المأساة التى تعرضت لها الفنانة الراحلة «سعاد نصر» لإجرائها عملية شفط عادية لا تتجاوز ساعة واحدة فى غرفة العمليات جعلتها فى حالة غيبوبة تامة على مدار عام كامل نتيجة خطأ طبى على إثر انسحاب خرطوم الأوكسجين من الفم لمدة 10 ثوانى مما نتج عنه عدم توصيل الأوكسجين للمخ والقلب. جراحات التجميل أصبحت ظاهرة لافتة فى الوسط الفنى خلال السنوات الأخيرة.. صاحبة المأساة الأخيرة هى الفنانة المعتزلة «عبير الشرقاوى» التى وقعت فريسة لطبيب ممارس حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة بدرجة مقبول. ولم يحضر دبلومة فى العلاج بالليزر أو ماجستير فى ذات التخصص على الرغم من تواجده فى فضائيات مشهورة على أنه استشارى جراحات الجلد بالليزر.
«عبير قالت إنها شاهدت الدكتور «أيمن عبدالحكيم» الذى يظهر على الفضائيات المشهورة بشكل دائم وتقدمه القنوات على أنه استشارى جراحات الجلد بالليزر وعلاج السمنة وعلاج الدوالى والشعيرات الدموية بالليزر مثل قناة «المحور» و«الحياة» و«التحرير» و«أون تى فى» مما جعلها على ثقة كاملة بأن هذا الطبيب لديه خبرة ومهنية عالية، فسارعت بالاتصال بصديقتها الإعلامية التى تقدم معه برنامجًا على قناة الحياة بعنوان «أحلى الأوقات» لتتعرف منها على مصداقية هذا الطبيب والتى أكدت ل«عبير» أنه مصدر ثقة لا يمكن التشكيك فيه وبالفعل حصلت على رقم هاتفه وقامت بالاتصال به لحجز موعد لإجراء تقشير بسيط فى الوجه، وهو عبارة عن إزالة النمش بالوجه وتنسيق لون البشرة بدون بقع.
«عبير» أضافت: هذه كانت بداية معرفتى بالطبيب، ولم تكن إلا مجرد «جر رجل» منه لى بعد أن أقنعنى بضرورة إجراء عملية شفط دهون من المنطقة العليا من ذراعَّى ليكون هناك اتساق كامل فى الجسم، وبالفعل اقتنعت وطلب الطبيب منى أن أذهب له بالإسكندرية لعدم وجود الجهاز الخاص بتلك العملية فى المركز الخاص به فى القاهرة. عبير أشارت إلى أنها لم تكن تعرف أنها ستجرى عملية بل اعتقدت أن الأمر لن يستغرق أكثر من ساعة واحدة فى المركز وتعود فى نفس اليوم، ولكن ما حدث كان غير ذلك، وتروى «عبير» تفاصيل المأساة التى تعرضت لها قائلة: سافرت يوم شم النسيم 2011 وكانت معى المساعدة الخاصة بى وحين وصلت للمركز دخلت غرفة تشبه غرفة العمليات ولكنها غير مجهزة على الإطلاق، فبدأ الدكتور «أيمن» بإدخال خرطوم رفيع فى ذراعى اليمنى، ومن شدة الألم صرخت مما جعل الطبيب يطلب من المساعد الخاص به إعطائى حقنة بنج كلى قائلا «نيمها بسرعة» وظللت ملقاة فى تلك الغرفة ما يقرب من 5 ساعات تقريبا وحين استيقظت ففوجئت بكم من الدماء على الفراش وظللت أبحث عن الطبيب ولم أجده وقال لى أحد العاملين بالمركز أنه غادر لإجراء عملية فى أحد المستشفيات.
وتكمل عبير: ظهرت الكارثة بعد عودتى للبيت بالقاهرة ففى اليوم التالى للعملية، وبعد أن استيقظت لاحظت تشوهات كبيرة فى ذراعى وعدم قدرتى على التحكم فى أطراف أصابعى اليسرى وفقدان الإحساس بهما ليتسبب هذا الطبيب فى عاهة مستديمة لى.
«عبير الشرقاوى» تقدمت للنائب العام ببلاغ اتهمت فيه طبيب التجميل بإصابتها بعاهة مستديمة فى ذراعيها، الكارثة الأكبر التى تم اكتشافها أن الدكتور «أيمن عبدالحكيم» هو طبيب ممارس وليس استشارى جراحات الجلد بالليزر إلا أن هذا التعريف ظل يلاحقه عبر القنوات الفضائية التى تسلط عليه الأضواء وتستضيفه ببرامجها، وبسؤال المسئولين فى قنوات الحياة والمحور رفضوا التعليق وقالوا إن هذا الطبيب قدم ما يثبت أنه استشارى ومتخصص فى هذا المجال وليس طبيبا ممارسا.
«منتصر الزيات» وكيل «عبير الشرقاوى» قام برفع دعوى قضائية ضد الطبيب «أيمن عبدالحكيم» تتهمه فيها «عبير» بالإهمال الطبى وتطالب فيه بشطب اسمه من جداول نقابة الأطباء، وهذه القضية مازالت متداولة فى جنح سيدى جابر نيابة شرق بخلاف قضية تشهير أخرى أقامتها ضده متهمه فيها بإفشاء أسرار مرضاه من خلال تداول تقرير شامل عن حالتها.
وأسفرت جلسة الأربعاء 2012/5/2 جنح المنشية عن تأجيل دعوى التشهير إلى 2012/6/13 لحين استكمال المستندات الخاصة بحالة «عبير الشرقاوى».
«خيرى عبدالدايم» نقيب الأطباء نفى معرفته بحيثيات القضية المرفوعة ضد الطبيب «أيمن عبدالحكيم» قائلا: القضية مازالت فى معية القضاء المصرى وهو صاحب القرار الأول والأخير فى الحكم بالإدانة أو البراءة لافتا أن استمرار الطبيب «أيمن» فى عمله شىء طبيعى حتى يصدر ضده حكم قضائى.
وأشار إلى أن إجراءات النقابة فى مثل هذه القضايا تقوم على تشكيل لجنة تسمى ب«لجنة آداب المهنة» مكونة من مجموعة من الأطباء المتخصصين لمتابعة حيثيات وتفاصيل العملية التى تم إجراؤها، ومن ثم تبدأ اللجنة فى البحث إذا كان هناك خطأ مهنى أم لا ومن ثم ترفع اللجنة تقريرها للنقابة لاتخاذ القرار بشطب اسم الطبيب من النقابة من عدمه.
