تريزة سمير.. بنت صعيدية (جدعة) شاركت فى الثورة منذ بدايتها .. مثلها مثل كل أبناء جيلها يراودها حلم مصر الجديدة التى تستوعب الجميع تحت سمائها. التقيتها أخيراً باعتبارها صحفية تخطو خطواتها الأولى فى بلاط صاحبة الجلالة، وعرفت منها أنها إحدى المرشحات فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة عن إحدى دوائر محافظة المنيا .. عمرها 28 سنة مما جعلها أصغر مرشحة فى صعيد مصر أو لنقل مرشحة على منطقة مشتعلة بجميع أنواع المشاكل وأبرزها بالطبع المشكلة الطائفية البغيضة، أضف إلى ذلك تلك النظرة الدونية للمرأة بصفة عامة.. قالت: أعتبر نفسى من الثوار فقد شاركت فى الثورة منذ اللحظة الأولى، بل لا أبالغ إذا قلت إننى أعددت العدة للمشاركة منذ انطلاق ثورة الياسمين فى تونس لأننى كنت أشعر أن بركان الغضب سينتقل بالضرورة إلى مصر لأنه كان من الصعب جداً أن يرى الشباب المصرى بكل حيويته أقرانه التوانسة يسقطون واحداً من أعتى الأنظمة القمعية فى منطقتنا العربية ونحن هنا ننتظر الفرج، لذلك شاركت فى الثورة المصرية قبل جمعة الغضب وتحديداً يوم 25 يناير وكتبت تقريرا صحفيا عن انتقال عدوى الثورة من تونس إلى مصر .. وعندما شاركت فى الثورة بدءاً من جمعة الغضب أصبت بضيق فى الشعب الهوائية وحساسية على الصدر على أثر القنابل المسيلة للدموع التى لم أحتملها حتى أننى عانيت لمدة شهرين بعدها من هذه الأمراض، والآن لا أستطيع أن أنسى أبدا تلك الليالى التى لم أستطع النوم بها من آلام ضيق التنفس، ولكن هذا لم يمنعنى من الاستمرار فى المشاركة فى مليونيات التحرير التى تلت الثورة. لماذا فكرت فى الترشح للبرلمان؟ - أعتبر ترشحى لمجلس الشعب هو مشاركة أخرى فى الثورة، فالجميع سألوا عن شباب التحرير واتهموهم بأنهم تركوا الميدان ولم تكن لديهم استراتيجية للمستقبل السياسى لمرحلة ما بعد مبارك ولذلك قررت أن أكون فاعلة ونثبت عملياً أننا كشباب الثورة مازلنا نعمل، الخلاصة أننى فكرت فى الترشح للبرلمان نظرا لأهمية وخطورة اللحظة الراهنة التى تمر بها البلاد كما أن فكرة الترشح لانتخابات مجلس الشعب واتتنى عندما كثر الحديث عن كوتة المرأة قبل الثورة وتحمست لها بعد الثورة عندما تم تقليل سن المرشح إلى 25 سنة وشعرت أننا كشباب لابد أن يكون لنا دور فى التغيير. كيف ينظر إليك أهل البلد فى ظل وجود تيارات سلفية متشددة تحارب ترشح المرأة ؟ - فى البداية أقدم لأهل بلدى كل الشكر، أشكرهم جميعا مسلمين وأقباطا .. أطفالا وشباباً وشيوخاً.. فهم يقدمون لى الدعم النفسى بكل أشكاله ويكفى تشجيعهم لى منذ قررت الترشح، بل أصبحت مصدر فخر لهم، أما فيما يتعلق بموقف التيارات السلفية أو أصحاب الأفكار التى تمنع ظهور المرأة على الساحة السياسية فقد نصحنى جيرانى بإزالة صورى التى أستخدمها فى الدعاية إلا أننى أقنعته بأهمية وجودها، ولكن للأمانة أذكر أحد المواقف التى جعلتنى أكثر قلقا وهى قيام أحد الأطفال بإلقاء قطع من الطوب على يافطة التهنئة بالعيد لكن أحد المتواجدين بالمنطقة قام بإقناعهم بأن هذا الأمر لا يصح لبنت بلدهم !! إلا أن ذلك لا ينفي أن هذا الموقف أصابنى بالضيق والإحباط، ولكنه لم يمنعنى من مواصلة مشوار الترشح والمنافسة النزيهة لأن هدفى هو خدمة أهل بلدى جميعاً. كيف تتواصلين مع أهالى دائرتك؟ - فى أبريل 2011 أسست بمساندة أهل الدائرة جمعية أهلية تم إشهارها تحت مسمى (جمعية مصر للتنمية والتطور الديموقراطى) ترتكز على المواطنة وتنمية المجتمع .. تضم الجمعية 90% من الفتيات المتطوعات اللاتى يؤمن بالتغيير حيث تقدم الجمعية العديد من الخدمات والمشروعات منها خدمة المسنين ومحو الأمية وإقامة مشغل للفتيات فضلا عن إقامة الندوات للتوعية السياسية والاجتماعية ومن خلال الجمعية أتواصل مع الناس بشكل كبير. على أى قائمة سوف تكونين ولماذا؟ - سوف أخوض الانتخابات البرلمانية عن دائرة جنوبالمنيا - أى الدائرة الثانية بالمنيا وتضم ملوى (بندر ومركز) - مركز دير مواس - مركز أبوقرقاص - مركز المنيا - المنياالجديدة وهى دائرة من الدوائر الكبيرة بعد إعادة تقسيمها وذلك على قائمة الكتلة المصرية والسبب فى ذلك يرجع إلى انتمائى للحزب (المصرى الديمقراطى الاجتماعى) لأنه يتوافق مع أفكارى ومبادئى، فهو يعد من الأحزاب الليبرالية والمدنية التى من أهم مبادئها المساواة والعدالة الاجتماعية وتأسيس دولة القانون. بمنتهى الموضوعية .. كم عدد الأصوات التى تأملين فى الفوز بها؟ - ما يمكن قوله أننى أراهن على اكتساح قائمة الكتلة المصرية بدائرة جنوبالمنيا، فأنا أملك الكثير من الأصوات فى قرى شرق النيل، فميزة الصعيد أن كل شخص تقريباً شبه معروف سواء من عائلته أو سمعته التى كونها عبر سنين عمره ولذلك تجد أن المرشح فى الصعيد لابد أن يتمتع بقبول إنسانى وفى نفس الوقت هناك ثقة أن هذا المرشح يستطيع أن يقدم لأهل دائرته كل ما يعود عليهم بالنفع وفى الوقت نفسه يكون صوتهم الحقيقى المعبر عن مشاكلهم وأحلامهم وهذه المرحلة تحتاج للنائب الذى ينزل على الأرض ويسمع أكثر مما يتكلم. وماذا عن الصعوبات التى واجهتك حتى الآن؟ - واجهتنى صعوبات كثيرة منها توفير الموارد المالية فأنا كشابة لا أملك سوى الأفكار وليس لدى قدرة مالية لتنفيذها أيضا بحكم العادات والتقاليد، وهذا ما يجعلنى أتوقع المزيد من الصعوبات فى المرحلة المقبلة كلما اقتربنا من الانتخابات. ما أحلامك إذا ما حققت الفوز فى الانتخابات؟ - أحلامى كثيرة جداً، وهى تقريباً حلم كل شاب على طول البلاد وعرضها .. فأنا أتمنى أن يحصل المواطن المصرى على حقه فى المسكن الملائم. ثم نظرت إلى بعيون طفلة صغيرة وكأنها تفكر بصوت عالٍ: (نفسى مشوفش حد نايم فى الشارع )! أيضاً أتمنى تحسين جميع الخدمات الأساسية التى تقدم للمواطن من مأكل وعلاج لكل مريض وهذا مرتبط بتحسين مستوى الخدمات الصحية فى المستشفيات الحكومية خاصة فى صعيد مصر، إضافة إلى تحسين مستوى التعليم فى المدارس الحكومية وإيجاد فرص عمل للشباب تناسب إمكانياتهم وطموحاتهم.. كما أحلم أن يتم القضاء على التمييز بكل أشكاله وأن تختفى للأبد تقديرات الناس وفقا لعقيدتهم أو لونهم أو جنسهم .. باختصار أتمنى أن نقضى على الفتنة الطائفية فى مصر .. ما أبرز المشاكل التى تواجه أهل الدائرة.. وكيف تنظرين للحلول العملية لمواجهتها ؟ - هناك الكثير من المشكلات التى تواجه أهل الدائرة ومنها مشكلة النظافة، البطالة، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية بمستوى متدنٍ، فمشكلة النظافة يمكن علاجها من خلال إنشاء مصنع لإعادة تدويرها مثلما فعلت البرازيل مثلاً، وهو ما يعنى القضاء نهائيا عليها وفى نفس الوقت إيجاد فرص عمل للشباب، أما البطالة بصفة عامة فيمكن معالجتها عن طريق تنشيط السياحة بالمحافظة، فالمنيا تتمتع بالعديد من المناطق السياحية التى لم يتم الترويج إليها وهناك مناطق لم يعرفها أحد، لذلك فتنشيط عملية السياحة يمكن من خلالها علاج الكثير من المشاكل ومنها البطالة وهو ما سينعكس عامة على زيادة الدخل القومى، أما الخدمات الصحية فيمكن متابعة النظافة والالتزام بمستوى عال من الخدمات الصحية، وهذا الأمر يمكن من خلال التفتيش على تلك المستشفيات وتقييم أداء المستوى الطبى بشكل دائم ومحاسبة المقصرين.