جاءت واقعة هروب أحمد حسن «كوكا» لاعب فريق الشباب بالنادى الأهلى لتعيد إلى الأذهان مسلسل هروب الناشئين المتواصل من أندية الدورى الممتاز للاحتراف بالخارج وسط إغراءات مالية يقدمها وكلاء اللاعبين والسماسرة للناشئين «للخلع»، وهو الأمر الذى يطرح تساؤلا عن سبب تكرار هذه الظاهرة ومن المسئول عنها. كانت الفترة الماضية قد شهدت هروب أحمد حسن الشهير ب«كوكا» إلى الخارج والاحتراف بفريق «ريو آفى» البرتغالى بعدما انتهى عقده مع القلعة الحمراء مما سهل من مهمة «كوكا» خاصة فى ظل الوعود والإغراءات المادية التى قدمها له بعض السماسرة غير المقيدين بجداول الاتحاد الدولى لكرة القدم. ويأتى ذلك رغم المستوى الطيب الذى شهد تألق «كوكا» مع شباب الأهلى ودفع مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق الأول إلى تصعيده للعب وسط نجوم الأهلى. واقعة هروب ناشئ الأهلى تحت 18 سنة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بين ناشئى أندية الدورى الممتاز خاصة أن سبقه إلى ذلك العديد من اللاعبين فى مقدمتهم «ستيفان شعراوى» لاعب منتخب مصر للشباب السابق إلى الدورى الإيطالى أثناء تولى سكوب قيادة المنتخب وقتها، بالإضافة إلى محمد طلعت «ميدو» لاعب بورفؤاد والأهلى السابق الذى هرب إلى الإمارات من ناديه البورسعيدى وكذلك الحارس أحمد حمدى لاعب الاتحاد السكندرى السابق والذى عاد مؤخرا. ومن جانبه أكد عدلى القيعى مسئول التعاقدات بالنادى الأهلى أن لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم هى السبب وراء هروب «كوكا» لأنها تمنع الأندية من توقيع عقد مع اللاعب لأكثر من 3 سنوات إذ لم يتخطى ال 18 عاما وهو ما تسبب فى نجاح مخطط اللاعب بمساعدة «السماسرة». وأضاف القيعى: مطلوب من أولياء أمور اللاعبين الصغار توعيتهم منذ الصغر فى ظل عدم وجود الخبرة الكافية لديهم حتى لا ينقرض ناشئو أندية الدورى المصرى، وهو الأمر الذى سينعكس على مستقبل المنتخبات الوطنية. فيما أكد حمادة المصرى نجم الإسماعيلى والأهلى السابق أن إغراءات السماسرة لناشئ الأندية سوف تعصف بمستقبل قاعدة عريضة من صغار اللاعبين، إذا لم تنجح الأندية فى تفعيل آلية منع هروب اللاعبين من قطاعات الناشئين. وأشار المصرى إلى أن قطاعات الناشئين بالأندية المصرية «مهملة» للغاية بشكل يسهل معه التلاعب فى أوراق اللاعبين الصغار وفى ظل عدم وجود الخبرة الكافية لديهم لذلك من الضرورى تفعيل دور مديرى قطاعات الناشئين. فى حين أكد «ربيع ياسين» المدير الفنى لمنتخب «93» أن بعض المدربين فى أندية الدورى الممتاز يتحملون جزءا من المسئولية فى مسألة هروب الناشئين من أنديتهم، حيث يأمل كل لاعب صغير السن فور تألقه مع منتخب بلاده أن يكون له دور مع فريقه الأول وهو ما لا يتحقق له فى الدورى المصرى، الأمر الذى يدفعه إلى البحث عن فرصة أخرى فى الخارج حتى لو كان عن طريق الهرب من ناديه كما حدث مع «كوكا».