مثل إشراقة صبح، أو طلة قمر، أو تفتح زهرة كانت وجوههم التي قابلتني وابتسمت في وجهي مُهللة.. ناس من بلدنا هنا. شبان لم يأخذوا الحياة الجامعية لعبة وغنوة وشهادة والسلام.. بل هم شباب طموح وجاد، يري أن العلم بحوره عميقة، وأن عليه أن يسبح فيها ليسبر أغوارها.. هم شبابنا الدارسون في جامعات ألمانيا.. الذين التقيت بهم.. عندما رأيتهم خالطني شعور مزدوج بين الفرحة والخوف.. هل ستعود هذه النماذج إلينا مرة أخري؟ لكن إجاباتهم طمأنتني وأدركت أنهم بالفعل شباب مصريون فاهمون ومالكون أدواتهم ودارسون لخطواتهم. شباب صحيح تغيرت أفكاره وسلوكياته ونمط حياته للأفضل لكنهم لم ينبهروا بالحياة الناعمة والمجتمع المتحضر والإمكانات الوفيرة.. فقد نظروا للمجتمع الألماني بعيون مفتوحة لكنها غير مبهورة فلم تمنعهم شدة الأضواء من الرؤية الصحيحة.. والتميز والتفكير. لا أعرف لماذا طرأت في ذهني صورة أخري لشباب مصر لا يذهب كهؤلاء سفيرًا لبلده في دنيا العلم، ولكنه الشباب الذي يذهب في مراكب الموت غير الشرعية إلي الآخرة! تعالوا معي لنري هذه الصورة لشباب بيفكر عشان كده الصورة هاتطلع حلوة إن شاء الله. • عمدة الطلبة هادي مجدي شاب مصري.. يدرس الآن في رحلة الماجستير في الإليكترونيات بجامعة أولم وأثناء دراسته اختاره أساتذته الألمان للعمل في أحد أهم وأخطر المعامل في ألمانيا والتي تسمي «المعامل النظيفة» «chean Lab» والتي تختص بصناعة الشرائح الإليكترونية. ولذا فهو المصري الوحيد بين عدة جنسيات أخري تعمل في هذا المعمل، الذي يُختار له دائمًا أنبغ العقول. ويحكي هادي عن التجربة والحلم.. فيقول: جئت إلي ألمانيا بعد حصولي علي البكالوريوس من هندسة الجامعة الألمانية بالقاهرة لأدرس الماجستير لأني أدركت مدي أهمية أن نتعلم العلم من منبعه ومن أصحابه، وشجعني علي ذلك أني كنت هنا قبل ذلك لإتمام مشروع تخرجي، وكان في «فيزياء شبه الموصلات» وهو مجال جديد علي مصر. في البداية واجهتني صعوبات التعايش، اللغة، لكن سرعان ما تأقلمت ، واتضح لي أن الجنسية ليس لها علاقة بالتفوق، فطالب البحث هنا أياً كانت جنسيته مادام متميزًا فهو يحصل علي مرتبة متقدمة ولكن بشعر أيضاً أننا كمصريين غير أي شعب آخر نمتلك حُسن التصرف والذكاء الفطري.. يعني عندما نتعرض لموقف أو معضلة نستطيع إيجاد الحلول والبدائل.. «يعني بنشغل مخنا»، لكن مشكلتنا في مصر أن جزءًا كبيرًا من تفكيرنا ومجهودنا يضيع لمجرد العيش والباقي بنحاول نشغله في الشغل رغم أن المفروض العكس. الوطن والوطنية ليست أغنية نغنيها لكن الوطن محتاج منا لعمل وجهد لذلك أنا هارجع مصر لكن بعدما أشعر أني شبعت علم من هنا، وهانقل خبرتي وعلمي لبلدي.. فأنا حلمي أني أرجع أعمل مركزا بحثيا أو مصنعًا لتصنيع الشرائح الإليكترونية. وقبل ما أترك الشاب هادي مجدي- علمت من كثير من