغلوب على أمره والكل يقف مكتوف اليدين مكمم الأفواه.. «هانى رمزى» فى «ابن النظام»، و«شمس الأنصارى» الباحث عن شعاع أمل من أجل الحرية والبحث عن ذاته وتحقيق نفسه ب «عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية»، والتي ينادى بها فى المسلسل «محمد سعد»، استوقفنى كثيرا أفيش مسلسل «أخت تريزا» الذى يشطر بطلته «حنان ترك» إلى نصفين، نصف يرتدى الزى الإسلامى- الحجاب- ونصف يرتدى زى الرهبنة المسيحية.. وهو ما يدل على قوة التلاحم بين المسلم والمسيحى من خلال شخصيتى التوأم «خديجة» و«تريزا» ورفضهما حدوث أية فتنة طائفية.
الأفيش فى كثير من الأحيان يكون موضحا لمحتوى العمل نفسه ودليلا للمشاهد حتى لا يحتار فيما يريد أن يفهمه من العمل وفى أحيان أخرى تكون رمزيته هى سبب غموضه، وهذا سر جماله، أن يكون أشبه باللوحة التشكيلية التى يتذوقها كل حسب فهمه ورؤيته.
الأفيش التليفزيونى هو ظاهرة سينمائية بدأتها السينما لما يتطلبه الفيلم من دعاية سواء بوضعه على واجهات السينما نفسها أو بوضعه فى الشوارع والميادين كنوع من التسويق، وجاء التليفزيون ليحذو نفس الحذو، وخاصة فيما يتعلق بمسألة التسويق لسهولتها، ولتعريف جهة الشراء بالعاملين فى المسلسلات من أبطال ومؤلفين ومخرجين وأيضا بوضع الأفيشات فى الشوارع والميادين كنوع من الدعاية ولجذب أكبر كم من الإعلانات خاصة فى شهر رمضان الذى تتنافس فيه المحطات التليفزيونية سواء الفضائية أو الأرضية بالفوز بالكعكة الإعلانية وللتباهى بما هو معروض لديها من أعمال حصرية تجذب المعلنين إليها بشكل قوى. الأفيشات أضافت إلى ميزانية العمل التليفزيونى بندا لم يكن موجودا من قبل والذى يصل إلى ما بين 150- 250 ألف جنيه.
وسائل الدعاية للدراما التليفزيونية سواء ب «الأفيشات» أو «البروموهات» بدأت تقفز إلى السطح خلال العشر سنوات الأخيرة، وتحديدا مع مسلسل «العمة نور» ل «نبيلة عبيد» حيث أدخلت «سارة عبدالمنعم» مصممة الأفيشات هذا الابتكار الجديد من نوعه إلى الساحة من خلال هذا المسلسل الذى صممت له الأفيش الخاص به.
«سارة» أكدت أن الهدف الأساسى وراء دخول الأفيشات إلى دائرة صناعة الدراما التليفزيونية هو التغيير وليس التجديد، لأن الفكرة بشكل عام ليست جديدة، بل السبق فيها يرجع إلى السينما صاحبة أكبر كم من الأفيشات فى تاريخ الوطن العربى الذى وصل حتى الآن إلى أكثر من 4500 أفيش، أما التغيير فهو مطلوب للشعور بتجديد الدماء دائما فى هذه الصناعة الدرامية والترويج لها بأساليب جاذبة، وتؤكد «سارة» أن الهدف الرئيسى من الأفيش أو البرومو هو إظهار الحالة التى يريد العمل نقلها إلى المتلقى سواء كانت حزنا أو فرحا أو سعادة أو إحباطا، وكما يقولون «لكل شيخ طريقة»، أيضا لكل أفيش تصميمه الخاص به.