ريشة ابراهيم احمد وصفت مصادر مقربة من رئيس مجلس الوزراء عصام شرف، الأربع والعشرين ساعة الماضية بأنها كانت الأصعب في عمر الوزارة، مشيرة إلي أن وزارة شرف كانت قد اقتربت من إنهاء عملها أكثر من مرة أمس الأول الأحد، في الوقت الذي طرحت فيه بعض الجهات تعديلا وزاريا محدودا كبديل لحل الأزمة، إلا أن هذا البديل قد تم رفضه بحلول ساعة متاخرة من مساء أول أمس الأحد أيضا. وقالت المصادر ل«صباح الخير» إن الأزمة كانت قد اشتعلت، صباح أمس الأول، الأحد، خلال زيارة قام بها منصور العيسوي للدكتور عصام شرف في مكتبه، إثر تسلم الإدارة القانونية بوزارة الداخلية مكاتبات من مكتب رئيس الوزراء تفيد بقراره إنهاء خدمة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين، وإحالتهم للتقاعد، الأمر الذي أحدث أزمة بالوزارة، فيما رفض العيسوي تطبيقه، منتقدا الطريقة التي وصلت بها مكاتبات رئيس الوزراء لوزارة الداخلية. وأضافت المصادر ل«صباح الخير» أن وزير الداخلية منصور العيسوي قال لشرف قبل مغادرة مكتبه إنه يضع استقالته تحت تصرف المجلس العسكري حال أصرت الحكومة علي تنفيذ ما تعهد به شرف في بيانه الأخير من إنهاء خدمة الضباط المتهمين، قبل إدانتهم من قبل القضاء، وهو التوجه نفسه الذي أعلن عنه العيسوي خلال لقاء بممثلين لائتلاف ضباط الشرطة الذين التقوه في مكتبه، واصفين قرار إنهاء خدمة زملائهم بهذه الصورة بغير الملائم من حكومة تحض علي احترام القانون، مهددين بالإضراب إذا تم تنفيذ القرار. من جانبه، وحسب المصادر، كان شرف نفسه قد وضع استقالته بالفعل تحت تصرف المجلس العسكري، بعد مغادرة العيسوي لمكتبه، إلا أن رفض الاستقالة انطلق من ضرورة إيجاد حلول، وهو ما نفي بعده المتحدث باسم مجلس الوزراء ما تواتر من أنباء عن استقالة شرف. وعلمت «صباح الخير» أن مستشاري د . شرف كانوا قد انقسموا فريقين، أحدهما رأي أنه من غير الملائم إقالة الضباط بقرار إداري من رئيس الوزراء، مشيرين إلي أن القرار غير أنه لا يضع في اعتباره أحكام القضاء، أو يسبقها، فإنه في حالة تنفيذه، يمكن الطعن عليه بسهولة أمام القضاء، ما يضع الحكومة في موقف صعب. وفي نفس الوقت، رأي الفريق الثاني، أن قرار شرف الذي وصفوه بالقرار السياسي يجب تنفيذه لامتصاص الغضب، إلا أن أصحاب هذا الرأي توصلوا بعد اشتعال الأزمة بين شرف والعيسوي، إلي أن الأنسب هو إيقاف الضباط عن ممارسة وظائفهم، لحين الفصل في قضاياهم المنظورة أمام المحاكم، علي أن يتم التصرف معهم وفق ما يصدر من أحكام، في الوقت الذي أعلن فيه شرف لإتلاف شباب الثورة أنه بصدد اجراءات تعديل وزاري في غضون أيام قليلة تلبية لمطالب التحرير.