قائد مرور المسلسلات إلي شاشة التليفزيون.. أعلن عن وقف شراء المسلسلات وإلغاء جميع الاتفاقات التي تقضي بدخوله شريكا في إنتاج مسلسلات رمضان لعام 2011. وهذا القرار الصدمة من المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون جعل شركات الإنتاج الخاصة التي تتعامل في سوق المسلسلات تراجع خططها وحساباتها بعد أن أفاق التليفزيون وتخلي عن غيبوبته في شراء مسلسلات بأسعار خيالية يحددها المنتجون علي أساس التكلفة العالية لأجور نجوم التمثيل والتي وصلت لأرقام مجنونة بعشرات الملايين ترتفع عاما بعد عام.. وأصبحت أجور النجوم تلتهم النسبة الأكبر من ميزانية أي مسلسل.. فالنجوم أولا ثم توزع الفتافيت علي بقية عناصر العمل الفني!! وهكذا اختل الميزان وسقط الكثير من المسلسلات. ولم يشفع لها اسم الممثل ونجوميته. وحققت تلك المسلسلات خسائر مادية فضلا عن الخسائر الفنية. وقد تحمل التليفزيون المصري جزءا كبيرا في هذه الخسائر في العام الماضي عندما اشتري بعض هذه المسلسلات أو شارك في إنتاجها لحشد إذاعتها خلال شهر رمضان الماضي تحت شعار «كله حصري في التليفزيون المصري». وكان لابد من تصحيح الأوضاع هذا العام. وكان قرار المهندس أسامة الشيخ الذي يحدد المرور إلي شاشة التليفزيون في رمضان المقبل. الأفضلية للقيمة الفنية وليس لاسم اللنجم. وهذه النتيجة ليست ضد عمل النجوم.. ولكنها ضد الاسترزاق باسم النجوم. وهو ما اتفقت عليه كل لجان الدراما التي شكلها التليفزيون عبر السنوات السابقة من أجل النهوض بالدراما التليفزيونية والتي أصبحت إدمان ملايين المشاهدين في الوطن العربي. وإذا كانت شركات الإنتاج الخاصة، هي التي أسست نظام الاستعانة بالنجوم والرضوخ لدفع أجورهم بعشرات الملايين.. طمعا في استردادها في البيع لمحطات التليفزيون العربية. فهذا أمر تجاري بحت.. ولايمكن أن يكون هو القاعدة في الإنتاج الدرامي لتليفزيون الدولة. فالوضع يختلف تماما هنا فالشركات الخاصة قامت علي الاستثمار التجاري.. بينما تليفزيون الدولة مفروض أن رسالته ليست تجارية.. وإنما إعلامية.. وقد سبق أن أشرت إلي هذا اللبس في مقال سابق تحت عنوان «إعلام.. وليس إعلان»!! ولكن يبدو أن هذه المفاهيم ضلت طريقها في التعامل اليومي مع تليفزيون الدولة.. فأي برنامج يبحث عن النجوم لضمان جذب المعلنين.. وأي مسلسل يسأل القائمون علي الإنتاج عن أسماء النجوم المقترحين ومدي استعدادهم للمشاركة في العمل.. ويأتي هذا التساؤل قبل قراءة موضوع المسلسل. فالنجوم أولا.. هم الذين يحددون قيمة النص المكتوب.. وهم الذين يحددون الأجر الذي يطلبونه.. وهم الذين يحددون أيضا أسماء الممثلين المشاركين وأحيانا التفاوض عنهم في الأجور التي يستحقونها. فالنجوم هم أولا وأخيرا.. هم قبل المؤلف.. وقبل المخرج.. وقبل أي عنصر فني في المسلسل.. والنجوم بكل هذه السطوة.. أصبحوا يمثلون النموذج الذي يجب أن يحتذي بالنسبة لأجيال متتالية من الممثلين الأقل خبرة والأقل شهرة.. فالكل يبحث عن المساواة حتي ولو كانت هناك فروق شاسعة. وهوجة المغالاة في أجور النجوم أفسدت من قبل صناعة السينما المصرية.. حتي انخفض الإنتاج السينمائي.. وها هو نفس المرض.. ونفس الغباء يتجه إلي التليفزيون.. وربنا يستر.. وتنجح محاولات المهندس أسامة الشيخ في تصحيح المسارات في هذه الغابة العشوائية من صراعات الفلوس.. وصراعات الوحوش!!