هذه الأيام تمر ذكرى ميلاد صلاح جاهين ال18 وبالتحديد فى 52 ديسمبر 0391وفى خضم الأحداث الجسام التى مرت وتمر بمصر بعد انفجار ثورة يناير جاءت الذكرى ال52 لوفاته فى 12 أبريل الماضى.. ولكن للأسف لتسارع الأحداث وتواترها.. وتحولاتها وانقساماتها وصراعاتها.. فات علينا أن نلحق بالاحتفال بذكرى وفاة صلاح ال52 ورغم أننا تنبهنا فى خضم هذا الزخم السياسى إلى ذلك.. لكن هيهات غلبتنا الأحداث.. والصراعات والمحاكمات. اليوم.. ونحن فى خضم هذه الأحداث.. رأينا أن نخرج من عباءة هذا كله بالاحتفال بذكرى ميلاد شاعر الثورة.. صحيح أن صلاح جاهين لم يلحق بثورة يناير، وكان لسان حال ثورة يوليو.. لكن أشعاره الثورية ورباعياته الخالدة التى سبقت عصره لم تكن لتموت أو تنسى، بل هذه الرباعيات هى التى مهدت وأشعلت فتيل ثورة يناير التى كانت ثورة على الظلم والاستبداد والتوريث.. ورغم أن الشباب الذين قاموا بالثورة وتصدروا المشهد فى يناير لم يعاصروا صلاح جاهين إلا أنهم كانوا يتداولون أشعاره ورباعياته وقصائده.. ويغنون أغانيه التى انطلقت فى كل مكان.. وعلى كل لسان.. ولذا كانت تلهب حماسة الشباب.. وتقوى إرادتهم للثورة على الأوضاع البالية.. ومن ثم قاد الشباب الثورة وأسقطوا النظام الذى جثم على صدورنا 03 عاما. صلاح جاهين ذلك العبقرى الساحر الساخر الشاعر الفيلسوف رسام الكاريكاتير صاحب الريشة اللاذعة التى تجمع ما بين النكتة السياسية والكوميديا العفوية.. كان رساما بدرجة مقاتل.. عبر عن قضايا التحول السياسى والاجتماعى لمصر منذ قيام الثورة وحتى وفاته.. ولكن لأنه فنان سبق عصره فقد عاشت أشعاره ورسوماته حتى الآن لتكون شاهدا حيا على الثورة.. سواء كانت ثورة يوليو أو ثورة يناير، وفى هذا العدد مجلة الصبوحة التى انطلق منها صلاح جاهين شاعرا ورساما ورئيسا للتحرير كان أقل ما نقدمه لقرائه هذه التحية المتواضعة لاسم وفن صلاح جاهين.