قريباً.. سوف يخرج للنور قانون وهيئة لإعمار سيناء.. سوف تتحول التصريحات إلى واقع وخطط وتنفيذ.. بعد سنوات من الإهمال والطناش.. كنا لا نتذكر سيناء إلا أثناء أعياد أكتوبر، أو مع حدوث أزمة أمنية أو مشكلة على الحدود. وقتها فقط نعدد مزايا سيناء الاقتصادية سياحية وصناعية وزراعية، ونرصد أهمية سيناء أمنياً وبعدها ينفض المولد.. وننسى كل شىء مع تفاصيل الحياة اليومية. قامت جمعية العاملين فى الأممالمتحدة «أفيكس مصر» التى ترأسها السفيرة مرفت التلاوى بتنظيم مؤتمر للتعرف على مشروعات محددة، يمكن تنفيذها فنياً وتخدم أبناء سيناء، شارك فيه عدد من الخبراء والمتخصصين وشخصيات عامة وأساتذة جامعات ومفكرين وباحثين ورجال أعمال من أجل تكوين رؤية شاملة لتنمية سيناء ودخولها حيز التنفيذ من خلال مشروع ضخم يساهم فى إحداث طفرة فى الهيكل الاقتصادى والسكانى على غرار المشروعات التاريخية التى أقامتها مصر طوال عصورها مثل سد اللاهون والقناطر الخيرية وسد أسوان والسد العالى وغيرها من المشروعات التى غيرت شكل الحياة فى مصر. * توعية...!! أكدت السفيرة مرفت التلاوى رئيس مجلس إدارة جمعية العاملين بالأممالمتحدة أن سيناء هى أولى مبادئ توعية الرأى العام وهى النظرة المستقبلية التى يجب أن نأخذها فى اعتبارنا وهى التى تجردنا من ماضينا التى تم تلويثه بكل الطرق. فسيناء كنز لم يستغل بعد فكل المقولات بأن هناك تعميرا حقيقيا شائعات فسيناء مسيرة لم تكتمل فضلاً عن أن سيناء ليست مطلبا شعبيا بل هى أيضاً مطلب خارجى ومطمع لكل المستثمرين. وأضافت التلاوى أن مصر حالياً تحتاج إلى مشروع وطنى كبير يساهم فى إحداث طفرة فى الهيكل الاقتصادى بكل قطاعاته ومؤسساته لذلك لابد من استغلال مكان وموقع سيناء من أجل تعظيم تنمية ثرواتنا كإقليم عالمى وسط عدد هائل من المنافسين وأخيراً أكدت السفيرة مرفت التلاوى أنه لابد من أخذ خطوة مهمة جداً فى البداية وهى تشكيل لجنة تختص فقط بتعمير سيناء وتساعد فى وضع خطة إيجابية قائمة على أسس وضوابط سليمة. *السمعة..!! ويقول اللواء على حفظى محافظ شمال سيناء سابقاً إن سيناء قطعة خاصة فى قلب كل مصرى، فسيناء هى أرض الخير والبقعة الوحيدة فى مصر التى تحمى البلاد من أى عمليات إرهابية ضدها، فهى الدرع الذى يحمى مصر من كل غزوات الطامعين. فلابد من تغيير سمعة سيناء الاستراتيجية طبقاً للمنظور العسكرى إلى منظور تنموى جديد خاصة أن أرض سيناء أرض تتميز بالتكامل بين سيناء الشمالية والجنوبية وهذا أفضل من التنافس، فنجد أن شمال سيناء تتوافر فيه الثروة الصناعية، الزراعية والثروة السمكية والعمران. أما جنوبسيناء فيتمتع بالسياحة العالمية والطاقة وهذا يدل على مدى التطور الاقتصادى الذى سوف تشهده البلاد إذا تم وضع خطة إستراتيجية تحمل موعدا محددا لإعادة تعمير سيناء حتى نخرج من دوامة الفساد التى دامت لأكثر من 20 عاماً بالإضافة إلى تدبير سبل التمويل حتى يصبح حقيقة على أرض الواقع ولابد من تبادل الخبرات لتخفيف الضغط على الوادى