دائماً وأبداً رياح الغضب والانفعالات االزائدة تطفئ سراج العقل أو نوره و غالباً ما تكون النتائج وخيمة لا أخلاقية.. وعلي هذا الأساس أسأل: ما هذه الفوضي التي اجتاحت ساحتنا الرياضية وسيطرت علينا وأصابتنا جميعاً؟! أقول ذلك بعد أن فلت عيار المنظومة الكروية مؤخراً بداية من اللاعبين والمدربين والإداريين وكذلك الأندية.. ويشارك في هذه الفوضي كذلك الإعلام بمختلف صوره وألوانه لدرجة أن هذا كله انعكس علي جماهير الكرة في المدرجات. إذن.. لابد أن نعترف بأن هناك «شيء غلط» أو فوضي رياضية بصفة عامة خاصة وأنا في مرحلة الصبا كنت أعلم مسبقاً بالشعار الذي يؤكد بأن الرياضة أخلاق قبل أي شيء آخر أو تنافس.. والآن ماذا نفعل بعد أن تلاشت الأخلاقيات وانفلتت الأعصاب وانتشرت الفوضي في ملاعبنا لاسيما عدم وجود نظام أو مرجعية تحكم مثل هذه التقلبات؟! فنحن بالفعل نعيش هذه الكارثة الأخلاقية التي تخطت كل الحدود وأصبحت الحكاية فوضي أو «هي فوضي» تشبها باسم أحد أفلامنا السينمائية، وما حدث في مباراة اتحاد الشرطة والزمالك في الدوري خير دليل علي كلامي ويرسخ هذا المعني الفوضوي وغيره الكثير مما حدث والمظاهر هنا كثيرة أو متعددة فالأبواق التي تدوي ليل نهار من خلال الفضائيات تشارك بشكل أو بآخر في هذه الفوضي.. وبدلاً من أن نرتقي بحياتنا إلي أعلي وجدناها تشارك في هذه الفوضي وتهبط بنا إلي الحضيض بما نسمعه أو نشاهده من خلالها.. فهي لا تعالج أو ترتقي بما هو أسمي إنما تقوم بصب الزيت علي النار كي يشتعل أكثر وتلك هي الكارثة إضافة إلي ما نسمعه في الملاعب من انفلاتات خطيرة وتدن للأخلاقيات من سباب وشتائم وألفاظ يعف اللسان عن ذكرها تخدش حياء البيوت.. ولهذا يجب علينا جميعاً أن نتصدي لمثل هذه السلوكيات الخطيرة.. وقبل أن تعم الفوضي الجميع فنحن بالفعل نعيش كارثة أخلاقية حقيقية في الوسط الكروي.