فقدت الرياضة المصرية مساء الأحد واحدا من أعظم أبطالها في القرن العشرين.. وأعظم وأشهر لاعب تجديف في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط علي إبراهيم. صاحب الميداليات والبطولات الشهيرة من كل نوع خلال عشرين عاما قضاها وسط البحيرات والانهار والمياه العذبة ( والأجاح ) مجدفا في أكثر من مائة سباق في كل دول العالم. وكان خير سفير للرياضة المصرية طوال مشواره. مجدافا ذهبيا وعالميا تنتظره جماهير التجديف البسيطة مرتديا علم مصر ورافعا رايتها في المحافل التنافسية كأحد الأعلام في رياضة التجديف.. فرعونية الأصل. علي إبراهيم مواطن مصري بسيط أحد أفراد (ملح الأرض ) بدأ من الصفر حتي وصل لأسرع مجدف في العالم.. وكما كان جدافا سريعا.. سار إلي الموت سريعا في لحظات.. إثر حادث أليم بطريق صلاح سالم ، وأثناء عبوره الطريق ذاهبا إلي مقر الاتحاد المصري للتجديف بمجمع الاتحادات لإنهاء أوراقه للسفر إلي إيطاليا لحضور أول دراسات تدريبية له في عالم التجديف. إذ بسيارة صغيرة يقودها شاب دهست البطل الذي تمدد في ثوان وفارقت الروح الجسد.. وإن كان هناك إسعاف طائر حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مستشفي مدينة نصر ، ولكن إدارة الله نفذت. ومات علي إبراهيم.. وصعق الوسط الرياضي علي وفاة شاب مصري رياضي حصل في جميع الاستفتاءات علي كونه أحد أحسن عشرة رياضيين مصريين. علي إبراهيم مواليد فبراير عام 1971 بقرية بحر البقر بمحافظة الشرقية لأسرة غاية في البساطة لفلاح بسيط يعاني شطف العيش لذا لم يكن أمامه بد من قطع الرحلة التعليمية لصغاره وإلحاقهم بأعمال بسيطة في الحقول ، خاصة أنهم نصف دستة. معاناة لطفل شب وكبر ولم يفارق بلدته إلا داخل سيارة الأمن المركزي ملتحقا بهذا السلاح كأحد أفراد القوات المسلحة.. ولطوله الفارع (متران ) وموهبته الطبيعة اكتشفه المدرب عمرو رجائي للانضمام لأفراد فريق التجديف باتحاد الشرطة.. وما هو إلا تمرين أو آخر حتي انطلق الفتي من عقاله.. وبسرعة مذهلة انضم لمنتخب مصر بعد إحرازه لبطولة الجمهورية في القارب الفردي.. وبدأت رحلته مع الإنجازات الدولية عام 1995 حينما بهر العالم في التشيك وحصل علي المركز الثاني والميدالية الفضية.. وسط عمالقة اللعبة.. وتوالت مشاركاته وحجز مكانا وسط كبار المجدفين.. وشارك في أولمبياد أتلانتا 1996 التي حصل فيها علي المركز الثامن وحصل علي دبلوم شرفي لم يتحقق لمصر طوال تاريخ مشاركاتها في الأوليمبياد. ثم كان هو حامل العلم المصري في طابور العرض بأولميبياد سيدني 2000 وهو شرف كبير وفي أولميبياد أثينا 2004 كان أحد المشاركين ثم بكين 2008 ليكون أحد اللاعبين القلائل الذين شاركوا في أربع دورات أولميبية متتالية.. وطبعا خلال خمسة عشر عاما حجز المركز الأول في القارب الفردي عربيا وإفريقيا.. ومتوسطيا. شارك في أربع دورات حصل خلالها علي ميداليتين فضيتين.. وكان أحد نجوم اللعبة في تاريخ المتوسط. وقد قرر اتحاد التجديف إقامة بطولة تحمل اسمه.. وتكريمه ماديا ممثلا في أسرته وأطفاله الثلاثة..