والدلتا. وأضاف اللواء حفظى: لابد أن نبذل الغالى والنفيس لتعمير سيناء لرفع عجلة الإنتاج من خلال تضافر جميع الجهود والمجالات سواء زراعية أو صناعية وغيرها لكى تكون درعاً للوطن وليس دفعاً للإنتاج فقط، فتعمير سيناء بعد أحداث يناير أصبح واجبا يجب على كل فرد المساهمة فيه بكل جهوده. وأكد اللواء على حفظى أن من خلال تعمير سيناء سوف يتم توفير 800 ألف فرصة عمل للشباب اللاهث على فرصة عمل لذلك لابد أن نعيد تقييم ما تم وما لا يتم حتى نضع الأولويات السليمة التى تحتاجها سيناء بحيث تكون مشروعات تنموية متكاملة وخطوة جيدة. وأخيراً لابد من إعداد قيادة مسئولة عن تنمية سيناء وجهة مسئولة لديها جميع السلطات والقدرات للإشراف على هذه الإستراتيجية الجديدة. *تنمية..!! ويرى حامد الشيتى رجل الأعمال أن أهالى سيناء هم بداية تفعيل المشروعات التنموية فى سيناء من خلال إعدادهم بطرق سليمة لأنهم بطبيعة الحال لا يخرجون عن كونهم قبائل تعودت على المعيشة العادية وتحويلهم إلى فكر تنموى وكيف يشاركون فى التنمية وماذا تعود هذه التنمية عليهم فسيناء لديها 3 أجيال: جيل الكبار، جيل الوسط ثم جيل الشباب وهم يمثلون أكثر من 60% من أهل سيناء مما يساعد فى سرعة إنهاء عملية تعمير سيناء طبقاً للموعد المحدد. فالاهتمام بسيناء هو الرؤى والطموحات التى تتطلع إلى تقدم الاقتصاد فى مصر وأمنها، فمشروع تعمير سيناء منذ عام 1994 كان كمال الجنزورى هو القوة الدافعة لاستكمال مشروع تعمير سيناء ولكن بخروج الجنزورى فقدت سيناء أملها الوحيد للخروج من المنظور الإستراتيجى. وأضاف الشيتى أن إمكانيات سيناء كبيرة جداً فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 100 متر مكعب مياه متاحة يمكن استغلالها فى الزراعة فضلاً عن المصادر الطبيعية التى ليس لها حدود والتى تساهم فى دعم حركة الاقتصاد المصرى بالإضافة إلى أن عدم تنمية سيناء ناتج عن الإهمال من قبل السياسات الفاشلة ثم جاءت لعبة مشروع توشكى وفتحت أبواب الفساد على مصراعيها وأهدرت أكثر من 300 مليار جنيه بحجة التعمير وبالتالى ضاعت المساحات الهائلة هباء. * فرصة..!! فى هذا السياق أشارت الدكتورة كريمة كريم أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان أننا أمام فرصة كبيرة جداً وهى إعادة بناء سيناء ويجب الاستفادة منها بكل الطرق خاصة فى هذه المرحلة التى من خلالها تم اكتشاف قضايا الفساد فى جميع المجالات وبالتالى سوف يعود بالنفع على النظرة المستقبلية للاقتصاد المصرى بالإضافة إلى أن هناك بعض الموارد مهددة بالانقراض فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 500 ألف نخلة تقطع كل عام وتذهب إلى إسرائيل فى الأعياد الدينية وذلك طبقاً لسياسات النظام البائد. * أمان..!! وأوضحت الدكتورة وفاء عامر فى دراسة عن زراعة النباتات الطبية والعطرية بمحافظتى شمال وجنوبسيناء أن محافظتى شمال وجنوبسيناء تعتبران من المحافظات النظيفة والبعيدة عن مصادر التلوث الصناعى لكل من