الإبداع من أهم الصفات التى يتميز بها الإنسان والإصرار يولِّد الإبداع، وأبرز مثال على ذلك إسراء عماد فتاة من ذوى البصيرة, تحدت فقدان البصر بالبصيرة وهزمت إعاقتها لتصبح أول مصورة كفيفة فى مصر. استطاعت تحويل إعاقتها إلى ميزة وحوَّلت المحنة إلى منحة، وفى حوار خاص لمجلة «صباح الخير» سنتعرف على قصة حياتها، ومسيرتها الإبداعية، وكيف استطاعت الخوض فى مجال التصوير رغم كونها من ذوى البصيرة.
لا مكان للمستحيل.. هكذا بدأت إسراء عماد، تبلغ 26 عامًا تخرجت 2018 فى كلية الآداب جامعة حلوان قسم الإعلام، شعبة الصحافة. • لكن كيف بدأت؟ وكيف تفوقت؟! - قالت: «حكايتى مع التصوير بدأت منذ الطفولة، ومع التحاقى بقسم الإعلام زاد شغفى نحو التصوير، وتعلمته بشكل نظرى، وكنت أستخدم كاميرا التليفون فى البداية، وبدأت أطور من نفسى من خلال انضمامى لإحدى مبادرات تعليم المكفوفين التصوير». تكمل: «فيما بعد بدأت التصوير الفوتوغرافى، وكنت برسم صورة ذهنية للكادر الذى أريد تصويره، ثم تعلمت مسك الكاميرا بشكل صحيح والتعامل معها وكيفية معرفة مقاسات وزوايا الكاميرا».
من تصوير إسراء
تقول: «اعتمدت على تحديد زوايا التصوير وتعلمت فتح الكاميرا وقفلها والآن أستطيع تحديد الكادر من خلال السمع وصوت الشخص الذى أريد تصويره، وعندما أعمل على تصوير منظر ما، أجعل أحد أصدقائى يقف بالمكان، وأحدد صوته.. ثم يخرج من الكادر لألتقط الصورة، وبالنسبة لتصوير السينما بنعمل بروفات كتير على التصوير قبل ظهور الشكل النهائى». • حدثينا عن آخر فيلم قمت بتصويره وما هى قصته؟ - بالنسبة لآخر فيلم كان بعنوان «أمل»، وكلنا كنا مكفوفين، فحاولنا نوصل رسالة للمجتمع من خلال الفيلم وهى إن مفيش فرق بين المبصر والكفيف، لأننا نقدر نصور، ونشتغل، ونتجوز، وحاولنا نأكد على الرسالة من خلال عملنا كفريق واحد وقررنا أن يكون الفيلم كاملًا من إنتاجنا عشان الرسالة تكون صادقة وتأكيدًا على إننا نقدر نتحرك لوحدنا، ونمارس حياتنا بشكل طبيعى.
من تصوير إسراء
تكمل: «دورى كان التصوير فى الفيلم وكانت مفاجأة بالنسبة لى، لأنى توقعت أصور مشهد أو اتنين لكن أخدت الموضوع تحدى وشاركنا بالفيلم فى عدة مهرجانات بداية من مهرجان يوسف شاهين، ومهرجان «فيستڤال دى لسينما دى تشيفانو» فى إيطاليا وحصل الفيلم على المركز الثالث عالميًا». • كيف يتعامل معك الآخرون عندما يعرفون أنك قادرة على تصويرهم؟ - فى البداية بحس باستغراب ودهشة، وبعدين أظبط الكادر وأطلب من الشخص الوقوف حسب ما يشرحولى فى اتجاهات الإضاءة من خلال صوت الشخص أحدد الزاوية المناسبة للتصوير، وبعد رؤيتهم للصور بيكون الشخص منبهر جدا ويقولى «إزاى عملتى كده»؟ لأن بيكون عكس التوقعات. • إيه أكثر التحديات التى واجهتكِ فى مجال التصوير؟ - الإضاءة.. لو كانت ضوء الشمس أقدر أتعامل بشكل كويس من خلالها، لكن الإضاءة الصناعية سواء لمبة أو كشاف فلازم أستعين بأحد الأفراد يحدد لى مكان الإضاءة، كمان من ضمن الصعوبات هى قدرتى على معرفة ما إذا كان الشخص داخل الفوكس أم لا، فكان فيه حد يساعدنى فى الأمر ده، وأنا أظبط الكادر. • ما هى الرسالة التى تحاولين توصيلها من خلال أعمالك؟ - إننا كمكفوفين مش محتاجين شفقة المجتمع، إحنا بنمارس حياتنا بشكل طبيعى، بنتحرك لوحدنا، بنفكر، وندرس، ونحلم ونحقق مفيش مستحيل. أكملت: «أنا فى عام 2021 تم اختيارى فى مبادرة «واحدة جديدة» ضمن أفضل 11 ملهمة فى مصر بترشيح من وزارة التضامن، وتم نشر قصتى فى كتاب بنفس العنوان.
تكريم من وزيرة التضامن
• إزاى ممكن للمجتمع يدعم المصورين الكفيفين لمزيد من الإبداع؟ - يوفر لنا مبادرات، والدورات التدريبية المخصصة للمصورين الكفيفين، وتقنيات مساعدة، مثل الكاميرات المجهزة بتقنية التحكم الصوتى، وتشجيع المصورين الكفيفين على المشاركة فى المسابقات والفعاليات الفنية. • ماذا عن خططك المستقبلية، وإيه نصيحتك للشباب ذوى البصيرة كى يتجازوا الصعوبات ويحققوا أحلامهم؟ - خططى المستقبلية هى مواصلة العمل فى مجال التصوير وتطوير مهاراتى الفنية. أرغب فى تحفيز المجتمع على دعم المصورين المكفوفين وتشجيعهم على الإبداع والتفوق فى هذا المجال. أما.. رسالتى للشباب فهى أن يؤمنوا بأنفسهم وقدراتهم، وأن يتحدوا الصعاب والعوائق التى تواجههم. ولا بد من العمل على تطوير مهاراتهم والاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق أحلامهم وتحويل أى عائق إلى فرصة للتميُّز.