باحتراق المجمع العلمى المصرى، أحد أعرق وأهم الجهات العلمية فى القاهرة، الذى يقع فى نهاية شارع قصر العينى، على خلفية الأحداث المروعة التى تشهدها القاهرة، أمام مجلس الوزراء بشارع قصر العينى تفقد مصر واحداً من أهم مبانيها ذات القيمة التاريخية والثقافية.. من جانبه قام سمير غريب رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى والدكتورة سهير حواس رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالجهاز بمعاينة المبانى التراثية المتضررة من الحرائق فى شارع قصر العينى، وبخاصة مبنى المجمع العلمى ومبنى هيئة الطرق والكبارى. واتضح من المعاينة أن مبنى المجمع العلمى على وشك الانهيار التام بعد سقوط الأسقف وتشبع الجدران بالمياه. وهذه خساره لا تعوض. ويعلن الجهاز إدانته التامة لكل من شارك فى هذا العمل الإجرامى تحت أى مسمى من المسميات. كما يعلن عن استعداده للمشاركة فى ترميم أى مبنى تراثى تضرر من جراء الحرائق فى المنطقة. ويشيد الجهاز بالجهود السريعة التى قام بها رجال دار الكتب والوثائق القومية الذين سارعوا بإنقاذ ما أمكن إنقاذه من ثروة المجمع العلمى النادرة من المخطوطات والخرائط والكتب والمحاضر وأجهزة الكمبيوتر وغيرها. والذين واصلوا العمل منذ مساء السبت وحتى الآن بدون توقف لنقل هذه الثروة إلى معامل ترميم دار الوثائق والبدء فى معالجتها وقد بلغت 52 ألف كتاب ومخطوط. وينفرد موقع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى على الإنترنت بنشر الصور الأولى لهذه الثروة بعد إنقاذها فى دار الوثائق القومية. ويناشد الجهاز القومى للتنسيق الحضارى جميع أبناء مصر وجميع الجهات المسئولة وعلى رأسها المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية حماية المبانى الأثرية والتراثية الموجودة فى مربع مجالس الشعب والشورى والوزراء بمنطقة وسط القاهرة. وعدم تكرار كارثة حريق مبنى المجمع العلمى مرة أخرى. ويذكر الجميع بأن هذه المبانى هى فى حد ذاتها قيمة تاريخية لا تعوض، وأن بها مقتنيات علمية وفكرية وفنية وأثرية لا تقدر بمال. ومنها على سبيل المثال مبنى الجمعية الجغرافية التى تأسست عام 5781 وهى تاسع جمعية جغرافية فى العالم وهى فى مبناها الحالى بجوار مجلس الشورى منذ 3 أبريل 5291 وبها مقتنيات أثرية وفنية نادرة. فضلا عن أن مبانى مجلس الوزراء ووزارات الرى والشئون الاجتماعية والنقل المجاورة لها هى أيضاً مبان أثرية وتراثية مسجلة، وبها مقتنيات لا تعوض ولا تقدر بمال. إن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى يناشد الإسراع فى تأمين وحماية هذه المبانى. فخسارة أى منها خسارة قومية لكل مصر ولتاريخها العريق. ويناشد قوات الجيش والشرطة والمتظاهرين والمعتصمين فى هذه المنطقة أن يبادروا بالحفاظ على هذه المبانى للحفاظ على تاريخ ووجه مصر والمصريين أمام العالم أجمع. ويذكر أن المجمع العلمى تأسس فى عام7981 مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، بقرار من نابليون بونابرت، ليكون مقراً لعلماء الحملة الفرنسية يمارسون فيه أعمالهم ويجرون بحوثهم. وفى سنة 9081م أخرج علماء الحملة الفرنسية، المؤلفَ الموسوعى الضخم المعروف ب»وصف مصر« الذى يعتبر أهم مرجع لكل من تناول أى موضوع يتصل بمصر. وأعيد تكوين المجمع بالإسكندرية سنة 9581م، وانعقد المجمع بتشكيلته الأولى التى ضمت 74 عضواً، واستمر فى الانعقاد حتى 9 يناير سنة 0881م، حيث نقل إلى القاهرة، واستقر فى موقعه الحالى، بشارع قصر العينى وأعيد إليه اسمه القديم، المجمع العلمى المصرى. وكان الغرض الرئيسى من المجمع أو الهدف من إنشائه، درس وبحث كل ما يختص بمصر وما جاورها من البلدان،. ويتكون المجمع من 05 عضواً يقيمون فى مصر، وينتخبون بأغلبية أصوات الأعضاء الموجودين بهيئة اقتراع سرى، كما يضم أعضاء شرفيين (لا يتجاوز عددهم ال05) وأعضاء مراسلين، وتدير المجمع لجنة مكونة من الرئيس ووكيلين والسكرتير العام وأمين المكتبة والصندوق ومساعد السكرتير. أما نشاطه الثقافى فيشمل تنظيم سلسلة من المحاضرات العلمية، ونشر مجلة تجمع تلك المحاضرات، أما مكتبة المجمع فهى أهم وأكبر المكتبات المصرية القديمة، وتضم حوالى 002 ألف مجلد من أندر الكتب والمخطوطات والخرائط والوثائق المتعلقة بمصر وغير مصر، فى العلوم والفنون والآداب، بالإضافة إلى المجموعات الكاملة لمكتبات عدد من أشهر وأهم العلماء المصريين والأجانب المتخصصين فى التاريخ والجغرافيا والتاريخ والآثار والاقتصاد والعلوم الطبيعية.