الطلبة المصريين الموجودين في ألمانيا بالتحديد كل القادمين إلي الدراسة في أولم أنه بالنسبة لهم هو العمدة «عمدة الدارسين المصريين» فهو الذي يتولي أمرهم ويتفاني في مساعدتهم، وصديق للكل ولا يبخل علي أحد لا بمعلومة ولا بنصيحة ولا بمساعدة. • أصل الأشياء ومن جامعة القاهرة جاء مصطفي حسن- بعد تخرجه منها بتقدير جيد جدًا في قسم الاتصالات والإليكترونيات وبعد رحلة مراسلة مع أكثر من جامعة ألمانية جاءته الفرصة لاستكمال دراسته بجامعة «أولم» ويفاجئني مصطفي قائلاً: ما لم أكن أتوقعه هو أن جامعتنا «جامعة القاهرة» أهلتنا بشكل جيد للمنافسة بل والتفوق علي الآخرين، وهو ما لاحظته حيث وجدت ما أدرسه في تمهيدي الماجستير هنا.. أنا درسته من قبل في سنوات البكالوريوس.. كنت فاكر نفسي إني زي العطشان إللي داخل علي بحر علوم لكن وجدت نفسي أمتلك قدرًا ليس بالقليل منه. لكن الحقيقة أن الميزة الأهم هنا وهي أني مثلاً في مجال شبكات المحمول التي يدرسها لي الدكتور الذي كان مشاركًا في عملها وتشغيلها بالتالي عندما يشرحها لنا فهو صانع لكل تفاصيلها وجزئياتها. ويضيف مصطفي قائلاً: البداية بالنسبة لي هنا بالتأكيد كانت صعبة سواء في اللغة والشعور بالغربة، لكن ما ساعدني علي اجتياز هذه المشكلة هم أصدقائي المصريون.. وأولهم هادي مجدي فهو الزعيم كما نطلق عليه. وعندما سألته عن المجتمع الغربي ومزايا وعيوب الاندماج فيه قال لي: في خيالنا دائمًا أن المجتمع الغربي فاسد ومنحل.. لكن هو مجتمع فيه إيجابياته وسلبياته مثل مجتمعنا.. الفرق هو أن إيجابياتنا غير إيجابياتهم وسلبياتنا غير سلبياتهم.. ورغم اختلاف الجنسيات والألوان والأديان لكن في النهاية كلنا هنا هدفنا واحد هو العلم.. وبالتأكيد لا يوجد بيننا من جاء لهدف آخر يستحق أن نضيع وقتنا وعمرنا فيه.. والحياة هنا ليست مبهرة إلي الدرجة التي أترك فيها أهلي وناسي ووطني. • احترام الآخر أما الباحث المصري أحمد أنور عبداللطيف الذي يدرس الماجستير أيضاً في الإليكترونيات في جامعة أولم.. فيقول: هنا نحن لا نتعامل مع المعلومات المُعلبة أو الجاهزة وهو سر انجذابي للتعليم الألماني عمومًا. واستفدت كثيرًا من الالتقاء والاندماج مع أصحاب الثقافات المختلفة.. والقاعدة الأساسية التي نحترمها في الشعوب الأوروبية هي أنه لو حتي يوجد شخص لا يحبك فهو ملزم بأن يعاملك معاملة آدمية طيبة يسودها الاحترام للآخر. أحمد رغم أنه يدرس الماجستير في ألمانيا، فإن عينه أيضاً علي أمريكا فيقول: أمنية حياتي أن أحصل علي الدكتوراة من أمريكا في نفس المجال وهو الإليكترونيات وبعدها أرجع مصر لأنني مهما عشت هنا أو هناك فأنا مصري، خرجت فقط للبحث عن فرصة تعلم لأننا لو لم نتقدم للأمام سنتراجع للوراء.. ويضيف: أهلي بالتأكيد تعبوا معايا وتكلفوا الكثير ولازم يجنوا ثمار التعب ده معايا. أما