د.عبلة الكحلاوى عميد كلية الدراسات الإسلامية والبنات ببورسعيد وأستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر لها الكثير من المؤلفات فى الفقه والسنة وعلوم القرآن الكريم وصاحبة عقل واع، وهى تمثل الوسطية فى الإسلام، ولذلك أصبحت مرجعا لكثير من الناس فى الأمور التى تخص حياة المسلم العادى البسيط. صباح الخير حاورتها.. وكان هذا الحوار صباح الخير.. ما رأيك فى الحملة التى قادها بعض المتشددين ضد شيخ الأزهر؟ - د.عبلة: هذه الحملة تضر الإسلام أكثر مما تضر شيخ الأزهر، فشيخ الأزهر قيادة من قيادات الإسلام، والقيادات فى كل التيارات الأخرى تحترم رغم اختلاف البعض معها، وعمرنا ما سمعنا عن قيادة فى تيار آخر شوهت أو أهينت، فإذا كنا نشوه رموزنا بهذه الصورة البشعة فمن يسمعنا أو يحترمنا؟ صباح الخير.. نفهم من كلامك أنك مع شيخ الأزهر فيما قاله؟ - د.عبلة: أولا أنا أختلف مع فضيلته فى كثير من الأمور ولكن ليس معنى هذا أن أقبل أن يهاجم بهذه الضراوة والعنف، يمكن تجاوز شوية فى حديثه مع الفتاة، لكن كلامه عن النقاب صحيح. فالنقاب ليس فرضا ولا سنة. صباح الخير: حجة البعض فى فرضية النقاب حديث عن السيدة عائشة حيث قالت: "خير نساء الأرض نساء الأنصار كن يخرجن وكأن على رؤوسهن الغربان" وترجم البعض ذلك بالنقاب فما رأيك؟ - د.عبلة: الحديث عن عبدالله بن العباس وعندما سئل عن رأيه فى الحجاب وما يجب أن يكشف من جسد المرأة فأشار إلى منطقة اليدين من الكف حتى الكوع أى مقدار ما تضطر المرأة إلى إظهاره من يديها عندما تضع يدها فى وعاء الطعام (الزلعة) يعنى لو دارسين صح هيتكلموا صح، والزى الإسلامى هو الذى لايشف ولايصف ويكون بعيدا عن البهرجة والتغالى فى الزينة فما دون ذلك زى إسلامى صحيح. صباح الخير.. تيار المتشددين يرى أن مواصفات الزى كما وصفته به مخالفة شرعية حتى لو تم تغطية الوجه، حيث إنهم يشددون على أن يكون زى المرأة "إسدال" أى قطعة واحدة تغطى الجسد من الرأس للقدمين بدون أكتاف، فالأكتاف فى الثوب، مقصورة على الرجال والعباءة العادية ذات الأكتاف تشبه بالرجال فما رأيك؟! د.عبلة: هذا الكلام لا أصل له من الصحة، ولكن فيه ناس بتردده وبتدافع عنه، حتى أنا نفسى تعرضت لهجوم وقالوا إننى أتشبه بالرجال علشان لبسى لونه أبيض أحيانا أتضايق ولكن أحمد الله كثيرا على أنه فضلنى على كثير من عباده، فلقد سمعت عن الاتهام البشع الذى تعرض له نور الشريف وحزنت جدا وأدعو الله له مع أنه لا يوجد بيننا سابق معرفة. صباح الخير: ماذا كان رد فعلك تجاه هذا الهجوم؟! د.عبلة: "فاصفح الصفح الجميل" هذا هو العلاج الربانى الذى يجعلنى فى حالة صفاء مع الله وصفاء مع الناس والنفس، وعندما يشتد الهجوم أشغل نفسى فى الجمعية وقضايا أولاد الشوارع والعشوائيات فهو أفضل عند الله وأهم من الجدل الذى لايفيد. صباح الخير: هل تعتقدين أن هناك فكرا منظما وراء الهجوم على شيخ الأزهر؟! - د.عبلة : بالتأكيد، لأن الهجوم على شيخ الأزهر المراد به الإساءة للإسلام وهدم رموزه الواحد تلو الآخر، ومن المؤكد أنها خطط ناس لا تريد خيرا للإسلام، وأحب أن أوضح نقطة مهمة وهى أن الإسلام مرادف لكلمة السلام، وهو ليس مجرد منهج لشعب أو بلد بعينها ولكن الإسلام منهج خلقه الله للعالم كله فلماذا هذه النظرة الضيقة وهناك مليون و002 ألف قضية فقهية قابلة للتغيير ومن يرد به الله خيرا يفقهه فى الدين، هذا طبعا غير القضايا الاجتماعية الأخرى. صباح الخير: فى تقديرك الشخصى هل تنحى شيخ الأزهر عن موقعه - كما يطالب البعض - سوف يوقف تلك الحملات؟! -د.عبلة: طيب مين اللى جاى بعده؟ الحكاية ليست فى شخصية شيخ الأزهر ولكن فى الرمز الذى يمثله وعلى فكرة أنا لا أدافع عنه فليست لى مصالح عنده ولا عايزة تأشيرة حج أو غيره، ولكن أنا موجوعة وحزينة لما يحدث حاليا، فقد رفضت رئاسة معهد إسلامى فى أمريكا وفضلت أن أمارس دورى هنا فى التأثير على الناس وتغييرهم للأفضل من خلال الرسائل التى أبلغها على الهواء ومع ذلك أرى عدوانية وشرا لا مبرر له.. دلوقتى اللى بيزعل من حد بيقتله والسبب هؤلاء المتشددون الذين يبثون أفكارهم الخاطئة فى عقول البعض. صباح الخير: ما الكلمة التى توجهينها لهؤلاء المتشددين؟ - د.عبلة: أقول لهم يا ريت نوظف ديننا صح، فالمسار الفكرى الآن موجع ونحن فى حاجة إلى راية واحدة تجمع المسلمين فإذا كانت الراية ليست الدين أو القيادة السياسية فأين نكون؟! سيبوا الحكومة وكفاية عليها مشاكلها وفكروا إزاى نخدم قضايانا الدينية، وليس هناك أهم من قضية القدس، هذه القضية التى "عرتنا حتى من ورقة التوت" القدس بتتسرق وإحنا لسه بنشتم بعض، اليهود هيفككوا المسجد الأقصى طوبة طوبة ويبعتوه لنا على الكعبة"، وهى قضية حتى الليبراليين اتكلموا فيها، فلماذا نترك القضايا المصيرية ونتكلم فى أمور صغيرة حسمت بالفعل.