تحت شعار «مصر الآن» أقيم علي ضفاف النيل بحديقة الجزيرة بالزمالك مهرجان ثقافي ترفيهي، غنائي وضم كذلك مجموعة من العارضين الذين قدموا منتجاتهم الحرفية واليدوية وذلك في الفترة من 1 إلي 18 يوليو، أجمل ما في المهرجان أنه أقيم علي أكتاف الشباب وبحماس شديد وقد انتشرت الدعوات علي الفيس بوك للمشاركة في إحياء المهرجان الذي يمثل الفنون المصرية التراثية وتنشيط السياحة الداخلية ولإعطاء صورة إيجابية عن الشباب المصري بعد قيام الثورة وقدرته علي البناء والإنجاز. تبني هذا المهرجان مؤسسة «نبني مصر» التي أسسها مجموعة الشباب الذي يعشق بلده يوم 28 يناير.. وهيئة تنشيط السياحة والصندوق الاجتماعي للتنمية ووزارة التضامن الاجتماعي ومجموعة من الرعاة ويجمعهم جميعا هدف البناء والتنمية .. • حفلات ومعارض وأسواق شريف الألفي - 26 سنة - أحد منظمي المهرجان وعضو في مؤسسة « نبني مصر» يقول عن فكرة المهرجان « أنا وزملائي منذ فترة طويلة نحاول إحداث تغيير في المجتمع للأفضل وبعد أحداث ثورة 25 يناير قررنا أن نؤسس مؤسسة « نبني»، وأنشأنا حسابا علي الفيس بوك ، وأيضا علي تويتر ودخل العديد من الشباب الراغب في بناء مصر وتطوير المناطق العشوائية. وجاءت لنا فكرة المهرجان علي مدي 18 يوما كعدد أيام الثورة في الميدان واخترنا مكانا بقلب القاهرة وعلي النيل وأعطته لنا المحافظة وأعلنا عن المهرجان لتكون رسالته للعالم كله إننا كمصريين حققنا الثورة ونعيش في سلام وحرية لتنشيط السياحة وإعطاء صورة إيجابية عنا، كذلك كانت فرصة لعرض منتجات العديد من العارضين لدفع عجلة الاقتصاد وحركة البيع والشراء، وانضم لنا جميع فرق الشباب المصرية لإقامة الحفلات المجانية لإسعاد الناس علي مدي الثمانية عشر يوما لجذب الناس لهذه الحديقة الرائعة، كذلك نظمنا يوم 11، 12 يوليو بمكتبة الإسكندرية مؤتمرا استضفنا فيه سبع شخصيات اقتصادية عالمية حاصلة علي جائزة نوبل لتقديم سياسات ومشاريع للحكومات والمجتمع المدني ولحل مشكلة البطالة. • نبني مصر من بين الشباب الرواد في تأسيس «نبني مصر» شاب فقد إحدي عينيه أثناء أحداث الثورة مما زاده صلابة وتصميما علي إعادة بناء مصر بأيدي أبنائها جواد نابلسي -29 سنة- وهو من المنظمين لهذا المهرجان الرائع.. يقول : «هدف المؤسسة هو تركيز طاقتنا وعلاقتنا لحل مشكلة البطالة وحل مشاكل المناطق غير الرسمية « العشوائية» فنحقق تجربة مماثلة لما حدث في البرازيل وتونس بدون إزالة لهذه المناطق بل بدهان هذه البيوت وتشغيل الأهالي أنفسهم بتجميل وإعادة دهان بيوتهم، وبدأنا بأهالي منطقة منشية ناصر الذين أبدوا حماسا وإصرارا رهيبا، بل دقة ومهارة في صنع منتجات مماثلة لما نراه في خان الخليلي وقمنا بعمل معارض صغيرة لهم في أماكن متعددة لعرض منتجاتهم، ولاقت إقبالا كبيرا، وجنت عليهم دخلا يعتبر جيدا كبداية ونجاح للتجربة ستقوم علي تبني كل أسرة مصرية قادرة علي بيت من المنشية، فنشغل الناس ونجمل المنطقة إلي أن نصل لمكان المزار السياحي، وقد شاركنا في هذا التبني الإعلامية مني الشاذلي والفنان محمد صبحي والفنان هاني شاكر، فالشعب المصري معطاء ويحب بلده، وهذا المهرجان فرصة ذهبية لعرض منتجاتهم فقد وفرت المحافظة الحديقة لنا لإقامة العروض الفنية التي تبرعت الفرق الموسيقية بإقامتها، وأماكن عرض المنتجات الحرفية بدون مقابل للعارضين والدخل من البيع بكامله لهم لتعريف الناس لمنتجاتهم وتشجيعهم علي استمرارية العمل، كما يوجد في المؤسسة جزء خاص بالمصابين في أحداث الثورة، واستطاع أن يتصل بنا ما يزيد علي 11 ألف مصاب واستطعنا علاج أكثر من 2000 مصاب». هنا تلتقط الحديث منه