الهواء والمياه والأراضى والخالية من الحشرات والآفات الضارة لكل من الزراعة والإنسان خاصة فى ظل الوقت الحالى الذى يتجه فيه العالم إلى استخدام الغذاء الآمن والخالى من الملوثات الضارة بصحة الإنسان وهذا لم ينتج إلا من خلال استخدام أساليب ومقومات الزراعة العضوية. حيث إن فرص التصدير تتسع بصفة مستمرة للزراعات العضوية والتى وصل حجم التجارة العالمية فيها إلى 100 بليون دولار عام 2009 والزراعة العضوية تعنى الاستغناء تماماً عن المبيدات الكيماوية واستبدالها بمنتجات عضوية سواء لتغذية النباتات أو وقايته من الأمراض والحشرات. وأكدت د. عامر أن هناك دراسة حالية تهدف إلى إنتاج محاصيل النباتات الطبية والعطرية ذات المواصفات التصديرية والمتطابقة مع متطلبات الأسواق العالمية فضلاً عن إنتاج التقاوى المحسنة للنباتات فى ظل أنه حدث تدهور ملحوظ فى إنتاجية هذه النباتات وكذلك فى نسبة المادة الفعالة لكل المحصول نتيجة استخدام المزارعين تقاوى من العام السابق على مدار الخمسين عاماً السابقة وبالتالى كان من الضرورى وضع برنامج لتحسين النباتات الطبيعة والعطرية وإنتاج تقاوى محسنة. * رؤية..!! وأكد الأستاذ الدكتور عبدالوهاب حلمى استشارى التخطيط والتنمية العمرانية أن هناك مشروعات تدعم اقتصاديات سيناء أبرزها مشروع تنمية شمال خليج السويس ومشروع المنطقة الصناعية شرق بورسعيد ومشروع وادى التكنولوجيا ومنها سوف يتم استنتاج المحددات التى يجب أن تحكم نموذج التنمية الصناعية ومقومات التنمية الصناعية وركائز وأبعاد إستراتيجية التنمية الصناعية ومن ثم وضع سياسات وإستراتيجيات الرؤية المستقبلية للتنمية الصناعية. وأضاف د. حلمى أن البترول والغاز الطبيعى والصناعات الصغيرة من أهم العناصر التى يجب استثمارها لإعادة تعمير سيناء. * ازدهار..!! يؤكد الأستاذ الدكتور أحمد عاطف دردير رئيس هيئة المساحة الجيولوجية سابقاً أن سيناء جزء غال وعزيز من أرض الوطن فهى مواصلة النمو وتواصل الازدهار فى المنطقة بالإضافة إلى أنها عماد التنمية ومصدر الخير ورفاهية البشر لذلك لابد من بحث إمكانيات استثمارها على الوجه الصحيح. فسيناء تتمتع بكميات احتياطيات ضخمة من الحجر الجيرى التى تتداخل معها طبقات سميكة من الطفلة التى يتم منها إنتاج الأسمنت، وتتوافر بأرض سيناء الرمال البيضاء بمنطقة جبل جنة قرب خليج العقبة والتى تقدر احتياطياتها بمئات الملايين من الأطنان. وأضاف أ. د. دردير أن منطقة المغارة بها حوالى 26 مليون طن من مواد الطاقة مثل الفحم وغرب هذه المنطقة يوجد حوالى 15 مليون طن. وتقوم شركة سيناء للفحم بإنتاجه بطاقة إنتاجية سنوية قدرها 125 ألف طن منذ عام 93 94 هذا غير كميات ضخمة من الجبس وخام الكبريت وأحجار الزينة وملح الطعام. ولتنمية سيناء تنمية مستدامة يرى أ. د. دردير ضرورة التوسع فى عمليات البحث والتنقيب عن خاماتها المعدنية وحسن استثمارها فضلاً عن الاهتمام الكامل والكافى بالتنمية البشرية ووفر عناصر البنية الأساسية من طرق ومطارات.