ذهبت إلي الكويت بدعوة من تليفزيون الوطن لتغطية مهرجان ليالي هلا فبراير ومن لحظة وصولي إلي الأراضي الكويتية وأنا شعرت بالفخر الشديد لأنني مصرية فما من شخص قابلته وسألني عن ثورة25 يناير.. عاطف مصري يعيش بالكويت منذ سنوات ويعمل في أحد محلات النظارات، بدأ الحديث بلهفة شديدة عندما عرف أنني مصرية وقال لي طمنيني علي البلد احكي لي بالتفصيل ما حدث في 25 يناير، وقال: لا أتخيل ما حدث، وأننا سنتحرر من كل القمع والفساد الذي كان يسيطر علي بلدنا والذي جعلنا نسافر ونتغرب ونقيم في بلد غير بلدنا، أشعر بالفخر الشديد بعد الثورة وأتمني أن يجيء اليوم لكي أرجعلها بعد ما حدث وأستمتع ببلدي وأعمل بها، وكنت أتمني أن أشارك شباب بلدي في هذه الثورة العظيمة التي شرفتنا أمام العالم كله وأخيرا أصبح للشباب صوت ووضع وقيمة. يشاركه في نفس الرأي محمد ويعمل في أحد محلات الملابس 31 سنة ويقيم بالكويت منذ عشر سنوات.. وقال: كان نفسي أكون موجود في الثورة كنت أتابع الأحداث بشغف وأشعر أنني مقيد لأنني لم أكن موجودا بميدان التحرير وأعبر عن رأيي مثل الشباب الذي جعلني أشعر أن رأسي مرفوعة طوال الوقت وبسعادة غامرة، وهذه الثورة بعد حدوثها هونت علي كثيرا مرار الغربة فأنا أقيم بالكويت مع ثلاثة من إخوتي، ونعمل ونجتهد ونكافح من أجل أن نؤمن مستقبلنا الذي لم نشعر به ولو للحظة في بلدنا، ولكن بعد تحررنا من كل ما كان يحدث في مصر قررت أن أترك الغربة وصعوبتها وأن أعود الي بلدي خلال عام من الآن وأبحث عن عمل بها وأتزوج وأكون أسرة سعيدة وأعيش حياة كريمة وسط أهلي. وأضاف محمد جمعة ويعمل في إحدي الشركات: أعمل بالكويت منذ عشرين عاما وطوال الوقت كنت أقول أنا إسكندراني فقط، ولكن بعد25 يناير أصبحت أقول بصوت عالٍ أنا مصري ونفسي العالم كله يسمعني، فالذي فعله شباب مصر لا أحد يصدقه، وسيكتب في التاريخ ويدرس في الجامعات والمدارس، فأنا فخور وسعيد بكل ما حدث فيها ومقاومة الشباب الشديدة لكل شيء وإصرارهم علي تحقيق حلمهم ومطالبهم التي سكتنا عنها كثيرا وعناصر الفساد أخذت حقوقنا وجعلت أولاد البلد يبحثون عن فرصة للعمل بالخارج ويذوقون مرار الغربة وترك أهالينا من أجل لقمة العيش. وأنا متجهة لحضور أحد حفلات المهرجان أرسل لي المنظمون سيارة وكان سائقها مصرياً وقال لي: تركت بلدي منذ سنوات طويلة لكي أعمل وأمن مستقبل أولادي، فتركت بلدي واتجهت إلي الكويت لكي أعمل بها وحاليا وصل راتبي إلي 8 آلاف جنيه الذي لو كنت عملت لمدة عشرين عاماً في مصر فلن آخذ نصفه، وأستطعت أن أقدم لأولادي الثلاثة في إحدي مدارس اللغات، فقد تعذبت كثيرا لكي أحقق ذلك وكل عام أرسل لأولادي لكي يقيموا معي لمدة شهر وبعد ذلك أعيش بمفردي في البلد، وعندما حدثت المعجزة في مصر وتحرك شبابنا وقال لا للفساد والقمع والتخريب وقام بثورة 25 يناير أفكر حاليا بشكل كبير أن أرجع الي بلدي وأعيش وسط زوجتي وأولادي وأهلي وأنشئ مشروعاً صغيراً لكي أصرف عليهم من خلاله. وقابلت خلال رحلتي الصحفية اللبنانية «زلفة رمضان» وقالت: كنت أتوقع ما حدث من الشباب المصري حتي بعد مرور30 عاما من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وأقدر معاناته الشديدة وهو يطالب بحقة في بلده طوال كل هذه السنوات وأنا دائما مع ثورة الشعوب، فدائما عندما يثور الشعب يكون لديه كامل الحق، فالشعب لا يثور علي رئيسه إذا كان يشعر براحة واستقرار، ولكن إذا كان شعبا مقهورا وله مطالب لابد أن يثور حتي ولو بعد وقت طويل، وعادة لا يشعر الرؤساء بمعاناة شعوبهم وخصوصا في الوطن العربي، وكنت أتوقع أن تنهار السلطة المصرية بكل قوتها لأنني أومن بمقولة «إذا الشعب إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر».. «والشعب المصري شعب ثوري وشديد المقاومة ولا ينجرف تحت أي تيار لأن بمصر تيارات كثيرة.. فالشباب الذي قام بالثورة شباب يعرف تماما ما يريد ولم يستطع أي تيار أن يأخذ حلمه وتجمعوا جميعا في ميدان التحرير»، وأضافت زلفة: عندما كنت أتابع المظاهرات بالقاهرة كانت تعطيني قوة شديدة لم أشعر بها من قبل.. وأعتقد أن مصر ستقوم قريبا وترجع أفضل مما كانت لأن الشباب الذي نظم لهذه المظاهرات القوية يستطيع ويعرف أن يلملم جراحه وأنا لبنانية وأعرف معني الجرح والحروب.