نشوي مشرفة والتي غني لها المصابون علي المسرح عرفانا منهم بمجهودها في علاجهم فتقول : نحن 4 سيدات حاولنا تقديم المساعدة عندما علمنا بدور مؤسسة «نبني» في خدمة المصريين، وخاصة مصابي الثورة، وتواصلنا مع المصابين ووجدنا إصابات العين وإصابات أخري وما يجده هؤلاء المصابون من ظروف صعبة دون أن يساعدهم أحد وشكاوي عديدة من علاجهم في المستشفيات الحكومية، فقمنا بدورنا في خدمة هؤلاء المصابين والحمد لله العديد منهم تحسن ومازلنا في بداية المشوار. • حماس العارضين ولاء محمد إحدي العارضات في سوق المهرجان تعرض منتجاتها من الإكسسوارات التي تصنعها من النحاس والخرز وتقول ولاء : «أعمل علي نطاق ضيق وأسعي للحصول علي قرض من الصندوق الاجتماعي لتوسيع نطاق عملي وشراء كميات أكبر من المواد الخام، لأنها توفر لي في السعر، وهذا المهرجان فرصة كبيرة لي حتي أعرض منتجاتي بدون أن أدفع إيجارا للمكان، وهناك العديد من الناس يستمتعون بوقتهم أثناء العروض الفنية، وكذلك بمشاهدة معروضاتنا والبعض أيضا يشتري». الحاجة محبوبة فراج متخصصة في خياطة الجلاليب السيناوي ولها مشغل صغير يساعدها مجموعة من الفتيات جاءت أيضا لعرض جلابيبها، تقول الحاجة محبوبة: «الحال واقف ولا يوجد زبائن والظروف الصعبة ولاشك أن مثل هذه الأسواق والمهرجانات مفيدة جدا لتنشيط الحال» . مصطفي عبد الجواد أيضا من العارضين أتي خصيصا من الواحات يقول : «أنا من العارضين الذين أخذوا قرضا من الصندوق الاجتماعي للتنمية وكلما كانت هناك معارض نأتي لنعرض فيها وأنا أعمل في «خشب النخيل» و«الحجر الرملي» المنتشرة في الواحات وأصنع منها منتجات عديدة كالتماثيل والمنحوتات والستائر وكله من النخيل والحجر وهو ما يميز بيئتنا في الواحات. • سعادة الجمهور أسر عديدة استمتعت بجو المهرجان المنظم بعناية والجو الرائع في الحديقة علي ضفاف النيل خاصة مع بداية الإجازات.. السيدة هناء جاءت مع زوجها وابنتيها للمهرجان تقول « أنا أسكن قريبة من الحديقة وعندما علمت بالمهرجان قررت أن آتي وأولادي للاستمتاع بالجو والحفلات الغنائية، طوال فترة طويلة كنا مشحونين بالأحداث والامتحانات، ولم يكلفنا الدخول للحديقة سوي 2 جنيه للفرد وأكثر ما استمتعت به هو فرقة « كاريوكي» التي غنت غناء جميلا فهؤلاء الشباب موهوب حقا، ويكفي أنه جاء بدون مقابل لإحياء مهرجان يحمل اسم مصر لإسعاد الناس». المهندس جاد الله علي جاء أيضا مع زوجته وأولاده يقول: «لم أكن أدرك حجم طاقة الشباب وقدرتهم علي الإنجاز إلي هذا الحد فهم لم يكتفوا بقلب الحكم والقيام بالثورة، وإنما أيضا يفكرون في البناء والتنمية ومع أني تجاوزت الخمسين إلا أنني أتعلم منهم كل يوم وهؤلاء الشباب من مؤسسة «نبني مصر» قاموا اليوم بإحياء هذا المهرجان دون أن يكون لهم دخل منه فقط لتحسين صورة البلد وإسعاد الشعب وبيع منتجات مناطق عشوائية، ونحن نحاول مساعدتهم في إنجاح هذا المهرجان وتحسين صورة الأمن في البلد لنجذب السياح وسأحاول حضور المؤتمر في مكتبة الإسكندرية الذي يتحدث عن كيفية تحسين البلد اقتصاديا. ربيع أحد مصابي الثورة غني علي المسرح أغاني لمحمد منير وشكر شباب المؤسسة وخاصة نشوي مشرفة علي مجهودهم في علاجهم، يقول ربيع: «وجدت لا مبالاة من أطباء قصر العيني وبحالتي فقد كانت مصابا في عيني بالرصاص المطاطي وظللت لفترة أسبوعين لم يقرب مني أحد منهم أو يعالجني أو حتي يفهمني حالتي وعندما علمت بمؤسسة «نبني مصر» عن طريق برنامج العاشرة مساءً اتصلت بهم، وبالفعل قاموا بعلاجنا أنا وزملائي المصابين عند أفضل الأطباء، ولم يتوانوا أي جهد في سبيل تحسين حالتنا الصحية والنفسية.