ينظر إلى بحب وود.. أعرف تلك النظرة وأتوقع ما يأتى بعدها.. ولم يدم انتظارى طويلا واقترب منى هامساً. ممكن..؟؟ وقد مالت رأسه للأمام وقد رسم ابتسامة لا تقاوم.. ممكن ماذا ؟ ممكن أقرأ لك .. وسكت قليلا .. تعرفى إنتى أول واحدة أقرأ لها ما كتبته... ما أجمل صوته حينما يقدم على شىء ما!.. ولكنى على يقين أن القراءة لم تكن هى ما يشغل باله.. ولكن ما أجمل التغابى أحيانا! اقرأ.. وجاء صوته ناعما تارة متحفزاً تارة أخرى ويسألنى: هل أعجبتك قراءتى ؟! نعم لم أكن أعرف أن صوتك جميل كده.. وأن إلقاءك رائع.. ويعتلى صوته نبرة ثقة .. أقرأ تانى؟! وهنا أدركت أننى ظلمته وأنى لم أكن أكثر من مستمع .. وهاهو صوته يأتى مرة أخرى وإن كان ما يقرأه قد بدأ يشدنى حتى إننى نسيت صوته واستوقفتنى الأحداث التى يقرأها ولا أعرف لماذا أخذت فى تأمله وكأننى أراه لأول مرة ويبدو أنه لاحظ ذلك وسرعان ما قال: كفاية.. هززت رأسى .. لا مانع على شرط أن تكملها لى فيما بعد وابتسم مرة أخرى وأدركت أن هناك طلبا آخر واقترب أكثر ممكن ؟! تانى ممكن إيه ؟ إنتى عارفه ... قالها بصيغة الواثق من عدم رفضى لأى طلب وابتسمت مشجعة له فهو يعرف كم أحبه وكم أحرص عليه ويبدو أن ابتسامتى شجعته .. ووقف فى مواجهتى ومد يديه ليحتضننى واحتضنته هامسة فى أذنيه افعل ما تريد؟ فأنا لا أرفض لك طلبا.. وبمنتهى الخفة والرشاقة تخلص من حضنى ومضى. يبدو أن دورى انتهى عند تللك اللحظة وأنه قد وصل لغرضه.. وسرعان ما أمسك بالريموت كنترول ليحول التلفاز إلى القناة التى يعشقها وقد شدته الشخصيات الكارتونية التى يعشقها ونسينى ونسى حضنى وتابع بشغف ما يدور أمامه.. وتأملته مرة أخرى نعم إنه الرجل بلا رتوش ولا مداراة ولا مواراة، إنها جينات وتكوينات تبدأ معهم منذ الصغر وحتى المشيب وتعجبت منه ومن نفسى كيف أخدع وأذعن إلى كل ما فعله بداية من ممكن حتى الابتسامة إلى ذلك الحضن، إنه فعلا الرجل حتى ولم يتعد العاشرة وهو عمر ابنى الذى أدرك وفهم فن وأصول اللعبة.