آسر ياسين مع داود عبدالسيد أداؤه مبهر مفعم بالدفء وخفة الظل، وقد وفق المخرج فى اختياره لهذا الدور الذى يحتاج لتوافر الموهبة والقبول حتى يتحمل الجمهور تهتهة البطل فى الكلام طوال أحداث الفيلم. بسمة لعبت دورا من أجمل أدوارها على الإطلاق، فهى مع داود عبدالسيد ممثلة مختلفة جعلتنا نتعاطف معها رغم الحياة المرتبكة التى تعيشها مع زوجها التى تدفعها للاعتقاد أنها ”فتاة ليل” وليست زوجة! بسمة منذ بدايتها حريصة على التنوع والاختلاف فى أدوار بعيدة عن شعارات ”سينما الأسرة” و”السينما النظيفة” لذلك نراها تتقدم ببطء لكن بخطوات ثابتة. المخرجة نبيهة لطفى الجارة الإيطالية ليحيى ، لا أدرى كيف استطاع داود عبدالسيد التقاط موهبتها التمثيلية ليسند لها دورا لا ينسى .. من أجمل مشاهدها التى جمعتها بيحيى أو آسر ياسين عندما ذهب لها ليأخذ رأيها فى زواجه من فتاة الليل ”نورا” فقالت له لماذا تشترى الترام مادمت قادرا على دفع ثمن التذكرة؟! صلاح عبدالله استطاع انتزاع الضحكات من الجمهور رغم ظهوره فى مشاهد قليلة خاصة فى مشهد مساومته ليحيى على ترك شقته ليهدم العقار ويبنى عليه برجا .. الكبير كبير يا عم صلاح مهما كانت مساحة الدور والمؤكد أن الدور المكتوب بالسيناريو أضاف لك مثلما أضفت أنت له بأدائك. محمد لطفى يمثل منذ عشر سنوات تقريبا، لكن فى ”رسائل البحر” لعب دور عمره. داود عبدالسيد طوع شعبان عبدالرحيم وجعله يمثل لأول مرة فى حياته من خلال فيلم ”مواطن ومخبر وحرامى”، وهذا يعنى أنه مخرج مجرم مع سبق الإصرار، مابالك وهو معه ممثلون محترفون جعلنا ننبهر بمناطق عديدة فى أدائهم لم نكن نتوقعها منهم. تحية لداود عبدالسيد على ”رسائل البحر” فهو أعطى درسا لكل من قدم عريا وجنسا تحت مسمى أفلام جريئة . أخيرا: عندما شاهدت ”رسائل البحر” تأكدت أن أحمد زكى رحمه الله لم يكن يستطيع لعب هذا الدور الذى تم تصوير معظم مشاهده وسط الأمواج والأمطار، وإذا كان داود أصر على تصوير فيلمه بأحمد زكى فالمؤكد أن فيلمه كان سيجد نفس مصير فيلم ”حليم”.