أغرب مسلسل شاهدناه فى رمضان هو مسلسل «جدو والأهلى والزمالك»! المسلسل انتهى نهاية مضحكة فعلاً، بالصلح التام، وكأن شيئًا لم يكن! حاول الكل أن يخرج بأقل الخسائر. الزمالك بعد أن ملأ الدنيا ضجيجًا أنه لن يترك حقه، إذا به يترك كل هذا الحق! ولم يكن غريبًا أن ينهار جمهور الزمالك ضحكًا وغيظًا من كل أحداث المسلسل العجيب. محامى جدو، حاول أن يظهر أنه كان محقًا، وهو بالفعل كان محقًا، وإلا لماذا تراجع الزمالك وقبل ما قبل! خالد الغندور الذى ظل يدافع ويدافع ويهاجم ويهاجم طوال الشهور الماضية، وجد نفسه محاصرًا هو الآخر بكثير من علامات الاستفهام.. لماذا كنت تدافع عن الزمالك، ولماذا كنت تهاجم جدو؟! لقد اتضح أن اللاعب أبلغ الزمالك أنه جدد عقده مع الاتحاد ولكن هذا العقد لم يوثق، وأن على الزمالك مفاوضة الاتحاد لإنهاء تعاقده مع جدو! لكن الزمالك لم يفعل، وحاول أن يستغل الفرصة معتمدًا على رغبة اللاعب، وحاول أن يحصل على اللاعب مجانًا، وهو أمر كان مستبعدًا خاصة بعد تألق جدو فى البطولة الأفريقية؟! ووثق الاتحاد العقد، وأصبح موقفه سليمًا! وورط الزمالك نفسه بأوراق عليها إمضاء جدو على بياض، وملأ هذه الأوراق بأرقام وكلام فأدان نفسه قبل أن يحافظ على حقوقه! ولأن اللعبة دخلت فى المحاكم، فإن الحكاية كانت ستطول، وسيكون مصيرها تحقيقات مطولة، لا تستقيم مع الوقت الثمين لأى طرف، ولذلك فضل الكل التراجع والتصالح، ولو على حساب مشاعر الجماهير! الغندور وجد نفسه وحيدًا يناطح السحاب، وظل مصرًا على أن جدو هو المخطئ، لأنه هو الذى ذهب برجليه إلى الزمالك وطلب اللعب له. نعم هو الذى ذهب، ولكن على أى شروط، لقد قالها اللاعب بصراحة، أرجوكم فاوضوا الاتحاد. لكن الغندور لا يسمع إلا صوت نفسه، يصرخ بأعلى صوته متهما المحامى «محامى جدو» والأهلى والاتحاد السكندرى، والاتحاد الكروى، أما الزمالك فلا هو البرىء! صحيح أن الغندور تراجع فى النهاية وأقر واعترف أن الزمالك مخطئ، لأنه اكتشف أن جدو لم يقبض مليمًا من الزمالك، فى حين أن الزمالك أعلن أنه أخذ المقدم.. لكنه ظل مصرًا على أن جدو هو الغلطان! المحامى، طلب أن يسكت الكل، وينتهى الأمر، لكن أبدًا المسألة لن تنتهى حتى بالتصالح، فهناك أطراف أخرى تريد أن تستفيد من الموقف. الفضائيات أيضاً تريد أن تستفيد من الموقف، وهى فرصة لكى تكمل السلسة الطويلة من مسلسلات رمضان التافهة على الشاشة، بمسلسل أكثر إثارة، هو مسلسل «جدو»، وبالفعل استطاع مسلسل «جدو» أن يشد الانتباه، ويبعد المشاهد قليلاً عن مسلسلات رمضان بمسلسل مثير ومضحك ومبكى، مسلسل يجمع كل التناقضات. وكل مسلسل وأنتم بخير!