بدأت الثورة ولم تنته بعد، 100 يوم مرت وتوالت الإنجازات والأزمات عبرها داخليًا وخارجيًا.. ولكن شعب مصر قادر علي الانتصار. انتصر الشعب المصري في أزمة النيل، انضم الوفد الدبلوماسي الشعبي المصري الذي ضم ممثلي الأحزاب والقوي السياسية والمثقفين وشباب ائتلاف الثورة، وعاد بتلك العبارة: «عادت مصر لأفريقيا عندما عادت أفريقيا لمصر». في أربعة أيام أنجزت الثورة ما لم يُنجز خلال ثلاثين عامًا في ظل النظام السابق، الذي عمل لإفساد علاقات مصر الخارجية. أهم ما كشفه رئيس الوزراء الأثيوبي «ميلس زيناوي» للوفد الشعبي المصري عن أسباب الخلاف بين مصر وأثيوبيا، كان تعامل النظام السابق وعلي رأسهم السيد عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق والمسئول عن ملف النيل والذي أساء فيه للشعب الإثيوبي!! هذا لم يكن خافيًا علي الدبلوماسية المصرية حيث طالب السفير ماهر العدوي سفير مصر السابق في أثيوبيا بالاهتمام بتنمية أفريقيا، عامة وتنمية أثيوبيا خاصة التي طلبت ذلك من مصر رسميًا ولم يتم الاستجابة لها في العهد السابق. عاد الوفد الدبلوماسي بعدما انتهي الاتفاق إلي تأجيل بناء السد إلي ما بعد انتخابات الرئاسة المصرية. والاتفاق علي مشروعات ثنائية للتعاون من أجل تنمية أفريقيا، وبناء سد الألفية بما يتوافق مع حقوق ومصالح مصر في مياه النيل. السبب نفسه الذي كشفت عنه إثيوبيا لتدهور علاقاتها بمصر هو الذي كشف عنه عزام الأحمد مسئول عضو السلطة الفلسطينية ومسئول ملف المصالحة بين فتح وحماس، حيث أكد أن نظام مبارك كان السبب في عرقلة التوقيع علي ورقة المصالحة المصرية في مرحلتها الأولي. وللمرة الثانية تتم المصالحة الفلسطينية التي ظلت معلقة لمدة العام ونصف العام في عهد الدبلوماسية الثورية ومازالت معركة فلسطين مستمرة لاسترداد الأرض الفلسطينية. الوفد الدبلوماسي الشعبي يستعد اليوم بقيادة شباب ائتلاف الثورة للزحف إلي فلسطين عبر مسيرات بحرية للوصول للموانئ الفلسطينية لدعم الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي «طار عقله» عقب انتصار المصالحة. ليبيا هي المحطة الثانية التي انتصرت فيها جهود الدبلوماسية الشعبية للثورة المصرية، والتي لم يتوقف الإعلام عندها، خرج شباب الثورة في مبادرة خاصة منهم تحت رعاية الهلال الأحمر والصليب الأحمر، بحملات المعونات الغذائية والدواء وقرروا دخول ليبيا في ظل المذابح البشعة التي يقوم بها القذافي ضد شعبه، قرر شباب الثورة مساعدة الشعب الليبي، وإنقاذ الأطفال والنساء ومساعدة أهل ليبيا الذين عاش بينهم العاملون المصريون سنوات وسنوات حتي أصبح الشعبان المصري والليبي «شعبا واحدا». فكان الإنجاز الليبي الذي مازال مستمرًا هو الانتصار الثاني بين محطتي أثيوبيا والمصالحة الفلسطينية، وتأتي إنجازات السودان عبر الوفد الدبلوماسي الشعبي الذي مازال هناك إلي وقت كتابة تلك السطور، في حين استقبل د. نبيل العربي وزير الخارجية المصري نظيره السوداني السيد علي كرتي في القاهرة حيث تناول اللقاء بحث عدة قضايا مثل ما يتعلق بإعلان دولة جنوب السودان في 9 يوليو المقبل، والتسوية النهائية لأزمة دارفور، وملف النيل والتعاون المصري السوداني مع أثيوبيا، وقد تم الاتفاق علي تشكيل لجان فنية لبحث سبل تنفيذ سد «النهضة العظيم» بما يحقق المنفعة للجميع، كما تم توقيع اتفاقية جديدة للاستثمار بين مصر والسودان. وقد طرحت الخارجية المصرية رؤي وحلولاً لمساعدة الطرفين الشمالي والجنوبي لتذليل صعوبات المحادثات بينهما، وهو ما يعد إنجازًا آخر للدبلوماسية الشعبية والرسمية لثورة 25 يناير لعودة مصر لمركزها الإقليمي والدولي.