هو بلاشك.. الوزير الذي ألقي بعدة أحجار وليس حجرا واحدا في البحيرة الراكدة للتعليم المصري منذ سنوات وكل حجر يلقي يحدث دويا ودوائر واسعة من الجدل مابين مؤيد ومعارض لكنه استمر وفتح كل الملفات وضرب براثن الفساد في أكثر من مكان داخل الوزارة وخارجها وكان آخر حجر ألقاه .. في سوق الكتب الخارجية لتصحيح أوضاع سادت لسنوات طويلة. كل هذا ورغم بدايات الوزير الصارمة وجولاته وقرراته المفاجئة التي جعلتنا نتوقع عاما دراسيا مختلفا .. أكثر انضباطا وهدوا.. إلا أن ثمة مشكلات أحدثت ارتباكا في أول أسبوع دراسي .. سواء تأخر الكتب المدرسية أو اختفاء الخارجية.. أو حتي الكلام عن غموض المحذوف من المناهج الدراسية. سألته: بعد معركة الكتب الخارجية ماهي معركتك القادمة؟ فأجاب الوزير مبتسما: الله أعلم .. انتظروا واحدة واحدة مش كله مرة واحدة .. ثم أضاف الوزير قائلا: بالتأكيد سيكون لنا وقفة مع الدروس الخصوصية ولكن بعد أن يتم توفير كل شيء للمدارس والمدرسين بالشكل الذي يجعل الطالب لا يقبل علي الدروس الخصوصية أي يحدث ما يسمي عزوف ذاتي من التلاميذ وأولياء أمورهم عن تلك العادة التي اعتادوها سنوات طويلة لكن أنا لا أصدر قرارات بالمنع بشكل عشوائي لكن بطرق علمية وشرعية وقانونية. تكريم أدبي دائما هناك ثغرة في كل ملف وسد هذه الثغرات لايكون إلا بالمدرس والذي لو تم إصلاح أحواله كلها لتم إصلاح كافة الملفات الأخري وهل هناك خطة بالوزارة لما يسمي بقياس الرضا الوظيفي للعاملين بها؟ - الوزير : بالتأكيد لدينا وسائل لقياس الرأي العام بين المدرسين والعاملين بالوزارة .. لأن المدرس هو الذي يدرس ويتعامل مع الكتاب ومع الطالب مع الموجهين والمديرين ومؤخرا كان لدينا اجتماع في قاعة طه حسين هنا بالوزارة مع مجموعة من المدرسين والطلاب من مدارس خاصة وحكومية وكذلك بعض المديرين والإداريين لبحث هذه المسألة .. واستمعت لآرائهم ومشاكلهم والمعوقات التي تقابلهم ومدي رضاء كل طرف في مكانه عن عمله .. فهي محاولة أخري لضبط العملية التعليمة في مدارسنا هل يمكن أن توفر للمدرس تعويضاً عن دخله من الدروس الخصوصية؟ فأجاب الوزير قائلا: - من ضمن ماحدث في السنوات الماضية هو كادر المعلم والذي هو في الأساس تكريم أدبي قبل أن يكون ماديا للمدرس ومعناه أن هذا المدرس ليس كأي شخص بل له كادر خاص به أي تكريم خاص له . ثم إنه زاد من دخله بنسبة (200%) صحيح لا يعوضه عن دخله من الدروس لكن أعتقد مضاعفة المرتب ثلاث مرات تقريبا ولا يحصل عليها هكذا وإنما بالتدريب المستمر والترقي والحصول علي دورات تدريبة علي المواد الجديدة وال ICDL وبالتالي مستواه في تحسن .. وعندما يتحسن مستوي المليون (و100 الف) مدرس ستحدث الاستفادة في المدارس لكن بقياس ما يكسبه بعض المدرسين في السناتر والبيوت فلا تستطع أي دولة في العالم أن تعوضهم عنه شكوي متناقضة في أزمة الكتب الخارجية بين الوزارة والناشرين.. الضحايا هم أولياء الأمور .. حيث ظهرت السوق السوداء وزادت الدروس الخصوصية وزادت أرباح الناشرين! - الوزير : إذا كان أولياء الأمور اشتكوا وعايزين