عرف الجمهور جولييت بينوش من خلال بعض الأدوار الصغيرة بالأفلام التليفزيونية، بداية من عام 1983 ثم توالي ظهورها فيما بعد بأكثر من 40 فيلماً ويعتبر فيلم «موعد غرامي» للمخرج اندريه تيسينيه من الأفلام التي جعلتها رائدة في السينما الفرنسية، ثم اكتسبت شهرة عالمية بعد أدائها دوراً رئيسياً في فيلم «أضواء بشرية غير محتملة» عام 1988 ونالت جائزة الأوسكار لأفضل دور مساعد في فيلم «المريض الإنجليزي»، كما حصلت علي جائزة أفضل ممثلة من مهرجان كان السينمائي عام 2010 عن دورها في فيلم «نسخة طبق الأصل» وهو الفيلم الذي تواجدت أثناء عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وقد حرصت إدارة المهرجان علي إقامة مؤتمر صحفي للنجمة الفرنسية وقبل مغادرتها للقاهرة بيوم واحد وسط حضور حشد كبير من الصحفيين والإعلاميين. وقد أدار الندوة عمرو واكد وبعد ترحيبه بها.. أعربت جولييت في بداية حديثها عن سعادتها لوجودها في مصر وروت أنها قرأت عن الثقافة العربية وقرأت كثيرا عن الآلهة القديمة وعن إيزيس ونفرتيتي وعشتار وتعلمتها في المدرسة في ال11 من عمرها، وأضافت قائلة: «ليتكم تعلمون كم عدد أطفال العالم الذين يودون الذهاب إلي مصر والتعرف علي حضارتها، فبلادكم لها سحر لا يوصف، فأنتم قد لا تشعرون بذلك ولكنني شعرت به منذ أن وطئت قدماي أرض مصر». وبسؤالها عن تجربتها الأخيرة مع المخرج الإيراني عباس كاريستاني أجابت: كان الفيلم صعباً في البداية ولكنه أصبح يسيرا في النهاية بعد أن تفاهمت مع المخرج فهو لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ولكننا استطعنا أن نتعامل، فأنا لا أفرق بين جنسيات المخرجين، فالتعامل مع أي مخرج يعطينا دروساً في الحياة فالأمر لا يتعلق بالدولة.. فأذكر مثلا أنه عندما طلب مني هذا المخرج الذهاب إلي طهران قلت له «يا إلهي كيف أذهب هناك لكي أقتل!!». وحينما وصلت إلي منزله لم أشعر بالغربة أو الخوف من كوني في طهران وتحدثنا كمخرج وممثلة وأن نتحرر من أفكارنا واستطعنا أن نتشارك حول بعض المشكلات، ورغم صعوبة الفيلم علي مستوي المشاعر فإنه كان يسيرا علي بسبب التفاهم بيني وبين المخرج. وبعد ذلك تم سؤالها حول موقفها من القضية الفلسطينية وبشأن المخرج الإسرائيلي الذي تعاملت معه في أحد أفلامها.. فأجابت قائلة: «أنا لا أميز بين مخرجين وجنسياتهم وما يهمني هو رؤية المخرج ونحاول أن نفهم أنفسنا ونفهم الحياة بعيدا عن علاقته بدولته أو ديانته لأننا ولدنا علي الأرض بلا ملابس أو أي تمييز وبالتالي لا توجد قيود حول ذلك وقالت إنها لا تحب مشاهدة مناظر الأطفال والضحايا الفلسطينيين، لكنها لا تتخذ موقفاً معادياً أو مؤيداً لأي من الطرفين، وقالت: «أتمني أن تكون هناك روح تعاون وتسامح بينهما»، مشيرة إلي أنها تركز فقط علي الجانب الإنساني، ولا تركز كثيراً في الأمور السياسية، والفيلم الذي جسدت فيه دور مستوطنة إسرائيلية لم يكن له علاقة بالسياسة والمفروض أنها كانت تلعب دور أم إسرائيلية تبحث عن ابنتها. ولذلك أنا لا آخذ أي وجهة نظر ضد الأخري وفي نفس الوقت هذا لا يمنعني من أن يكون لي بعض وجهات النظر في تلك القضية وأنا لن أرفض مخرجاً سواء فلسطينياً أو إسرائيلياً، وبالتالي أحاول أن أحارب علي الجبهة الإنسانية وأحاول أن يكون لي رؤية أفضل لما يحدث، وحاليا أنا أقرأ الإنجيل لكي يكون لي رؤية أفضل وهذا هو السبيل للوصول إلي السلام.. وبالنسبة لي فإن التمثيل أمر يثير شغفي والفيلم الذي قمت بتمثيله مع الجانب الإسرائيلي كان عن امرأة بلا أخلاق وامرأة تبحث عن ابنتها وبحاجة إلي أن تشعر بأنها أم ولا تهتم بالسياسة أو المشاكل الخارجية.. ولا يمكن أن نقيم الدور أخلاقيا، وهذه الأم هي النموذج العالمي والإنساني الذي يجب أن نبحث عنه ولا يجب أن تعترينا أحاسيس تجعلنا منغلقين في المآسي والمشاكل.. لذلك فالفيلم الذي تم تصويره في جنوب أفريقيا مع جاكسون كان يتحدث عن أهمية أن يسمع كل منا إلي الآخر يجب أن نفهم الآخر هو ما يجب أن يتم في فلسطين ويجب أن ننصت إلي الفلسطيني والإسرائيلي وألا نظل منغلقين علي أنفسنا، وكنت أحاول أن أعطي أملاً في التصالح. وبسؤالها عن إحساسها بالطبيعة أجابت قائلة: «أحترم الطبيعة وأحترم الأرض التي نعيش عليها والسبب في ذلك هي أمي التي كانت تصر علي شراء الفاكهة والخضروات الطازجة غير المهجنة. وبسؤالها عن أكثر أفلامها تأثيراً في حياتها «موعد غرام» أو «أضواء بشرية غير محتملة» أجابت: أعتقد أن فيلمي موعد غرام هو الذي منحني البطولة لأول مرة، أما الفيلم الآخر فهو فيلم عالمي وهناك فارق بين الفيلمين كبير. كما أعربت عن أسفها لأنها سترحل دون مشاهدة أي أفلام فهي لم تبق أبداً في أي مهرجان حتي نهايته سواء كانت مشاركة في التحكيم أو ضيفة، خاصة أن لديها مسئوليات مهمة منها أطفالها، وعندما سألها أحد الحاضرين عن رأيها في مصر بعد مشاهدتها وبعيداً عما تصورته في خيالها عنها أجابت: «في القاهرة هناك سيارات كثيرة جدا وهذا ما أزعجني ولكن هذا هو وضع المدن الكبري حيث إن لدي مشروعاً أحضر له مع مجموعة من التسجيليين والمهتمين بالحضارة المصرية الفرعونية والقبطية، حيث سأصور فيلماً في صعيد مصر العام المقبل عن الحضارة الفرعونية العريقة. وعندما سئلت عن السر وراء حصولها علي كل هذه الجوائز فقالت: «ليست لدي آليه معينة ولكن الجائزة هي التي تفاجئني وحينما أعطوني الأوسكار قلت إنهم مخطئون، وبالتالي يجب أن نتحرر من الشعور بالحصول علي الجائزة لنعيش في سعادة».