الحكاية بدأت بفكرة.. وانتهت بمشروع له معجبون ومريدون وله رواد ومتابعون على مواقع التواصل. هى طالبة إعلام.. وقررت التحول إلى الإنتاج بمشروع صغير، حولت فيه هوايتها فى صناعة الحلوى إلى مشروع تجارى. المشروع اسمه «حلى بوقك».. وبدأ بإصرار كبير على النجاح.. وقد كان، وأصبحت مريم الآن «براند» أو تريند. مريم عبدالفتاح طالبة بكلية الإعلام وصاحبة تجربة متداولة بتفاصيلها على مواقع التواصل، تدرس وفى نفس الوقت تعمل ببعض الأنشطة التطوعية إضافة إلى انشغال دائم بمشروعها الجديد. ترى أنه من حظها أنها بدأت حياتها العلمية.. مبكرًا. أما مشروعها «حلى بوقك» بدأته على عجلة تسلمتها من وزارة الشباب والرياضة، والغرض فى البداية «مشروع» يدر ربحًا تساعد به أسرتها ونفسها. عن تجربتها بعد النجاح قالت: «أدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة.. ووالدى متوفى والأوضاع الاقتصادية بأسرتى ليست على قدر كبير من الثبات, فاضطررت للعمل مبكرًا.. لأساعد فى تحسين دخل الأسرة». تقول: «اشتغلت أكثر من شغلانة.. وبدأت الأول مصممة جرافيك.. وتنقلت بين عدد من الشغلانات.. لكنى كنت دائما أشعر أنه لا بد لى من مشروعى الخاص.. لذلك حصلت على دورات مختلفة فى ريادة الأعمال.. بدأت مشروعى».
تقول مريم: «حلى بوقك.. مشروع على عجلة ببيع فيه حلويات على الكورنيش بأعملها بنفسى». تكمل: «الفكرة جاءت من اطلاعى على إعلان لوزارة الشباب بمنحها عجلة للشباب مجانا.. قدمت حسب ما قال الإعلان.. وذهبت إليهم وملأت استمارة، وبعدها تلقيت رسالة بموافقة الوزارة». تكمل: «سعيدة جدا بالعجلة.. وشعرت أنها سوف تكون بداية جديدة.. أو مرحلة جديدة لى.. لا بد من استغلالها». «لم أكن أخطط لمشروع معين بالذات.. وفكرت فى البداية أن أعمل مندوب شحن بضاعة، وقدمت لدى إحدى الشركات التى كان من شروطها أن أدفع ثمن البضائع قبل إيصالها للزبائن كتأمين.. وهو ما تطلب منى شيئا من ميزانية كبرى.. لذلك لم أوافق لأنه لم يكن لدى ميزاينة». تكمل مريم: «نصحتنى أختى الكبرى أن أبدأ بمشروع بان كيك.. وأن أعرضه على الزبائن بواسطة العجلة على الكورنيش.. فى البداية لم أجد تشجيعا.. لكن مع استمرار التجربة، نجحت وبدأ الناس يعرفوننى.. وكونت صداقات على الكورنيش رغم أننى فى أحيان أخرى تعرضت للتنمر.. وأحيانا كثيرة قابلت استغراب ناس من أنى بنت تبيع بضاعة على عجلة». الدراسة والمشروع لكن من أين أتت مريم بالوقت لكل خططها وأهمها الدراسة والمشروع؟ تقول مريم: «دراستى بالكلية تعتمد فى الأساس على المحاضرات أون لاين، وده بيساعدنى كتير فى تنظيم الوقت بين الدراسة والعمل.. والحقيقة الدكاترة فى الكلية لما عرفوا بمشروعى بدأوا فى تشجيعى.. لدرجة أن العميدة لما قرأت بوست عنى على أحد مواقع التواصل.. تفاعلت معه وشيرته وتواصلت مع مسئول رعاية الشباب.. وطلبت أن ترانى». تقول مريم: «فى المقابلة مع العميدة.. أبدت إعجابها بى.. وطلبت منى أوردر.. وقالت إنها تفكر فى أن تخصص لى مكانا أو منفذًا لعرض منتجاتى فى الكلية». حسب مريم: «شاركت فى العديد من الأعمال التطوعية.. ومؤخرا أنا إحدى المتطوعات فى مبادرة يسر للتأهيل الأسرى ضمن أنشطة وزارة الشباب والرياضة.. أنا مشغولة دائما.. لكن هذا لا يؤثر على المشروع أو الدراسة.. وأستطيع أن أقوم بأكثر من عمل فى وقت واحد.. إضافة إلى أن مشروعى «حلى بوقك» شغلى الخاص.. بمعنى أنى على حريتى.. فإذا شعرت بالإجهاد أو أنه لا وقت لدى للنزول بالعجلة للبيع.. فلن أنزل ولن يلومنى أحد». عن مشروعها قالت مريم: «ساعدنى ماديًا كثيرًا.. وأصبحت أساعد والدتى.. وأعتمد على نفسى فى مصاريفى الشخصية.. وأشارك فى صندوق الطوارئ فى البيت.. وهو صندوق نجمع فيه المال تحسبًا لأى ظروف». أضافت مريم: «الأمور المادية للمشروع جيدة.. وهى ماشية بشكل مرضٍ بالنسبة لى.. إضافة إلى أن المشروع علمنى مهارات كثيرة.. منها ما هو مؤكد أنه سوف يساعدنى فى عملى المهنى بعد التخرج.. فتجارب الإنسان لا يمكن شراؤها بالفلوس».
العمل فى الشارع ليس سهلًا.. كما قالت مريم.. لكن إذا كان ولا بد.. فمريم قد المسئولية.. تقول: «بالطبع أتعرض لمضايقات.. فالعجلة للكثيرين وسيلة غير مناسبة للبنات.. لكن مع مرور الوقت أصبح لدى الخبرة للتعامل المواقف المختلفة.. ومشاركتى فى الأعمال التطوعية رفع عندى مهارة التعامل مع الأشخاص باختلافهم.. ووصلت إلى درجة أن طريقة معاملتى الجيدة.. جعلت كثيرا يشترون منى.. رغم أنهم قد يكونون لا يحبون الحلويات من الأساس».