دفع ثمن تحديه لإرادة أحمد حسن، وجلوسه علي الدكة «دكة الاحتياطي»، في منظر لم يعتده الكابتن الكبير.. تخيل البدري أن الأهلي بعد نوبة صحيان طالت في الأسابيع الأخيرة، أنه يستطيع أن يواصل هذه النوبة، وهذه العروض بعد أن طوع أحمد حسن وأجلسه علي الدكة، بدأ السيناريو معه بأن يخرجه في كل مباراة بعد بداية الشوط الثاني، وتطور الأمر إلي درجة أنه كان يجلسه علي الخط ويستعين به في أضيق الحدود! لكن هذه الحدود الضيقة لم تسعف البدري لكي ينفذ خطته كاملة، ففي الربع ساعة الأخيرة التي لعبها أحمد حسن في مباراة الدور قبل النهائي للكأس أمام الإنتاج الحربي كان أحمد هو المنقذ وكان هو الرمانة التي كان الأهلي في حاجة لها! وفي المباراة الأصعب النهائية، كان أحمد حسن هو المنقذ أيضا رغم نزوله في النصف الثاني من الشوط الثاني، وقلب المباراة، وأعاد الأهلي إلي زمام المبادرة، وتسبب في هدف التعادل. وأدرك الكل أن حسام أخطأ باحتفاظه بأحمد حسن علي الدكة طوال هذه الفترة وأدرك الجميع، أن حسام البدري كان لابد أن يبدأ بأحمد حسن! لكن البدري كما قلنا، كان يريد أن يحكم قبضته بشكل نهائي علي الفريق، ويقتل أي روح تمرد، ليضرب الكبير حتي يمتثل الصغير، لكن هذه السياسة التعسفية أطاحت بآمال الأهلي في الاحتفاظ بالبطولة الثانية له هذا الموسم، وأضاعت أيضا فرصة استمرار العميد مع الأهلي لموسم آخر، لأنه مهما حدث فإن شرخا ما قد أصاب العلاقة بين البدري وأحمد حسن، ومن المستحيل استمرارها كما كانت أبدا! البدري فشل في أول اختبار في التعامل مع اللاعبين، وسبق أن فشل في احتواء النجم حسين ياسر المحمدي، ويبدو أنه فشل في التعامل مع أحمد بلال، وكاد يفقد فضل هداف الأهلي في كأس مصر أيضا، وربما يفقد جيلبرتو. المشكلة كما قلنا من قبل أن التعامل مع هؤلاء النجوم الكبار لابد أن يتم بشكل مرهف وحساس لأن هذه النجوم أعطت الكثير للأهلي ولايزال أمامها لكي تعطي، ومن الممكن احتواؤها والسيطرة عليها، ولكن ليس بالشكل الذي أراده البدري، الذي تسبب ولاشك في إحداث خلخلة في علاقاته باللاعبين الكبار. لقد شعرنا ببداية تمرد محمد أبوتريكة، ومن سيد معوض، ومن العجيزي، لكن المشكلة أن البدري فقد فعلا بوصلته في التعامل مع هؤلاء! المشكلة أيضا أن الأهلي حتي الآن لم يستطع إنجاح أي صفقة سوبر تعوض النقص الشديد في صفوف المقدمة، فهو مازال يبحث عن مهاجم يعوض غياب فلافيو، ولم يجده حتي الآن، وفي حاجة إلي حارس مرمي يعوض غياب الحضري، ولم يجده حتي الآن.. مشكلة حراسة المرمي مشكلة كبيرة في الأهلي، وحتي الآن لم يستطع الصاعدان أحمد عادل عبدالمنعم ولا شريف إكرامي ملء الفراغ الكبير في هذا المركز الحساس. مشكلة البدري والأهلي كبيرة، وقد غطاها فوزه ببطولة الدوري، وإخراج الزمالك من الكأس، لكن الموسم المقبل سيكون هو الأصعب، والتحدي الكبير ينتظر البدري ورفاقه!