يعتبر الفنان الفرنسى براك أحد المجددين فى القرن العشرين، خلق وطور المدرسة التكعيبية مع الفنان بيكاسو Picasso وظل طوال حياته مخلصاً لأسلوبه التكعيبى. ولد براك فى «أرجنتى» فى أسرة ميسورة الحال لديها محل للبويات، فعرف فى سن مبكرة بعض أسرار استعمال اللون. فى بداية حياته الفنية تأثر بالاتجاه الوحشى وأخذ عنه احتقار النقل من الطبيعة. فى عام 1908 يلتقى بيكاسو ويبتكرا معا التكعيبية. موضوعات براك المميزة هى الطبيعة الصامتة يبدعها بألوان قليلة هادئة. يتركب أسلوبه الفنى من تغيرات يحدثها فى الأشكال التى ينفذها على سطح لوحاته، فقد استطاع تحويل المناظر والعناصر المحيطة به فى الحياة اليومية إلى أشكال هندسية «مثلثات - مستطيلات - دوائر» كما ابتكر الكولاج فى أعماله «لصق قصاصات ورق الصحف على اللوحة». وقد احتوت لوحاته فى الطبيعة الصامتة على عناصر «الماندولين - المفرش - الدورق - نوتة الموسيقى»، يؤلف بينها ويلصق بها سمارات الخشب ليخلق تنوع الملمس على سطح اللوحة، وليؤكد تحليلاته التكعيبية، كان ماهرا فى إحكام التكوين لعناصره وملونا حساسا، ولذلك تميزت لوحاته بالتوافقات اللونية العميقة وألوانه مركبة بحس مرهف ويغلب عليها البنيات والرماديات. يقول براك «إن عملى الذى يسمونه تكعيبية هو بالنسبة لى يعتبر تصحيحا للفن بما يناسب رغبتى وميولى!».