الكتب الخارجية فعندهم شيء من الحق لأنهم تعودوا منذ سنوات طويلة ومن غير ما يشوف كتب المدرسة ولايقارن ولايقف علي حجم التطوير فيها. يشتري لأبنائه الكتب الخارجية كنوع من التعدد لكي يحصل علي مجموع أكبر وهي عادة من الصعب أن يتنازل عنها . رغم أن (أولياء الأمور) يشتكون ليل نهار من الدروس الخصوصية والكتب الخارجية تستزف ميزانيتهم .. ولما قلنا لهم أن هذه الكتب خطأ وخطيرة وليس من المفروض ألا تكون بهذا الكم وبهذه الصورة التجارية وأننا لابد وأن نتعاون .. لكن للأسف الشديد الأسرة تتخيل أن هذا الكتاب الخارجي هو الملاذ لأبنائها والسبب بلاشك في ذلك يرجع إلي شكل الامتحانات الحالية والتي تعتمد علي الحفظ وإجاباتها كانت موجودة في الكتب الخارجية وأقول كانت لأن الأمور ستختلف من الآن سواء في الامتحانات أو في الكتاب المدرسي. وأخيرا نحن أمام خيارين إما أن نتطور ونزيل الشوائب من طريقنا وإما أن نستمر فيما نحن فيه وماحدش يشتكي من التعليم! ويضيف الوزير قائلا: أما عن مسألة أرباح ومكاسب الناشرين فهذا غير صحيح وإلا ماكانوا اشتكوا لأن التجارة غير المشروعة والسرية طبقا للقانون وللقرارات الوزارية لا يمكن أن يكون حجم المبيعات في الأحوال العادية مثله في وقت حظر تداولها. لكن مازال الكتاب الخارجي هو الأكثر جاذبية للتلاميذ وأولياء أمورهم لبساطة وسهولة العرض فيه؟ - الوزير : لدينا دراسة أجريت في 2005 في مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أثبتت تفوق الكتاب المدرسي علي الكتاب الخارجي وأكد أن الكتاب الخارجي أحد أسباب تأخر التعليم .فهو لا يعطي مجالا للتفكير والبحث وإعمال العقل. وسبب مايقال عن عدم جودة الكتاب المدرسي .. هو اختلاط الأمور .. فمؤلفو الكتب في الوزارة هم أنفسهم مؤلفو دور النشر للكتب الخارجية. ويمكن كان فيه استبعاد لعدد كبير من هؤلاء المؤلفين.. فقد كانوا يأخذون مافي الكتاب المدرسي ويستعجلون ظهوره لكي يأخذوه ويضيفوا إليه بعض التدريبات والأسئلة والتمارين والإجابات النموذجية وكذلك بعض المعاني والتفسيرات وكأنها وجبة جاهزة (تيك أواي) سريعة دون أي جهد منه عكس الكتاب المدرسي الذي يتكامل مع المدرس والتلميذ والوسائل التعليمية الأخري من مكتبة وكمبيوتر للفهم ومزيد من البحث والاكتشاف وهذه الشبكة من المصالح كانت هي السبب في اتهام الكتاب المدرسي بأنه وحش! وأضاف الوزير قائلا: ويمكن سبب من أسباب تأخر كتب الصف السادس الابتدائي والصف الثالث الإعدادي هو أننا أضفنا إليها بعض النماذج والتمارين والأسئلة في إطار تطويرها وبالتأكيد لن تخرج الامتحانات عن الكتاب المدرسي لأنه بذلك يكون قد قدم للطالب كل احتياجاته وقام بتدريبه وتقويمه. بمناسبة الكلام عن الكتب الدراسية المتأخرة .. بالتأكيد هذا هو ما ساهم في زيادة طوابير الباحثين عن الكتب الخارجية؟ - الوزير : لايوجد تأخير في الكتب، فقد تسلمت المدارس كلها أو معظمها الكتب الناقصة .. ويمكن فيه بعض المديريات وصلتها الكتب ولم توزعها علي المدارس.. وما تأخر فعليا وأعلنا عنه هو بعض كتب الصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي وذلك لظروف تطويرهما ومراجعتها وطباعتها فهي مناهج جديدة لأول مرة تم تأليفها وتحكيمها واختيارها عبر الشهور الماضية فنحن لم نقل إن كل شيء تمام ولكن باقي الكتب موجودة في أيدي التلاميذ وإذا كانت بعض المدارس لم تتسلم فسوف يحدث ذلك غدا . لاحذف في المناهج وماذا عن المحذوف من المناهج وهل المدرسون يعلمون بهذا الحذف من عدمه قبيل بدء العام الدراسي؟ - الوزير : أنا لا أعلم سر هذا الكلام الغريب فهل يعقل أن يبدأ العام الدراسي والمدرسون لايعلمون بخريطة المنهج وتوزيعه علي الشهور والأسابيع والأيام والحصص .. فوزارة التربية والتعليم لم تصدر أي بيانات بأي حذف من المناهج لهذا العام وأيضا لم يتم حتي إضافة شيء .. لكن عملية تطوير المناهج مستمرة حتي تواكب التطور ولجان الخبراء الذين يراجعون المناهج إذا وجدوا شيئا غير مفيد أو سلبيا أو لايناسب التلميذ.. نرسلها في بيانات علي الفور لكل الجهات فكيف ستكون سرية. فقد أرسلنا .. مناهجنا لكبار العلماء والخبراء داخل مصر وخارجها لكي يفيدونا بآرائهم وخبراتهم سواء بالتنقيح أو الإضافة. هيئة الجودة أصدرت مؤخرا وثيقة بمعايير جودة الكتاب المدرسي وجاء فيه وصف ونقد لاذع للكتاب المدرسي من أنه ممل وبه ركاكة ورداءة في الطباعة والتغليف وضعف في المحتوي.. ماهو تقييمك لهذا الوصف؟ - الوزير : هذا الوصف غير صحيح وخطأ من هيئة الجودة وأرفضه تماما لأنه غير واقعي .. فالكتاب المدرسي الآن تطور فعليا وبه مواصفات أعلي بكثير من الكتاب الخارجي سواء علي مستوي الطباعة فهو الأفضل بمراحل .. فالكتاب الجارجي هو الذي يطبع علي ورق من أردأ أنواع الورق.. فصاحب الكتاب يهمه تخفيض التكلفة ولو طال أنها تكون صفر سيفعل! التوقيت المناسب هل التوقيت مناسب لدخول معركة الكتب الخارجية الآن فالبعض كان يري أنه لابد من تقوية الكتاب المدرسي أولا ثم محاربة الخارجي .. مارأيك في هذا الكلام.؟ - الوزير : أولا أنا لا أصحو من نومي وأقول أنا هادخل معارك. أنا أدير وزارة وبها حاجات كثيرة وكل مانراه من تطوير وتغيير أو اسبتدال أو إزالة .. نتوكل علي الله ونعمله .. لكن لم أقرر دخول معركة الكتب الخارجية لكن فيه دراسات وقواعد علمية تقول إن هذا الكتاب الخارجي يتعارض مع خطط التطوير والتحديث فكان لابد من مواجهتها لأنه طول ما الكتاب الخارجي موجود الكتاب المدرسي لن يتطور! زياراتك المفاجئة للمدارس في العام الماضي ومع بدايات هذا العام.. ماذا كشفت لك وهل ستستمر؟ - الوزير : بالتأكيد كشفت لي أن مدارسنا بها إمكانيات كثيرة غير مستخدمة وغير سيئة وأن هناك بعض المدارس تحتاج إلي مزيد من دعم في الإمكانيات ورغم أن البعض كان ينتقد هذه الزيارات ويقول إن الانضباط الدراسي ليس هو كل العملية التعليمية .. لكن أقول نعم هو كل الانضباط فالالتزام بالقواعد والتعليمات هي الأساس الذي يبني عليه كل شيء .. فإذا لم يوجد الالتزام فلا داعي لوجود أي شيء ولا مقياس للتعليم وأعتقد أن معظم الناس تتفق علي هذافإذا لم يتواجد الطالب والمدرس في المدرسة فكيف ستقوم العملية التعليمية!