عاصم حنفى روزاليوسف الأسبوعية : 10 - 12 - 2011 أعرف دكتور تجميل «طيب» وابن حلال.. على استعداد لإجراء عملية زرع الزبيبة على الجبهة.. نظير أتعاب بسيطة.. وقد لعبت معه البلية.. «اللهم لا قر اللهم لا حسد».. وطوابير الحاجزين أمام عيادته بالألوف.. استعدادا للمرحلة الجديدة.. مرحلة الزبيبة والشبشب.. والجلابية.. وقد ارتفع سعر النقاب فى بورصة العتبة والإقبال عليه منقطع النظير.. أما نحن فقد كتب علينا أن نظل فى صفوف المعارضة لحين إشعار آخر.. وكنا نحسب أننا بعد مرحلة مبارك.. سوف نكون فى صفوف الحكام وراكبى المرسيدس.. فإذا بنا نظل فى مواقعنا قاعدين مستعدين للقتال وحتى آخر نفس... وهى ليست سوى الهزيمة الأولى... وهناك جولة ثانية وثالثة... وخسارة معركة لا تعنى نهاية الحرب.. وحربنا مستمرة ضد الفاشيين الجدد.. أعداء المرأة والأقباط والفن والتماثيل والسياحة والدولة العصرية..! وتعظيم سلام للناخب السكندرى... الذى أدرك الخطر بعد الجولة الأولى.. وقد استمع إلى فتاوى الأخ الطفشان من الخانكة.. يكفر فيها نجيب محفوظ ويصفه بالفسق.. وأنه يحرض على الرذيلة ويمارس الإلحاد.. ويدعو للدعارة.. ولهذا وجبت محاسبته ومصادرة أعماله..! وتعظيم سلام للناخب الذى استمع إلى هرش المخ.. فقرر تأديب الشيخ المتجهم غليظ الوجه.. فأسقطه فى جولة الإعادة.. وكان يحسب أنه من الفائزين.. فأصدر التصريحات النارية التى كشفت للناخبين أن الإخوة ينتمون إلى تورا بورا.. وأنه من الأفضل لهم أن يترشحوا على قوائم قندهار الأفغانية..! وياميت خسارة.. لا نعرف فى بلادنا معاهد قياس الرأى العام التى تعرفها دول العالم.. وهى معاهد تقوم باستقصاءات علمية لمعرفة اتجاه الرأى العام بالضبط.. وتكاد نتائجها تقارب نتائج الواقع.. ولو أن عندنا أحد تلك المعاهد.. لكشف عن هبوط شعبية التيار الإسلامى بمعدلات غير مسبوقة.. نتيجة لتصريحات الشحات وحازم.. والخيبة أنها لم تهبط بشعبية السلفيين فحسب.. وإنما بشعبية التيار الإسلامى كله.. دعك من أن نتيجة جولة الإعادة جاءت فى صالح الإخوان.. فالناخب اضطر للتصويت لهم عقابا للتيار السلفى.. ولكن فى المرحلة الثانية سوف يتأثر الإخوان أيضا بالتصريحات العشوائية للسلفيين الجدد.. وهل لاحظت عزوف الناخبين عن الذهاب لجولة الإعادة.. إنها تعبير عن القرف والرفض لهذا التيار السياسى الجديد. نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات.. لا تعنى فوز التيار الإسلامى. بقدر ما هى هزيمة للنخبة التى هجرت الشارع السياسى.. واستقرت بالفضائيات تدعى أنها تتكلم باسم الشارع.. بينما هى فى الحقيقة خارج حسابات الشارع تماما.. هى نخبة عاجزة عن التفاعل والتعامل مع المواطن البسيط.. فى حين أن التيار الدينى قد تخصص فى التعامل مع الناس العاديين، فاجتذبوهم إلى صفوفهم بالخدمات الكثيرة والبساطة فى التعامل.. ولا تنس العيادات الكثيرة الملحقة بالمساجد تمارس دورها فى علاج الفقراء.. وتقدم لهم النموذج للأحزاب القريبة من قلوب الناس.. والخيبة أنها أساليب برع اليسار فى تطبيقها فى مصر زمان.. وحتى فى أوروبا تخصصت الأحزاب الشيوعية فى تقديم الخدمات لأهالى الأحياء المختلفة.. ليكتسبوا تعاطفهم بعد ذلك فى الانتخابات. لو أن التيار الإسلامى فاز بعد معركة صعبة.. لقلنا أنه فوز حقيقى... لكنهم فازوا بسهولة.. بالضربة القاضية دون مقاومة تذكر.. ولا تنس أبدا أنهم فازوا بثمانين فى المائة من مقاعد الجولة الأولى.. ولكن يا خسارة.. لو أن هذا التيار الإسلامى يشبه التيار الإسلامى فى تركيا أو حتى فى تونس.. لرحبنا بهم ورقصنا وهللنا فى الشوارع والميادين... لكنهم أقرب للإسلاميين فى تورا بورا.. يسعون لشد المجتمع للوراء. فاز الإسلاميون إذن.. والحرب لا تزال مستمرة.. وهناك جولة ثانية وثالثة.. سوف يفوزون بها طبعا.. فى ظل النخبة التى لا تعرف رأسها من قدميها.. وأقطع ذراعى أن بعضهم يفكر جديا فى الذهاب إلى طبيب التجميل لزرع زبيبة مناسبة... استعدادا للمرحلة القادمة!!؟