بذور طيبة لا تحتاج إلا لتربة خصبة تنمو فيها.. براعم شبابية لم تتعد العشرين عاما.. يفكرون ويبتكرون من أجل وطننا مصر.. بداخل كل مخترع منهم حلم يريد أن يخرج إلي النور يقينهم أنه لن يصلح هذا البلد إلا إذا شارك كل واحد في بنائه، فما بين جهاز لإنقاذ النباتات ومشروع لاستنساخ الأعضاء البشرية بأقل التكاليف، ووسيلة لاستخلاص الغاز من القمامة.. التقينا بهم لنشاركهم في حلمهم، ومشروعاتهم من أجل غد أفضل . محمو رفعت: شاب لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة.. كل حلمه هو أن يخرج مشروعه إلي النور.. وقف في أرض التحرير مع زملائه المخترعين ليشرح للزائرين فكرته وهدفها لإنقاذ النباتات والأراضي الزراعية من البرودة. هذا المخترع الصغير هو محمود رفعت - طالب في الصف الثاني الثانوي يقول محمود : جاءت لي فكرة المشروع عندما كنت أشاهد حوارا في أحد البرامج مع دكتور متخصص في الزراعة كان يتحدث عن موت النباتات في موجات البرودة والحرارة، فبحثت في هذا الموضوع لأجد أنه بالفعل تموت بعض الأنواع من النباتات نتيجة شدة البرودة، وهذا أثره سييء جدا علي الزراعة في مصر، لدرجة أننا نفقد سنويا 5,4 مليون جنيه سنويا بسبب هذا الحظر. ففي الشتاء تتحول المياه إلي إبر ثلجية تهدج خلايا النبات الحية. لذا بنيت مشروعي علي نظريتي الانبعاث الحراري، وانتقال الحرارة خلال الأجسام، وقابلت عددا من الفلاحين وتحدثت معهم ورأيت رغبتهم الشديدة في مشروع لحل أزمتهم. وبالفعل بدأت بعمل تجربة، وأحضرت الأدوات التي هي عبارة عن مروحة كبيرة، وتربة طينية، وبذور فول، ومصدر حراري للنار - مواسير وقمت بزرع بذور الفول في التربة الطينية، وعرضتها للمروحة وقمت بإحضار السخان الكهربائي وغليت به ماء ثم أوصلت البخار المتصاعد بمواسير، ووجهتها إلي البذور، فكانت النتيجة مدهشة وهي عدم تأثر النبات بالبرد الشديد. وقد قمت بهذه التجربة في معمل الفيزياء ونجحت، لذا فكل ما أريده هو تنفيذ مشروعي بإمكانيات أكبر حتي نستطيع إنقاذ النباتات من الموت بسبب برودة فصل الشتاء. (استنساخ عضو دون اللجوء إلي الخلايا الجذعية).. هكذا بدأت معي هويدا رفعت كلامها - فهي طالبة في الصف الثاني الثانوي قسم أدبي مساوئ التعليم دفعتها لأن تدخل أدبي بالرغم من ميولها العلمية. تقول هويدا : منذ خمس سنوات وأنا في الصف الإعدادي كنت أقرأ عن جرائم الأعضاء وسرقتها، وأيضا الحوادث التي كان يموت فيها المرضي الذين كانوا يحتاجون لنقل وزراعة لكنهم لا يمتلكون تكلفة هذه العمليات الغالية. وفي نفس الوقت كنت أتابع مسلسلا أجنبيا عن استنساخ الأعضاء، ففكرت في مشروع استنساخ الأعضاء دون اللجوء إلي الخلايا الجذعية، عن طريق خلايا العضو نفسه مثل البنكرياس فعندما يهاجمه السكر لا يتم تدميره بالكامل- فنقوم بأخذ خلية وندمجها مع البويضة لنستخرج منها عضوا جديدا. وتستكمل هويدا حديثها قائلة : لقد قابلت عدة أطباء مثل : الدكتور مجدي يعقوب والدكتور مصطفي السيد، وتحدثت معهما عن مشروعي وشجعاني علي الاستمرار في مشروعي. لكن كل ما ينقصني هو وجود طبيب أو عالم يضعني علي أول الطريق ويساعدني في عملي. أحمد هاني عبد الرحمن - 16 سنة - طالب بمدرسة الموهوبين الرياضيين بمدينة نصر ومشروعه هو (الحصول علي الغاز الطبيعي من القمامة والمخلفات