أعلنت الأممالمتحدة هذا العام 2010 عاما للتنوع البيولوجى تحت شعار «أنواع كثيرة.. كوكب واحد.. مستقبل واحد» وفى إطار الاحتفال باليوم العالمى للبيئة افتتح المهندس «ماجد جورج» - وزير الدولة لشئون البيئة- فعاليات المنتدى البيئى للتنوع البيولوجى الذى أقيم يوم الأحد 6 يونيه ببيت القاهرة بالفسطاط، وذلك تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك وبحضور عدد من خبراء العمل البيئى. وفى بداية الحفل تم تكريم رواد العمل البيئى فى الجهات الحكومية والمجتمع المدنى، كما تم افتتاح معرض بيئى يضم معروضات من محمية سانت كاترين ومحمية سيوة ومحمية علبة، بالإضافة إلى مشروع النباتات الطبية، كما تم إعلان أسماء الفائزين فى المسابقة البيئية الكبرى ووصل عددهم 108 فائزين من فئات عمرية مختلفة. «التنوع البيولوجى» يشمل جميع البيئات والأنواع النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة والأصول الوراثية التى تنطوى عليها، لذا فإن صون التنوع البيولوجى هو صون للإنسانية، حيث يحمى ثرواتها التى يجب أن نحافظ عليها ونحميها لصالح أجيال الحاضر والمستقبل ، خاصة أن هدف صون التنوع البيولوجى لعام 2010 هو خفض معدل إهدار عناصر ومكونات التنوع البيولوجى على كوكب الأرض، وتعتبر مصر من الدول الرائدة فى العناية بصون التنوع البيولوجى، حيث حرصت على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التى تقرر هذا التوجه وعلى رأسها اتفاقية التنوع البيولوجى عام 1992. كما كانت مصر من أولى الدول التى أعدت ونفذت إستراتيجية وطنية وخطة عمل قومية فى مجال التنوع البيولوجى على مدى عشرين عاما «1997- 2017» بمشاركة حكومية وأهلية وشعبية، والتى ارتكزت على ثلاثة اتجاهات أساسية متداخلة ومتفاعلة. الأول : يضم برامج البحوث والدراسات والرصد والتقييم والثانى يشمل برامج المشروعات التطبيقية بما فى ذلك شبكة المحميات الطبيعية والمتحف المصرى للتاريخ الطبيعى والثالث، يحتوى على برامج التثقيف والتعليم والتوعية البيئة الساحلية تم إنشاء ما يقرب من مليون سجل للأنواع النباتية والحيوانية للأنواع المصرية، حيث وصلت إلى ما يقرب من 20 ألف نوع، كما تم إعداد خريطة حديثة للبيئات المصرية، بناء على المعلومات المتوفرة من صور الأقمار الصناعية مثل استخدامات الأراضى ومساحة المياه والزراعات وأيضا الخريطة الجيولوجية وتشمل خريطة البيئات المصرية 22 مجموعة رئيسية بها وصف المناطق الحضرية والجزر والواحات والكثبان الرملية. أما عن البيئة البحرية والساحلية فقد أشارت الدراسات إلى وجود أنواع مهددة بالانقراض تحديدا جميع الثديات البحرية «17 نوعا» والسلاحف البحرية «4 أنواع» وأسماك القرش «أكثر من 20 نوعا».. ويعود التدهور فى الإنتاج السمكى إلى الصيد الجائر وعدم تنفيذ قوانين الصيد والزيادة فى عدد مراكب الصيد الآلية والزيادة المستمرة فى صيد ذريعة الأسماك من بيئتها الطبيعية من 13 مليون ذريعة عام 1998 إلى 41 مليون ذريعة فقط عام 2006. كما تم رصد حالة الشعاب المرجانية خلال الفترة من عام 2001 وحتى 2007 فى أكثر