عن تفاصيل حياتهم اليومية كشباب في بلاد الغربة، وكيف يتصرفون مع تدبير أمورهم المنزلية من أكل وشرب وغسل وطبخ.. سألتهم فضحكوا الثلاثة.. قائلين: آه جئتي علي الجرح.. لكن عمومًا والكلام لأحمد.. شخصياتنا اختلفت تماماً هنا.. فقد اكتسبنا بلا شك إيجابيات من هذه الحياة وأهمها الاعتماد علي النفس في كل شيء بعد الدلع والتراخي الذي كنا نعيشه مع أهالينا.. فاليوم عندنا مقسم كالآتي: في الصبح طالب في الجامعة أو باحث في المعمل من (8 صباحًا- 6 مساءً) وآخر اليوم.. طبخ وتنظيف وغسيل وتسوق.. وكل حاجة رغم أن عمري ما وقفت في مطبخ ولا حتي رتبت سريري في مصر. • بناتنا في الغربة وفي وسط مدينة «أولم الهادئة» التي تشبه صعيد مصر بموقعها في الجنوب وبجدية أهلها وقوتها الصناعية.. يوجد بيت الطلبة والطالبات.. التابع للجامعة الألمانية بالقاهرة والذي يخصص لإقامة طلابها الدارسين بجامعة أولم.. وهو مكون من خمسة طوابق.. كل طابق به أربع شقق وكل شقة عبارة عن حجرتين وصالة ومطبخ وحمام مجهزة تمامًا بكل تفاصيل المعيشة العصرية للشباب وكل شقة تسع لطالبين أو طالبتين. وعندما ذهبنا إلي أولم كنا مجموعة من الصحفيين تم تخييرهم ما بين الإقامة في الفندق أو الإقامة في بيت الطلبة، فاخترت بلا تردد أن أكون مع الطلاب.. فهذا البيت تشعر فيه بالدفء الأسري، فمديره مصري «شريف» وزوجته «عائشة» يشعراك من أول لقاء أنه صديق قديم وكمان فيه طلبة مصريون مقيمون فيه لذا قررنا جميعًا السيدات الصحفيات أن تكون إقامتنا في البيت. ضبطت نفسي متلبسة بالتحيز لبنات جنسي فعلي الرغم من فرحتي بالشباب «الأولاد» الذين يدرسون ويتفوقون في ألمانيا فإن فرحتي الأكبر كانت بالبنات، يمكن لأنهن كسرن المألوف.. بنات صغيرات يعشن بمفردهن في بلاد العالم المتقدم بعيدًا عن الأهل والأسرة.. ويمكن لأنهم اغتربن من أجل العلم لا فرق بينهن وبين الأولاد.. ويمكن لأنهن يتفوقن ويثبتن للجميع دون افتعال ولا ضجيج.. أن البنت المصرية إذا أتيحت لها الفرصة تفعل ما يفعله الآخرون ويمكن لأننا تمنينا جميعًا أن نري أولادنا وبناتنا الصغار يومًا ما مثلهم، لكل هذه الأسباب كان دفء اللقاء الذي اجتمعت فيه معهم أنا وزميلاتي ابتسام سعد «الأهرام» وصفاء نوار «الأخبار» وعلي أكلة مصرية صنعتها بقلب أم زميلتي «ابتسام»- صينية بطاطس وملوخية ومكرونة فرن اجتمعنا وكان الحديث عن الغربة، الحياة، التعليم والطموح. وبدأت الحديث أمنية عبدالمقصود تدرس الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة وجاءت لاستكمال مشروع تخرجها وهي السنة الرابعة بالكلية تقول إحنا هنا (17) طالبًا وطالبة (11) طالبًا و(6) طالبات، من أقسام مختلفة بالهندسة، جئت هنا بمنحة من الجامعة لأن الجامعة تمنح للمتميزين فرصة عمل مشروع التخرج بألمانيا (GPA). وتضيف أمنية عندما جئنا إلي