أول ما يلفت نظرك فى برامج المرشحين ال108 لمجلس نقابة الصحفيين أن برامجهم تكاد تكون متشابهة حتى يخيل إليك أنهم ناقلون من بعض البرامج والسبب فى ذلك أنه ما لم يعد هناك حكومة أو سلطة تحرص على نجاح مرشحيها وبالتالى فلا يوجد مرشح يملك ميزة نسبية يستطيع أن يقدمها لزملائه بفضل علاقته المميزة بوزارة خدمية أو جهة إنتاجية لذلك تلاحظ أيضا أن البرنامج الانتخابى للمرشحين يبدأ بكلمات محددة اتفق عليها الجميع مثل العمل، ولابد، السعى وضرورة، ستعود، سأحاول، سأعمل، سأقاتل.. لذلك لن تكون المفاضلة فى اختيار بين المرشحين فى البرامج بالطبع لأنها تتشابه باستثناء زميل أو اثنين استطاعا بجهودهما الفردية الحصول بالفعل على بعض الخدمات للصحفيين.. لذلك ستلعب العلاقات الشخصية بالمرشحين الدور الأكبر فى انتخابهم. فمثلا بالنسبة لأجور الصحفيين كتب 100% من المرشحين فى برامجهم التى وزعوها على الصحفيين أنهم سيعملون على تحسينها ووضع حد أدنى لها ولكن بصيغ مختلفة.. فمثلا كتبت إحدى المرشحات أنه سيكون هناك عمل جاد ودءوب لتحسين دخل الصحفى ورفع الحد الأدنى لأجره وتحسين أحواله المعيشية فى حين طالب آخر بضرورة تسوية أوضاع الصحفيين المادية الذين تقل رواتبهم عن زملائهم ورفع المعاشات لتتناسب مع غلاء الأسعار وشدد ثالث على تحقيق أجر عادل ومحترم لكل الصحفيين دون تفرقة.. فى حين ذهب فريق آخر من المرشحين إلى المزايدة على بعضهم فى مقدار الأجر أو الدخل المناسب للصحفيين الذى يجب زيادته فرفعه أحدهم إلى 1200 جنيه وزاده آخر إلى 1500 جنيه فى حين زاده ثالث إلى 1800 جنيه ورابع إلى 2000 جنيه وخامس إلى 2500 جنيه، بالإضافة إلى رفع معاش الصحفيين إلى 1200 جنيه شهريا، وصرف إعانة بطالة للزملاء الذين تتوقف صحفهم عن الصدور 1200 جنيه شهريا أيضا.. دون أن يقولوا لنا كيف ستتم هذه الزيادة وإن كان بعضهم عول على الطلب من الحكومة أن تمول هذه الزيادة دون أن يقول لنا كيف تفعل الحكومة ذلك وهى غير قادرة على تنفيذ الحكم القضائى بزيادة رواتب العاملين فى الجهات التابعة لها من مصالح حكومية وشركات إلى 1200 جنيه، وكل ما استطاعته أن تصل بالزيادة الى 800 جنيه وإذا كانت وزارة المالية تؤخر صرف بدل التدريب للصحفيين الذى لا يتعدى 500 جنيه شهريا فكيف ستدبر الزيادة الكبيرة التى يطالب بها المرشحون.. صحيح أن كلنا يحلم بزيادة مرتبات الصحفيين إلى المستوى الذى يناسب قدر مهنتهم ويوفر لهم المعيشة اللائقة بهم لكن لابد من اتباع وسيلة عملية قابلة للتنفيذ لتحقيق ذلك. ولوجود أكثر من 2000 صحفى حاجزين فى مدينة الصحفيين فى 6 أكتوبر والتى كانت أحد أسباب نجاح النقيب السابق مكرم محمد أحمد فى انتخابات النقيب عام 2009 عندما طرح فكرتها كإحدى الخدمات المباشرة التى قدمها للصحفيين لإعادة انتخابه.. ولكن طوال عامين لم يتقدم مشروع المدينة السكنية خطوة واحدة فما بين الاتفاق مع وزارة الأوقاف لتتولى هى البناء ونقض الاتفاق ضاع حلم الحصول على شقة لنحو2000 صحفى وكانت المفاجأة الأكبر ما أعلنه الزميل ممدوح الولى المرشح على منصب النقيب قبل أسبوعين من أن مجلس النقابة السابق سحب فلوس الحاجزين لمدينة أكتوبر لسداد التزامات أخرى عاجلة على النقابة وهو ما أعاد مشروع النقابة