الحيوية ومياه الصرف الصحي) ويقول إن فكرة هذا المشروع جاءت عندما أصبحت القمامة ملقاة في كل مكان وتلوث مياه النيل، فضلا عن قش الأرز الذي يساعد علي إحداث السحابة السوداء بالإضافة إلي أننا نعاني من عجز في الغاز الطبيعي، فبدأت اقرأ في جميع الكتب العلمية فوجدت في معظم أنحاء العالم الاعتماد بشكل أساسي علي الغاز الطبيعي ، فنجد باريس علي سبيل المثال كل شارع تتم إنارته بالغاز الطبيعي فمن هنا جاءت الفكرة لاستغلال كل شيء يحاول تلويث بلدنا. فحاولت عمل جهاز تدخل القمامة بداخله ثم تتحول إلي مواد سائلة ثم تدخل هذه المواد إلي شفاط بحيث تكون سريعة التحلل، وبعد ذلك كل هذه المواد تذهب سريعا لخزان من الحديد حتي يساعد علي الضغط، وهناك مدخل ثان للخمائر ومن خلاله تتفاعل مع الزبالة والمياه مع غيرها من المواد العضوية حتي تكون سريعة التحلل. وفي هذا الجهاز عدادات ولوحة تحكم توضح كمية الغاز ودرجة الحرارة والضغط بحيث يظهر علي المؤشر الدرجة النهائية التي يخرج فيها الغاز الطبيعي، وهناك فتحة معينة محكمة مهمتها عدم إهدار الغاز عند خروجه، وأخيرا تخرج بعض الرواسب المتبقية هذه الرواسب، يمكن استخدامها كسماد طبيعي للأراضي الزراعية ويضيف أحمد إن هذا المشروع حصل علي المركز الأول من بين 88 مشروعا تم تقديمها من جميع أنحاء الجمهورية. أما محمود أسامة أحمد -17 سنة - طالب بمدرسة تكنولوجيا المعلومات بالإسماعيلية فقدم مشروع (حماية سقوط الطائرة ) وأكد أنه اختار هذا المشروع بسبب كثرة حوادث الطائرات، خاصة أن أحد أقاربه توفي في حادث طائرة فقرر اختراع جهاز يحمي الطائرة من السقوط من خلال جهاز يتم تركيبه من مركز الطائرة مكون من غاز الهيليوم المضغوط وهيدروجين مطاط حتي يتحمل درجة الحرارة والضغط الجوي ومن هنا يزيد الضغط الجوي فيقل الهيليوم وبالتالي تنخفض الطائرة. وعندما تنخفض الطائرة يحدث اتجاه عكسي مع الضغط الجوي ومن هنا يصعب سقوط الطائرة وهذا المشروع بالفعل تبنته شركة مصر للطيران ووضعت له «ماكيت» سوف يتم تنفيذه في الأيام المقبلة. بينما أسامة طه مصطفي - 15 سنة - مدرسة الوراق الثانوية ويدرس الفيزياء في جامعة عين شمس تحت إشراف لجنة متخصصة من جامعة أوكسفورد الألمانية فقد نجح في تقديم ( سيارة تعمل بالموارد المائية ) أي أن السيارة ممكن أن تسير بالمياه والشمس والرياح والحركة والكهرباء. فقدم جهازا يساعد علي شحن بطارية السيارة من خلال استخدام السولار وباستخدام الألواح الشمسية وعنف اللولز الموجود بداخل السيارة تتحلل المياه وتتحول إلي طاقة كهربائية، بالإضافة إلي الدينامو المحرك للسيارة يشحن البطارية 12 فولت وهذه البطارية تتدخل علي مكبر جهد يحول من 12 فولت إلي 220 فولت، فيبدأ في تحليل المياه الكهربائية وينتج أكسجين عادم يستخدم في تشغيل المحرك وهيدروجين متصل بدينامو كهربائي لتوليد كهرباء شحن البطارية الأساسية في السيارة، فهذه البطارية مشحونة ب 220 فولت أي تصل سرعة السيارة إلي 180 كيلو مترا في الساعة. وهذه السيارة تعمل بنظام قيادة ثلاثي الأبعاد بمعني أن السيارة يوجد بها حساسات بكاميرات من الأمام توضح جميع الاتجاهات. بالإضافة إلي نظام القيادة الآلية عن طريق الأقمار الصناعية، فهذا يجعلها تسير لوحدها. وأخيرا فهذه السيارة لا تحدث أي عادم يلوث البيئة.