هنا (6) بنات من كلية الهندسة دفعة واحدة.. الألمان استغربوا وقالوا لنا: بنات وأوائل كمان فهي بالنسبة لهم نسبة كبيرة، لأن هنا عدد المهندسات الألمانيات قليل.. وأيضاً استغربوا ان إحنا ملتزمين بالمواعيد. وتدخلت زميلتها هاجر توكل من هندسة الاتصالات «الخامسة علي دفعتها»: المشرف علي مشاريع التخرج ألماني وفي أول تعامل معنا كان وجهه لا يبدي أي انفعالات أو تعبيرات، لكن بعد فترة قصيرة ارتسمت علي وجهه ابتسامة وبدأ يسأل علي حالنا وأحوالنا، فقد غيرنا فكرتهم عن المصريين ومنهم من يتصور أننا بنات وبعضنا محجبات إذن نحن غير قابلات للتعامل مع الآخرين أو منغلقات علي أنفسنا، وتمسك ندا شرف طرف الحديث لتكمل قائلة- هي بالمناسبة الثانية علي الدفعة في هندسة الحاسب الآلي- التعامل هنا مع الألماني مختلف فهو تعامل متحضر، فهو يحترم عقلك إذا أديت عملك وواجبك بإتقان، فالكل هنا يعمل علي أكمل وجه وهذه أول ميزة تعلمتها من هذا المجتمع. وتقاطع مروة مجدي من قسم ميكاترونيك- بالهندسة وتقول دورنا هنا ليس فقط أن نتعلم ونمضي لحال سبيلنا، بل لابد أن نغير الصورة الذهنية المرتبطة في ذهن الغرب عنا، وأن نكتسب من هذا المجتمع كل مميزاته.. وأهمها بالطبع الاتفاق والضمير والالتزام وقد تعلمنا بالفعل كيفية تحمل المسئولية والاعتماد علي النفس منذ وطأت أقدامنا هنا، فالمجتمع هنا يجبرك علي ذلك، فلا مجال أن يساعدك أحد، لا يوجد ما يسمي ديلفري ولا إيدك معايا.. ولا حد يقولك إنت فين.. لازم تساعد نفسك من الألف للياء، لذلك حياتنا اختلفت هنا تمامًا. وهنا تقتحم مي عمرو- الحديث وتقول من ناحية اختلفنا فعلاً اختلفنا، فأنا كنت مع أسرتي «الدلوعة» التي لا تفعل شيئًا في الحياة سوي مذاكرتها وفقط حتي سريرها ودولابها لا تعيد ترتيبه والأكل يأتيني في السرير لكن الآن أنا مُطالبة بخدمة نفسي من أول الطبخ وحتي الغسيل وإلا سأجوع واتبهدل. وتكمل ندا أشرف: أنا عمري ما دخلت المطبخ ولا أعرف حتي البيض كيف يتم سلقه لكن دلوقتي أنا بطبخ كل حاجة تقريباً بامية، فاصوليا وشوربة، يعني جئنا إلي ألمانيا باحثات عن العلم وسنعود باحثات وستات بيوت كمان. وتقول سارة عزام من قسم الاتصالات- السابعة علي دفعتها-: أنا أهلي لما كنت بقولهم عايزة أروح رحلة كانوا يقولوا لازم تاخدي معاكي مرافق من خوفهم علي لكن لما قلت لهم: الجامعة أعطتني منحة دراسية بألمانيا لم يقفوا في طريقي بالعكس رحبوا جداً وقالوا لي: لازم تخوضي تجربتك لأنها حياتك ومستقبلك، ومن ساعتها وأنا أشعر إني في فيلم.. إزاي أنا هنا.. بعيداً عن أهلي.. لكن الونس بأصحابي والتعاون والحب إللي بينا ساهم كثيرًا في تقليل شعوري بالغربة. أما هاجر فتقول لم أشعر بالغربة فقد سافرت أختي لعمل الماجستير في فرنسا وأمضيت معها قبل ذلك شهرًا ونصف الشهر فأنا ثاني بنت في الأسرة تسافر