من 120 منطقة بالبحر الأحمر وخليج العقبة. وقد أوضحت الدراسة أن حالة الشعاب المرجانية داخل المناطق المحمية أفضل بكثير من مثيلاتها فى المناطق التى لا تشملها الحماية كما أن المناطق البعيدة عن الأنشطة البحرية قد شهدت زيادة فى نسب الشعاب المرجانية «14%» عن المناطق التى بها أنشطة بشرية «5-7%». أما المخالفات التى وقعت فى بيئة الشعاب المرجانية خلال العشرة أعوام الماضية فقد وصلت إلى أكثر من 600 مخالفة للفنادق والمنشآت السياحية والعائمات البحرية والأفراد الأمر الذى أدى إلى تدمير مساحات كبيرة من الشعاب المرجانية. تقدير التكلفة المالية لفقد الشعاب المرجانية بعده مليارات من الجنيهات. المناطق الجافة وشبه الرطبة تغطى المناطق الجافة وشبه الرطبة معظم مساحة مصر الكلية «92%» ويعد الغزال المصرى أحد مؤشرات حالة التنوع البيولوجى فى البيئة الصحراوية والجبلية، وهناك زيادة ملحوظة فى أعداد الغزال ومناطق انتشاره فى كل من علبة ووادى الجمال، حيث يتم رصد عدد 145 إلى 200 غزال شهريا داخل علبة.. كما تم رصد العديد من حالات المواليد والأجيال الجديدة. النمر السيناوى كان من أشهر الحيوانات فى جبل سيناء ولم يتم مشاهدته خلال العشرين عاما الماضية، بينما تم تسجيل الذئب العربى لأول مرة خلال الثلاثة أعوام الماضية بعد أن كان يعتقد أنه اختفى منذ أكثر من 50 عاما. البيئة الزراعية تنحصر الموارد الزراعية فى مصر فى الأراضى القديمة الوادى والدلتا، حيث تبلغ مساحتها 80% من مجمل الأراضى الزراعية. وقدرت كمية الفقد فى الاقتصاد المصرى، نظرا لغياب الملقحات بسبب استخدام المبيدات بنحو 5,13 بليون جنيه سنويا. ويتضح مما سبق أن جميع الأنظمة البيئية والأنواع المصرية لم تعد فى حالة توازن بيئى كما كان سابقا، حيث وصلتها يد البشر وأدى ذلك إلى تدهور كبير فى النظم البيئية ويستثنى من ذلك نحو 15% من مساحة مصر، حيث توجد المحميات الطبيعية وتمارس الكثير من الأنشطة التى تحد من التدهور البيئى وفقد التنوع البيولوجى. الهواء والماء خلال الأعوام الستة السابقة نفذت وزارة الدولة لشئون البيئة عددا من المشروعات العملاقة فى مجال تحسين نوعية الهواء والماء ومنها تنفيذ خطة عاجلة لإحلال 1100 من الأتوبيسات القديمة على مدار خمسة أعوام، بالتنسيق مع محافظة القاهرة، وذلك على ثلاث مراحل بدأت بتشغيل 200 أتوبيس جديد وجار استكمال عمليات الإحلال على مراحل، كما وصل عدد السيارات التى تعمل بالغاز الطبيعى الآن حوالى 122 ألف سيارة مما وضع مصر ضمن أكبر 12 دولة على مستوى العالم فى استخدام الغاز الطبيعى كوقود للسيارات. كما تم الانتهاء من زراعة 34 غابة خشبية فى 17 محافظة بمساحة إجمالية قدرها 17 ألف فدان وجار زراعة 27 غابة شجرية فى 8 محافظات بإجمالى مساحة قدرها 15 ألف فدان. كما تم أيضا الانتهاء من تنفيذ مشروع حديقة السلام بمدينة شرم الشيخ على مساحة 30 فدانا تحتوى على «متحف السلام - مركز معلومات البيولوجى - ديوراما سيناء للتنوع البيولوجى مسرح رومانى، بالإضافة إلى حديقة من النباتات الطبية النادرة تحتوى على 37 نوعا.