إلى أحمد إبراهيم القاطن فى دير النحاس الدواء الذى تحتفظ به فى ثلاجتك.. فيه سم قاتل لا تسرع فى تناوله! كارثة صحية نرتكبها جميعا فى بيوتنا دون أن ندرى.. من منا لا يحتفظ بصندوق أو درج ملىء بمختلف أنواع الأدوية والعلاجات من بواقى أدوية سبق فتحها واستخدامها من مضادات حيوية، مراهم، كريمات، قطرات، زجاجات أدوية سائلة وفيتامينات وغيرها،معتقدين أنها تنفع فى وقت زنقة أو تنقذ مريضا أو مصابا فى حين أنها قد تُحدث العكس! وتزيد الطين بلّه. ونستند جميعا إلى أنها لا تزال فى فترة الصلاحية فالتاريخ المنشور على العبوة الخارجية لا يزال ساريا.. هذا فى حالة إذا ما تم الاهتمام بقراءة التاريخ قبل استخدامها أصلا! فهل تعلم أن تاريخ صلاحية أى قطرات للعين أو الأنف أو الأذن هى 28 يوما فقط من فتحها وبعدها يتم التخلص منها.. كذلك أغلب الأدوية لا تزيد مدة صلاحيتها على 6 شهور بعد فتحها رغم أن التاريخ المدون على العلبة للصلاحية قد يمتد لعامين! جميعنا يتعامل مع الدواء المتبقى فى المنزل بنظرية (الخزين) فى البيت مثله مثل البصل والثوم طالما شكله حلو إذن شغال ويوفر الدكتور والكشف وصرف روشتة جديدة. فمثلا مع انتشار أدوار البرد فى الشتاء كما فى هذه الأيام وتكرار إصابة أفراد الأسرة بنفس الدور، تجد الأم المصرية على الفور تتلبسها روح الحكيمة وتخرج صندوقها وتبدأ فى علاج أى فرد يتعب من أفراد أسرتها بنفس الأدوية السابق استخدامها من شهور على اعتبار أنه نفس الدور وبالتالى بصبح له نفس الفاعلية وتطمئن نفسها بقراءة تاريخ الصلاحية على العلبة، لكن اتضح أن هذا ليس كافيا واتضح أن تاريخ الصلاحية ليس التاريخ المدون على العبوة من الخارج وإنما الصلاحية تحسب بمدة محددة منذ بدء الاستخدام. وهذا ما أصدرته هيئة الدواء المصرية فى نشرة توعية لكن للأسف هى توعية محدودة الأثر جدا لأنها لم تنشر بتوسع ليعلمها الجميع! هناك حالات تختلف فيها صلاحية الأدوية بعد فتحها لذا تنصح هيئة الدواء المصرية بالرجوع للنشرة الداخلية فى علبة الدواء واتباع إرشادات الاستخدام المكتوبة بها، فمثلا تاريخ صلاحية السوائل الفموية وهى السوائل التى يتم تداولها عن طريق الفم.. تاريخ صلاحيتها 6 شهور من تاريخ الإنتاج أما المضادات الحيوية فلابد من الرجوع للصيدلى للتأكد من تاريخ الصلاحية إذا كان غير مدون على العبوة. وتاريخ صلاحية السوائل الخارجية تكون صلاحيتها 6 شهور من تاريخ فتح العبوة أو حسب توصيات الشركة المصنعة إذا كانت المدة أقصر أما عن الأنسولين وهو الأكثر استخداما فى الأسرة المصرية .. فصلاحيته 4 أسابيع للقلم أو للأمبول إذا تم حفظه فى درجة حرارة من 2 - 8 درجة مئوية. والكريم الذى يأتى على شكل أنبوب يكون صلاحيته 6 شهور بعد الفتح أو حسب توصيات الشركة المصنعة إذا كانت المدة أقصر أما الكريم الذى يأتى على شكل علبة فتكون صلاحيته شهرا من تاريخ فتحه. المرهم على شكل أنبوب صلاحيته 6 شهور من تاريخ فتحه أو حسب توصيات الشركة المصنعة إذا كانت المدة أقصر أما المرهم على شكل علبة فصلاحيته 3 شهور من تاريخ فتحه أو حسب توصيات الشركة, أيضا الأقراص الفوارة المعبأة فى علب .. تاريخ صلاحيتها شهر واحد من بدء فتحها. مراهم وقطرات العين والأنف والأذن تكون فى الأغلب صلاحيتها 28 يوما فقط من بدء فتحها أو حسب توصيات الشركة المصنعة. القطرات أحادية الجرعة تستخدم مرة واحدة فقط ويتم التخلص من الباقى من وحدة الجرعة الأحادية بطرقة آمنة. وجدير بالذكر أن أى دواء يفقد جزءًا من مفعوله بعد انتهاء مدة صلاحيته وتزداد نسبة فقدانه لمفعوله كلما ازدادت المدة بعد انتهاء صلاحيته وبعض الأدوية يتغير تركيبها الكيميائى ويصبح عديم الفائدة. وتحلل الدواء قد ينتج عنه مواد سامة وضارة بالمريض ويزيد من فرصة تلوث الدواء، كما تؤثر الأدوية منتهية الصلاحية على الكلى والكبد، بالإضافة إلى تفاقم أعراض الحساسية، وضعف جهاز المناعة على مقاومة الفيروسات والعدوى، كما يؤكد أطباء الصحة العامة ويؤثر بالسلب أيضًا على عملية التمثيل الغذائى. وقد يكون الدواء غير فعال، ما يساهم فى زيادة الآلام بدلا من تخفيفها. بل قد تكون قاتلة فى حال استخدامها فى حالات الطوارئ كأن يتم إعطاؤه لمريض ذبحة صدرية أو إذا تعرض المريض لجلطة، حيث لن يؤدى الدواء حينها لوظيفته. الأمر نفسه ينطبق على الفيتامينات، لأن الفيتامينات تفقد جزءًا من مفعولها بعد انتهاء الصلاحية، وبعضها قد يصبح سامًا إذا تم تركه لفترة طويلة. وأخيرا احذروا من بواقى الأدوية واستشيروا الأطباء والصيادلة قبل التعامل مع أى دواء.