لوحدها. أما ندا أشرف فتضيف: أنا البنت الوحيدة لأبي وأمي.. فكانت فكرة السفر بالنسبة لهم مأساة.. كيف أتركهم ويتركوني وكانوا خايفين جداً علي.. وزارتني أمي هنا في الستة شهور مرتين غير الاتصال اليومي بالنت. وعن فكرة اختلاف الثقافات والجنسيات والأفكار والسلوكيات اللاتي يتعرضن لها قالت هاجر: أهم شيء يحصن الإنسان هنا وفي أي مكان هو الإيمان بالله والتربية السليمة في البيت، وبعد ذلك لا شيء يؤثر.. صحيح فيه ناس بيضيعوا أوقاتهم مع صداقات وحفلات سهرات لكن اختيار الصحبة والالتزام.. يجعلانا دائماً في صورة نفخر بها أمام أهلنا وفي البلد الذي نتعلم فيه. وعن فكرة البقاء إذا أتيحت الفرصة والعودة إلي الوطن بعد الانتهاء من الدراسة.. قالت: تعودت علي المكان وعلي الاستقلال والاعتماد علي النفس، وسأكمل هنا الماجستير والدكتوراة إن شاء الله، وإذا حدث لي ارتباط وطلب مني البقاء هنا سأفعل ذلك، لكني لن أبقي بمفردي واتفقت معها هاجر وقالت: لو ارتبطت بمصري مسلم هنا.. سأكمل مشواري هنا فيما عدا ذلك سأعود إلي بلدي. وأكملت ندا قائلة: حتي لو عشت هنا مهما عشت عشان أتعلم لازم يوم هارجع بلدي لإني بالتأكيد هانفعها وأنا فيها مش خارجها. وقالت سارة: لو كل الشاطرين في البلد خرجوا منها وهجروها مين هايبقي فيها، وأكيد لما نرجع هانلاقي فرصتنا لأننا اكتسبنا علمًا وخبرة تفتح لنا أبوابًا كثيرة إن شاء الله. • تعب وتفاؤل وقابلت مجموعة من الدارسين الذين جاءوا أيضاً لعمل مشروعات تخرجهم من الجامعة الألمانية بالقاهرة وهم محمد ناصف وعلي إبراهيم وعبدالرحمن درويش وحسام عبدالستار وبير فارس، وحسام علي وأحمد خطاب ودانيال سامي وشادي يحيي ودار بيننا الحديث.. عن مشروع تخرج كل واحد فيهم وعن استقبال الألمان لهم ولمشروعاتهم، فأكدوا أن الكثير من مشروعاتهم التقطتها شركات عملاقة مثل مرسيدس وغيرها. وفتح محمد ناصف الحديث عن فرق الإمكانات إذا توافرت للشباب المصري فهو يبدع أكثر من الآخرين. ورد حسام عبدالستار: فعلاً إحنا شعرنا هنا بأننا أشطر من غيرنا حتي من الطلبة الألمان أنفسهم وبشهادة المشرفين علي مشروعاتنا ويتدخل عبدالرحمن درويش الذي يطلق عليه زملاؤه «الشيخ عبدالرحمن» لالتزامه ولقيادته للمجموعة بشكل أخوي صحيح، فيقول: فكرة الالتزام أساساً في رأس كل شاب ليس لها علاقة بمكان تواجده، فهناك شباب عايش في مصر وغير مسئول وغير ملتزم. ويختتم الكلام قائلاً: اكتسبنا من هنا خبرة وعلمًا وسنكمل إن شاء الله المشوار ونرجع لبلدنا لنمد لها أيدينا بس حلمنا إننا نلاقي حد ياخدها. تركت هؤلاء الشباب.. ليتناولوا طعام العشاء الذي أعدوه لأنفسهم عقب عودتهم منهكي القوي بعد يوم طويل في الجامعة أو المعامل. ورغم التعب الواضح علي ملامحهم والتجارب غير الناجحة لهم في عالم المطبخ.. جلسوا يأكلون وصوت ضحكاتهم يملأ المكان.