شيرين لا يختلف حال الغناء فى مصر عن غيره من المجالات الفنية الأخيرة التى لحقتها خسائر فادحة وربما يكون الغناء وحده هو المجال الأكثر تضررا نتيجة الضربات المتلاحقة التى يتلقاها تارة بسبب القرصنة على الألبومات الغنائية أولا بأول وتنزيلها على مواقع الإنترنت الغنائية وتارة أخرى بسبب سقوط قامات فنية نتيجة الصراع بين الشركات الإنتاجية مع بعضها البعض وتارة ثالثة بسبب الأحداث الأخيرة. فى البداية أعرب عادل مهنى- صاحب مركز التوزيع الرئيسى للكاسيت بمنطقة المنيل عن استيائه الشديد تجاه حال سوق الكاسيت.. مبينا: الوضع فى سوق الكاسيت سيئ للغاية ويزداد سوءا يوما بعد الآخر فى ظل حالة عدم الاستقرار السياسى التى تعيشها مصر الآن بما يجعل حالة السمع منعدمة للغاية إلا فيما ندر للأغانى الوطنية، ولا أتوقع أن تتحسن هذه الحالة إلا بعد الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى مصر وربما يستغرق هذا الأمر سنة أو سنتين على الأقل. وأضاف: للأسف الشديد تم تأجيل الكثير من الألبومات التى كان مقررا طرحها فى سوق الكاسيت فى موسم نصف العام، منها ألبومات شيرين وكاظم الساهر وبهاء سلطان وساموزين، أما ألبوم تامر عاشور فلم يتم طرحه فى مصر واكتفت شركة ''روتانا'' المنتجة للألبوم بطرحه فى الخليج فقط وتأجيل طرحه فى مصر لأجل غير مسمى. ومضى يقول: فوجئت فى ظل الركود والشلل التام فى سوق الكاسيت بمحاولات بعض المطربين للتواجد الفنى من خلال بعض الأغانى الوطنية مثل أغنية ''مصر قالت'' لعمرو دياب و''رجالة شارعنا'' لحمادة هلال و''إعلى يا مصر'' لمصطفى قمر و''دايما عايشين'' لمحمد حماقى و''يناير'' لأنغام و«اصرخ بقى» على حسين و''بحبك يا بلادى'' لرامى جمال وعزيز الشافعى وغيرها من الأغانى التى لا يمكن وصفها إلا بكونها محاولات زائفة للتواجد وإثبات الحضور، ولا أعتقد أن هناك جدوى من وراء ما يفعله ''كدابين الزفة''. من جانبه أشار أحد متعهدى الحفلات إلى نقطة أخرى قائلا: الأحداث الأخيرة أجبرت عددا كبيرا من المطربين على إلغاء حفلاتهم التى كان مقررا إقامتها بمناسبة عيد الحب، منهم المطربون محمد منير الذى ألغى حفلته فى «مودرن أكاديمى» بالقطامية وتامر حسنى بالجامعة الأمريكية ثلاث حفلات أخرى بدبى وأمريكا وكندا ومى سليم بأحد فنادق شرم الشيخ ومحمد حماقى بالإسكندرية وحفل آخر بالبحرين، إضافة إلى شيرين وحمادة هلال اللذين اعتذرا عن المشاركة فى مهرجان ''هلا فبراير'' بالكويت. حماقى من جهته أفاد مهندس الصوت هانى محروس: إلغاء عدد كبير من المطربين حجوزاتهم فى استوديوهات تسجيل الصوت بسبب الأحداث الأخيرة جعل هذه الاستوديوهات لم تسلم من الخسائر التى ضربت سوق الكاسيت ورفعت شعار «مؤجل حتى إشعار آخر»، والمؤكد أن هذه الخسارة كبيرة للغاية ولا أحد يعلم إلى أى مدى يستمر زيف هذه الخسائر إلا فى حال استقرار الأوضاع فى مصر.