نلاحظ فى كل شوارع القاهرة الآن فوضى مقاهى الطرقات ، لذلك انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة المقاهى العشوائية التى جعلت شوارع القاهرة مظلمة بسبب الأدخنة الصاعدة من الشيشة التى تلوث البيئة.. تقول الحاجة أم محمود: كانت هذه المقاهى قبل الثورة تنتشر فى الأماكن المختبئة فقط خوفًا من الغرامات والبلدية وغيرها، ولكن بعد الثورة أصبحت المقاهى تنتشر على الكبارى من الجانبين مثل كوبرى قصر النيل وكوبرى الجامعة وتوغلت بين الطرقات العامة فى وسط القاهرة دون خوف من غرامة أو شرطة، وتضيف مدام أحلام سيد أحمد وهى موظفة بإحدى المصالح الحكومية وتسكن بحى القللى بوسط القاهرة أنها تعانى من وجود مقهى أمام منزلها مباشرة، وهذا يحجم من حريتها حيث إنها لا تستطيع النظر أو حتى الوقوف فى شرفة المنزل أو حتى استخدام مناشر الملابس، لأن المقهى أصبح بعد الثورة يتخذ من الشارع العمومى حوالى خمسة أمتار أمام الرصيف وامتداد طبيعى له. أما سماح أحمد طالبة بإحدى الكليات فترى أن كل من يرغب فى بيع كوب من الشاى يضع على النواصى مجموعة من الكراسى والطاولات ليبيع أكواب الشاى بمقابل مادى بسيط ونسينا الآيات والأحادث النبوية الشريفة التى نهت عن إعاقة الطرقات، فضلاً عن المشاجرات الدائمة بين العاملين بالمقاهى والرواد. * فوضى التاكسى الخاص كذلك فوضى وسائل النقل التى انتشرت بشكل مبالغ فيه، فبعد ظهور التوكتوك غير المرخص فى بعض الأماكن ولم تحل مشكلته حتى الآن بل أصبح يتحرك على الطريق الدائرى الذى يحفل بالمخاطر، ظهرت كثير من أمور البلطجة التى تحدث بسبب الغياب الأمنى والتى نتج عنها فوضى التاكسى الخاص وهو تاكسى مجهول الهوية عبارة عن سيارة ملاكى تستخدم كأجرة وقت اللزوم فقط، وأصبحت لها مواقف داخل الأحياء الشعبية، وحاليًا أصبحت السيارات تقف فى أى مكان ويعرض صاحبها أجرة أقل من التاكسى الأجرة لينافسوا سيارات الأجرة للحصول على الركاب والزبائن، ولا يهابون من الشرطة لأنهم يرون أن هذا من حقهم ونوع من الخفية التى يحتاج إليها أكل العيش، فمثلاً قرر الحاج أحمد على إسماعيل الذى يعمل فى إحدى المصالح الحكومية وليس لديه أى دخل آخر سوى سيارته الخاصة أن يحولها إلى تاكسى خاص بعد الظهر، وليطمئن الناس فهو يحرص على وضع علامة التاكسى على السيارة، وكثير من الزبائن يعرفونه لأنهم من نفس المنطقة التى يسكن بها ويركبون معه للخروج بهم خارج المنطقة التى يسكن بها، كما يرى محسن وأحمد ورضوان أن هذا عمل إضافى بجانب عملهم الأساسى فى فترة بعد الظهر وهو توصيل الركاب للمنطقة التى يرغبونها ويتفقون على الأجرة أحيانًا قبل التوصيل أو يحدد السائق الأجرة، ولكن هل هذا يكفى لتحقيق الأمان للركاب فى ظل هذه الظروف.