اندهشت لقبول نجم فى حجم مصطفى شعبان العمل فى برنامج تليفزيونى فأيا كانت المغريات المادية فإنها لا تساوى قطع العلاقة التى بين مصطفى شعبان من ناحية وعشاق الفنون من الناحية الأخرى، وبالمناسبة هى علاقة خاصة جدا.. علاقة من الثقة والإعجاب والحب ارتفعت بمقام مصطفى شعبان الممثل إلى مصاف النجومية.. فما أكثر الممثلين على ساحة الفنون، ولكن ما أندرهم هؤلاء الذين يرتفعون إلى النجومية، وبالطبع لا يخفى على القارئ اللبيب الذى هو بالإشارة والإيماءة يفهم أن الفارق بين الممثل والنجم هو فارق رهيب فأنت تذهب إلى النجم وتسعى وراء أعماله ومجرد كتابة اسمه على تيترات أى عمل فإن هذا الأمر كفيل بجذب الناس، وضمان النجاح فنيا كان.. أم جماهيريا.. وعندما يصعد أحدهم إلى تلك المكانة المخملية ثم يفرط فيها علشان خاطر عيون برنامج تليفزيونى حتى لو كان الأجر فلكيا والإمكانيات عالمية، والجمهور من كل أنحاء العالم العربى والمشاهدة من الخليج إلى المحيط.. أقول لو أن هذا كله كان متوفراً فإن على الفنان النجم أن يحسبها ألف مرة قبل أن يعطى إشارة الموافقة على البدء بالبرنامج.. ليه..؟! أقولها لسعادتك بمنتهى الصراحة اللى فى زماننا قليلة.. لأن البرنامج التليفزيونى مثله مثل غيره من عشرات البرامج فيه مادة شيقة من خلال الأسئلة والأجوبة ولكنها مجرد حلقات، وتتحول المسألة إلى روتين نفس الديكور.. نفس المقدم تقريبا نفس الكلمات تدور وتلف وتتكرر، وهناك زر عجيب موجود فى الريموت كونترول إذا ضغطت عليه وخيرت المحطة فقد حكمت على البرنامج ومقدم البرنامج ومعد البرنامج والمشتركين فى البرنامج بأنهم قد أصابوا سعادتك بالملل والسقم وأن مايقدمونه للنظارة والمشاهدين ليس فيه شىء جاذب أو مفيد أو جديد، وعندما يكون مقدم البرنامج فى حجم وقيمة ومكانة نجم مثل مصطفى شعبان فإن الناس سوف تتفرج عليه بشكل دائم وربما يومى أو أسبوعى، وستنكسر أسطورة النجم بفعل النمطية وبدلا من أن نشاهد مصطفى شعبان فى السينما وتمارس طقوسها المعروفة.. فأنت ترتدى ملابسك وتغادر منزلك وتتجه إلى دار السينما وتدفع فلوسا لقاء مشاهدة هذا النجم الأثير إلى قلبلك ولكنه عندما يتحول إلى مذيع تستطيع أن تشاهده بلوشى وبضغطه واحدة على زر الريموت كونترول وبضغطة أخرى تستبدله بفتاه من صنع لبنان سبحان الخلاق دلال لا مثيل له.. وجمال يأخذك إلى عالم السحر ولهجة تجعل قلبك ينطرب ويرقص عشرة بلدى فلماذا إذن أبحث عن مصطفى شعبان ومن هم على شاكلة مصطفى شعبان.. والحق أقول أيها النجم السابق مصطفى شعبان.. لقد ارتكبت فى حق نفسك جريمة لا تغتفر عندما فكرت فى الهبوط من عرشك السينمائى العاجى لتقدم مثل هكذا برامج كان يستطيع تقديمها عشرات بل مئات بل آلاف غيرك.. فى حين أن البدلاء لمصطفى شعبان فى عالم التشخيص لا يتعدون أصابع اليد الواحدة وبدلا من الفرجة عليك بالفلوس.. اخترت بنفسك أن يتفرج عليك الناس بالبلوشى وبدلا من أن تكون عزيزاً فى إنتاجك تحولت إلى غزيرا فى برامجك.. وبصريح العبارة أنا لا أدرى ماذا حدث لنجومنا الشباب بعضهم يقدم إعلانات عن الشيبسى وآخرون يقدمون برامج والبعض فضل سمنة الهانم وزيت الباشا.. ياشيخ ملعون أبو الفلوس اللى بتبهدل صاحبها!!؟