كان فيلم «أفريكانو» فاتحة خير علي عدد من أهل الفن بعضهم انطلق إلي عالم النجومية وتولي العمل الفني من بابه مثل أخونا أحمد عيد وبعضهم كان انطلاقة نحو تلك الأدوار التي لا تقاس بالمساحة ولا بالمتر ولا بالشبر ولكنها تترك داخلك أثراً له قيمة ربما تفوق الأدوار المحسوبة بالكيلومتر من هؤلاء كان طلعت زين الذي منحه أحمد السقا نجمنا الكبير دوراً أثبت من خلاله طلعت أنه ممثل قدير يستطيع كما الحرباء أن يتلون ويتنوع ويقدم نفسه في جلد جديد كلما تصدي لعمل فني وقد أبهرني هذا الفتي الأسمر الجميل الطلة الشديد الإقناع وما أخطر هذه الأدوار التي تبدو سهلة بسيطة ولكنها في نفس الوقت هي السهل الممتنع إذا ما أجادها أصحابها، فالخادم الأفريكاني الذي يتكلم العربي المكسر هذا الدور سبقه إليه الكثير ولكنك تستطيع منذ اللحظة الأولي أن تكتشف أن أحدهم يجيد الصنعة ويبدع فيها ويقنع المتلقي بينما آخرون يضعون حاجزاً زجاجياً لقلة الخبرة وعدم القدرة وخيبة الصنعة وقد كان طلعت زين من النوع الأول الذي أجاد منذ اللحظة الأولي وصعد خطه البياني طوال الفيلم حتي ترك بصمة علي العمل مع أنه ليس بطلا ولا نجما ولا طبعا قبض أجره بالدولار أو اليورو أو أي عملة يصعب الحصول عليها.. فقد كان طلعت زين رائعاً في أدائه بسيطا سلساً في تناوله للشخصية لم يتقعر ولم يعقد المسائل ولم يقلد أحدا ولكنه اعتمد علي اجتهاده الشخصي وصدق وأفلح فيما قدم لنا من دور ومن خلال متابعتي لهذا الفتي الأسمر الجميل اكتشفت أن داخله فنانا حقيقيا رفيع الإحساس يتعامل مع أي عمل فني بحب وإخلاص وتفان والمسألة بالنسبة له ليست سبوبة أو هبشة أو خد الفلوس واجري ولكنه البناء المحكم الذي يبدأ من حيث الأساس ويرتفع مع كل إضافة ويتراكم حتي يضع لصاحبه اسما ومكانة وسمعة وأشهد أن هذا الفتي حقق الشيء الكثير سواء علي مستوي الوسط الفني أو من خلال الدائرة الأوسع وهي جمهور الفنون والجنون فقد استطاع طلعت زين أن يحقق المعادلة الصعبة ويكسب ود الجميع وحب الجميع واحترام الجميع وهو الآن في أزمته الصحية أثار موجة من التعاطف علي صعيد الوسط الفني وأيضاً في صفوف عشاقه الذين تابعوا خطواته مع المرض وأحاطوه بدعواتهم له بالشفاء تماما مثلما فعل زملاء طلعت زين وعلي رأسهم الولد الشقي للسينما المصرية هذه الأيام وأحد أجمل فرسانها علي الإطلاق أحمد السقا هذا الولد ستجده دائماً إلي جانبك في تلك الأوقات التي تحتاج فيها إلي دعم الصديق ووقفة الأخ وشهامة الرجال ومع شديد الأسف فإنني لم تتح لي الظروف أن أقترب من طلعت زين ولكن الأصدقاء الذين اقتربوا منه استطاعوا أن يفسحوا في قلبي مكانة كبيرة بفضل الصورة الشديدة الصفاء والنقاء التي نقلوها لشخصي الضعيف عن هذا الفتي الأسمر النبيل.. أدعو الله له بتمام الشفاء والعافية ولك أن تعلم ياسيدي أن لكل إنسان نصيبا من اسمه وأنت طلعت.. زين والله زين!!