غدا الأربعاء سيتم التوقيع علي المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس في احتفال حاشد في مركز المؤتمرات بالقاهرة، العالم العربي والدولي يترقب تلك المصالحة وإسرائيل تتوعد، وأمريكا مازالت لا تعترف بإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في ظل تلك الأجواء.. شاركت (صباح الخير) في التنسيق للحملة الدبلوماسية التي تقودها السلطة الفلسطينية لدعم المصالحة ومستقبل الدولة الفلسطينية من القاهرة. في حوار مثير لوفد السلطة الفلسطينية مع القوي السياسية الشعبية المصرية علي مدي يومين شارك عدد من الأحزاب المصرية سواء المعلنة مسبقا أو تحت التأسيس وكذلك حركات «ائتلاف الثورة»، 6 أبريل، التحالف المدني الديمقراطي، حيث تمت مناقشة أسرار وخفايا توقف تلك المصالحة علي مدي عام ونصف العام سابقا وطرحت سيناريوهات التهديدات الإسرائيلية علي مستقبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية القادمة، ودعا وفد السلطة الفلسطينية شباب ثورة 25 يناير لزيارة رام الله من أجل دعم القضية الفلسطينية والتصدي لمؤامرات تهويد القدس. الوفد الفلسطيني تزعمه السيد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية والمسئول عن ملف المصالحة، وفي عضويته صخر بسيسو مسئول ملف غزة، والسفير الفلسطينيبالقاهرة بركات الفرا، وناجي الناجي المستشار الإعلامي للسفارة. وكان أبرز اللقاءات مع حزب الكرامة تحت التأسيس والتقي الوفد الفلسطيني عزام الأحمد، وبركات الفرا، وأمال الأغا أمين اتحاد المرأة الفلسطينيةبالقاهرة مع المنسق العام لحزب الكرامة محمد بيومي، ومنسق العلاقات الدولية منير الفيشاوي. كانت تصريحات أبومازن التي نشرتها «الإندبندت» البريطانية ونقلتها الصحف المصرية حول دعم الرئيس الفلسطيني أبومازن للرئيس المصري «المخلوع» مبارك هي أهم ما أثير في اللقاء حيث نفي «عزام الأحمد» ما جاء في الصحف المصرية نقلا عن «الإندبندت» وأكد بأن أقوال «أبومازن» قد حرفت عن معناها الأصلي وانتزعت من سياق النص، وأن الشعب الفلسطيني وقيادته يعتبر أن المصريين كشعب علي مدي العصور هم المدافع والداعم الأساسي للقضية الفلسطينية وأن علاقة المصريين بالرئيس السابق مبارك هي شأن داخلي مصري لا يحق لأحد الحديث أو التدخل بشأنه وأن وفد السلطة الفلسطينية ينشدون دعم القوي السياسية المصرية بكل تياراتها، وفصائلها من أجل التوصل للاعتراف بالدولة الفلسطينية التي سيتم الإعلان عنها من جانب واحد في سبتمبر القادم، وأولي الخطوات لذلك إتمام المصالحة مع حماس التي توقفت لمدة عام ونصف العام وقد تطرق الحديث حول اتفاقيتي كامب ديفيد، وأوسلو اللتين أكد محمد بيومي علي رفضهما من قبل حزب الكرامة واعتبارهما أخطاء تاريخية. وفي لقاء الوفد الفلسطيني مع شباب الثورة والأحزاب الجديدة كشف عزام الأحمد عن سر توقف التوقيع علي المصالحة عام 2009 بقوله إن مصر ونظامها السابق علي عكس ما كان معلنا قد صاغت ورقة المصالحة لصالح حماس، خاصة علي المستوي الأمني، وقد أجبرت علي التوقيع علي الورقة من قبل أبومازن رغم تحفظي علي بعض البنود غير أن الضغوط الأمريكية لعدم التوقيع كانت شديدة حيث تم تبليغ أبومازن بأن الكونجرس يهدد بقطع المعونة إذا تم التوقيع وجاء هذا التهديد في 14/10/2009 أي قبل التوقيع بيوم واحد كما طلبت القاهرة من أبومازن يوم 15/10/2009 عدم حضوري للتوقيع، وقد أعلنت هذه المعلومات في مؤتمر بالجامعة العربية في 16/10/2009 ومن جانب آخر فقد رفضت حماس الحضور والتوقيع رغم موافقة مشعل من قبل في 28/9/2009 ولكن نتيجة لرفض سوريا، وإيران وقطر والإخوان المسلمين في القاهرة في حينها رفضت حماس التوقيع وتوقف إلي الآن أما الآن فحماس مستعدة للتوقيع نتيجة لتغير الأوضاع العربية خاصة في سوريا حيث لعبت الأحزاب السورية دورا في الضغط علي حماس، وعلي الرغم من أن حماس كانت تود الانتظار إلي أن تتم الانتخابات المصرية بعد الثورة غير أنهم اكتشفوا أن ثورة 25 يناير لكل المصريين ولم تكن ثورة للإخوان فقط ولهذا كانت استجابتهم لمبادرة الرئيس أبومازن للمصالحة وتشكيل حكومة «تكنوقراط» وحتي موعد الانتخابات والتي وعد فيها بإقامة حكومة مشاركة وطنية من جميع الفصائل الفلسطينية في حالة انتخاب فتح. وأكد عزام الأحمد أن ما حدث سابقا من انقسام نعمل علي تلافيه، خاصة أن الإسرائيليين خدعونا بمشروع إعادة الانتشار العسكري وادعوا بأن غزة قد تحررت وهو ما لم يحدث إلي الآن والواقع أن الأراضي الفلسطينية جميعها تحت الاحتلال بما فيها غزة وأن مؤامرة إسرائيل لتوطين الفلسطينيين في غزة أعلنت منذ عام 1954 ومازالوا يأملون في تحقيقها، وكشف عزام الأحمد عن رغبة الأمريكان والإسرائيليين لتكريس الانقسام بالعمل علي نجاح حماس في الانتخابات السابقة ومجيئها للسلطة وهو ما أصبحنا واعين به وصرح عزام الأحمد في تصريح خاص لصباح الخير بأن الخطوة القادمة بعد المصالحة هي العمل الدبلوماسي لإقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل مجلس الأمن في سبتمبر القادم، وأن هناك 150 دولة قد اعترفت بالدولة الفلسطينية آخرها دول أمريكا اللاتينية وقرار فرنسا باعتماد سفير فلسطين لديها.