- ابدئى الكلام من أى نقطة وسأفهم.. ولا ترد بل تحملق فى وجهى والدموع تملأ عيونها!! لا تعذبينى ماذا حدث لا أتحمل هذا السكوت.. وتبدأ فى الكلام ويأخذ صوتها فى التشنج ولم أفهم كلمة واحدة إلا أن جملة واحدة اخترقت أذنىّ: ولا أعرف ماذا أفعل بعد أن حدث ما حدث بيننا؟! .. ونسيت كل ما أردده عن التحرر والحب والجسد وكل شىء كنت أردده عن الحرية، وبدأت أصرخ فى وجهها وألكمها بيدى ولا أعرف أكنت أضربها أم أضرب من تخلى عنها أما هى فلم تكن تقول كفاية إلا شيئا واحدا: كفاية عذابى لنفسى، كفاية تأنيبى لضميرى، كفاية.. كفاية. وأنا لا أتوقف عن الصراخ فى وجهها ولكزها بقبضة يدى وهى تبكى قائلة: ماذا أفعل أنتحر؟ لم أجرؤ أن أعالج لحظة خطأ بجرم أكبر.. لطمت.. تذللت له، انزويت بعيدا، إلا أن كل هذا لم ولن يغير شيئا مما حدث.. وبعدت يداى عنها وأحسست أنى على وشك الانهيار، إلا أننى تماسكت، ونظرت إليه محذرة. لا تخبرينى كيف حدث هذا ولا أريد أن أعرف أكانت لحظة ضعف جنون رغبة.. ولكن ما هو المطلوب؟!.. وماذا تنتظرين أن أصفق وأطبطب عليك؟!.. لم تعلق إلا أنها وقفت وقد صوبت عينيها إلى وبصوت حزين يائس لم أعتده منها، قالت: لا شىء، لقد جئت لأودعك فسأسافر لخالى بفرنسا، وربما أعمل هناك، فحياتى لن تستقيم هنا بعد ما حدث..! وهززت رأسى ولم أحاول أن آتى على بقيتها وأسألها: وإذا لم يكن لك خال بفرنسا ماذا كنت ستفعلين؟! واحتضنتها هامسة فى أذنيها: لا تغضبى منى، فلم أتوقع منك هذا، وبصوت دمرته الأحداث همست قائلة: ولا أنا توقعت من نفسى هذا.. أراك على خير. بعد أسبوع.. تلقيت رسالة منها يبدو أنها سعيدة فى فرنسا وانخرطت فى الحياة وتعمل كمحررة فى إحدى الصحف الناطقة بالعربية، ولم تذكر شيئا عما حدث قبل السفر، ولم أرد أنا أيضا أن أفتح جرحا ربما قد بدأ فى الاندمال. بعد شهرين.. أتلقى دعوة جميلة بسيطة لزفافها من ساندرو الإيطالى. بعد 3 شهور.. أتلقى رسالة تخبرنى فيها عن مدى سعادتها وكم هو طيب يشيد بكل ما تفعله.. الحمد لله لقد عوضها الله خيرا إلا أن صوتا خافتا أزعجنى، هل كل فتاة تمر بهذه الكارثة لابد لها من ساندرو بعد 9 أشهر؟! أتوجه للمطار لأستقبلها إلا أننى فوجئت بها بمفردها وعلى وجهها علامات حزن وأسى وإن كانت بلا انكسار وسألتها: أين زوجك؟! وأجابت بكل هدوء: لقد انفصلنا وقبل أن تسألى.. من حبه الشديد لى أراد أن يتعرف على عادات وتقاليد الشرق وفوجئت به يسألنى: أليس من الجرم فى الشرق أن تفقد الفتاة عذريتها قبل الزواج؟ ولم أكذب عليه، وأكدت على ما قاله فقال لى: إذا أنت مرفوضة من مجتمعك، لماذا لم تخبرينى؟! ولم أجد ما أرد به، وفوجئت به يقول: أنا لا أهتم بتلك الأمور إلا أنك أخفيت عنى حقيقة لا يمكن أن أتعايش معها.. أنت كاذبة! وفتحت حقيبتها وأخرجت قسيمة طلاق وأتبعتها بضحكة ونظرة مريرة ساخرة: الآن أستطيع أن أرتبط بأى شخص من بلدى..!!؟