إلى النقطة الأولى قبل عامين.. لذلك لم يكن غريبا أن يؤكد جميع المرشحين للانتخابات فى برامجهم ضرورة الانتهاء من مدينة الصحفيين فى أكتوبر، فأحد المرشحين كتب فى برنامجه أنه يجب العمل على إيجاد حلول جذرية لمدينة الصحفيين فى 6 أكتوبر، ودعا آخر إلى العمل على إنقاذ مشروعات إسكان النقابة المتعثرة وفى مقدمتها مدينة أكتوبر للصحفيين بالإضافة إلى القاهرةالجديدة ومشروع بالوظة ونادى الإسكندرية ونادى مدينة نصر، ودعا مرشح ثالث إلى إعادة التفاوض مع هيئة الأوقاف للتوصل إلى عقد اتفاق للانتهاء من مشروع شقق مدينة 6 أكتوبر واستصدار التراخيص اللازمة لهذا المشروع الضخم، بينما قال مرشح رابع أنه ينبغى إيجاد حل عاجل لكوارث مشروعات الإسكان المتمثلة فى مرور 14 عاما على الحاجزين فى مشروع إسكان الصحفيين بالتجمع الخامس ومشروع 6 أكتوبر المجمد منذ الإعلان عنه وتعويض النقابة للحاجزين فى مشروع بالوظة. فى حين أشار مرشح آخر فى برنامجه إلى العمل على التوصل لحلول قانونية جذرية لحل كل مشاكل أراضى النقابة والبدء فى تنفيذ المشروعات الإسكانية من خلال شركاء وطنيين وأمناء يكون لهم حصص مقابل التنفيذ. وطبعا احتلت قضايا المهنة الجانب الآخر من برنامج المرشحين الواحد تقريبا والتى بدأت بتأكيدهم على ضرورة الارتقاء بمستوى مهنة الصحافة من عقد دورات تدريبية بصورة دورية للصحفيين لا تقتصر على مجالات الحاسب الآلى واللغات والعمل على إلغاء عقوبة الحبس من قضايا النشر وإصدار قانون المعلومات إلى إعطاء حصانة للصحفى مرورا بإصدار قانون جديد لنقابة الصحفيين بدلا من القانون الحالى. ولأن اللاب توب أصبح من ضرويات العمل الصحفى فقد أجمع المرشحون أيضا على توفيره لأعضاء النقابة وطبعا لم يذكر أحدهم من أين سيأتى بما يقرب من 10 آلاف جهاز لتوزيعها على أعضاء النقابة ولكن لأن الصحفيين يريدون اللاب فلماذا لا يكتبونه فى برامجهم. كذلك أجمعت جميع برامج المرشحين على إصلاح الأوضاع داخل المؤسسات الصحفية القومية من إعادة هيكلتها إلى انتخاب رؤساء تحريرها ومجالس إدارتها، وتطهيرها من بقايا أعضاء الحزب الوطنى.. وأجمعت برامجهم أيضا على استثمار أدوار النقابة الخالية وتفعيل قانون الدمغة الصحفية وزيادة الرعاية الصحية للصحفيين وأسرهم .. أما أطرف ما جاء فى برامج المرشحين ما طالبت به إحدى الزميلات من إقامة حفل زفاف جماعى للصحفيين توفيرا لنفقات الأفراح على أن تتحمل النقابة تكاليف الحفل كذلك تقديم مرشح آخر لنحو 10 نصائح مهنية لأعضاء النقابة على طريقة نصائح الأخلاق الحميدة التى كانت توجد فى الصفحة الأخيرة من أغلفة كراريس تلاميذ الابتدائى زمان مثل اغسل يديك قبل الأكل وبعده حيث يقول المرشح فى نصائحه التى ضمنها برنامجه الانتخابى منها: لا تقاطع المتحدث أثناء حديثه حيث يؤدى ذلك إلى التوتر والجفاء بين الطرفين.. لا تصحح للمصدر ما قد يدلى به من معلومات خاطئة حتى لا تحرجه ويتوقف عن الحديث، فقد يدلى بعد ذلك بمعلومات مهمة وصحيحة يمكن التثبت منها من مصادر أخرى.. لا تبدى تضايقك للمصدر الذى يرفض التعامل معك حتى لا يتحول إلى عدو يعرقل عملك كلما تواجدت فى جهة عمله بل اجعله محايدا.. وغيرها من النصائح المفيدة لكل صحفى مبتدئ أو محترف إذا عمل بها بالطبع.