أهرب منهم فين بس يا ربى؟ فى كل مكان باتكعبل فيهم، تحت الكوبرى تلاقيهم، والإشارات ما تستغناش عنهم، حتى فى المترو بيطلعولك من تحت القضبان، وكأن الشحاتين قرروا غزو القاهرة، والقيام بحملة تمشيط وتقشيط واسعة. تكون قاعد فى حالك فى المترو وسرحان بتفكر فى شغلك واللى وراك فجأة تلاقى عيل صغير كده قد المسمار، رامى عليك ورقة مكتوب عليها: أبويا عاجز، وتعاطفك وحده مش كفاية، اتبرع ولو بجنيه.. اتبرع باللى تقدر عليه. طبعا فيه ناس كتير بتتأثر قوى بالجملة الأخيرة دى وتقوم مطلعة كل الفكة اللى معاها وتديها للولد بعد ما يكون أنهى جولته على كل سيدات المترو، ولم منهم اللى فيه النصيب، وفيه نوع تانى جبلة ولا مؤاخذة، لا بيتأثر ولا بيحس وبيرجع الورقة فاضية من غير فلوس، يقوم يبص له نظرة قرف وغضب، كأنه عايز يقول له ربنا يكسحك ويعميك ويشلك كمان يا بعيد، نوع تانى من الشحاتين دول بقى اسمهم الزنانين، تبقى قاعد فى عربيتك وقافل شباكك، تلاقى راجل شحط فى صحة الشاويش عطية يعنى يقدر يجر توك توك لوحده يفضل يخبط على القزاز لغاية ما تفتح قبل ما يكسره، وتقول له: الله يسهل لك، تلاقى بقه بلاعة وانفتحت، ويقعد يشتم فيك وفى اللى خلفوك! وفيه نوع تانى من الزنانين دول يبقى انت فيك اللى مكفيك وقاعد شايل هم الدنيا، وعمال تشتكى لواحد صاحبك فى العربية وتتشحتف والدموع بتفر من عينك تلاقيه طالعلك زى فرقع لوز وعايز حسنة، ولما يشوفك ودموعك على خدك يبص لصاحبك ويقول له اطلع بأى حاجة عشان ربنا يفك ضيقة صاحبك ويكرمه، وساعتها ما تبقاش عارف تكمل عياط ولا تضحك من تناحته. وأحيانا تبقى قاعد مع الجو بتاعك بعدما لقيت شارع فاضى تقدر تعبر فيه عن مشاعرك بكل صدق، تلاقى ده اللهم احفظنا ناطط فى خلقتك من غير إحم ولا دستور، وشغال دعاء يا رب يخليها لك وتكون من نصيبك، يا رب اللى يتجوزها غيرك تقف فى زوره ويموت، إلهى اللى يبصلك بعين رضية تنقلب بيه العربية.. لغاية ما تلاقى نفسك بتدفع غصب عنك عشان منظرك قدام الجو، وأول ما يخفى تنسى كنت عاوز تقول لها إيه!