إنتاج محدود، لكنه محظوظ. أولا بإصرار صناعه على إبداع تاريخ سينمائى سودانى. وثانيا بجودته، التى استطاعت اقتناص العديد من الجوائز فى أشهر المحافل السينمائية الإقليمية والدولية. رموز. تحفل بها السينما السودانية. كتاب. مخرجون. ممثلون. يتطلعون لمستقبل حافل بالبصمات السينمائية، تحاكى الواقع، تعبر عن الهويات المختلفة تحت سماء السودان. تبوح بالأسرار وأدق التفاصيل. تمجد الإنجازات وتواجه التحديات. فى عام 1912 كانت البداية. أعمال سينمائية متميزة. تتقدم بتقدم العالم. تثبت جدارة. تحظى بالتقدير والامتنان. تصنع نجوما فى عالم الكتابة والإخراج. تجوب دور العرض العالمية وتمثل السودان فى أعظم المهرجانات الدولية. صورة ثرية طلال عفيفى.. عراب السينما المستقلة فى السودان. الكاتب والسينمائى. أحد رواد مؤسسة سودان فيلم فاكتورى. التى شهدت ميلاد ثلاثين فيلما منذ عام 2010 حتى الآن. رافعة شعار صنع فى السودان. طلال عفيفى أحد رموز السينما السودانية، الذى يحمل على عاتقه شأنه شأن الكثيرين من أبناء السودان مسئولية كبيرة نحو عشقه الأكبر فى الحياة. السينما السودانية. كيف لها أن تعكس الصورة الحقيقية. الثرية للسودان من خلال إنتاج مستقل، أصبح المتنفس للكثير من المواهب الشابة. عقب التراجع الذى شهدته حركة الإنتاج السينمائى فى السودان على مدار أعوام، والذى قال عنه الكاتب السينمائى طلال عفيفى: «لأسباب سياسية وأخرى اقتصادية أغلقت دور العرض السينمائية فى السودان أبوابها فى وجه صناعها وجمهورها. كان ذلك عقب عام 1989. انعدام الإنتاج. غياب الجمهور. توقف بعثات الشباب للخارج لدراسة فنون السينما. لتسود السودان فترة الصمت والظلام. كما أطلق عليها».. إنتاج مشترك منذ عام 1912 حتى الآن. لم تنجح صناعة السينما فى السودان أن تسلك الشكل المتعارف عليه حول العالم فيما يخص الإنتاج. فقد جاء معظم الإنتاج السينمائى فى السودان معتمدًا على مؤسسات الدولة. فى ظل غياب المنتج الفرد. يعلق طلال عفيفى: « جهات عديدة يعتمد عليها بشكل رئيسى الإنتاج السينمائى فى السودان مثل مصلحة الثقافة، الجامعات التى يتخرج فيها الشباب السودانى سواء فى مصر أو رومانيا أو ألمانيا الديمقراطية أو الاتحاد السوفيتى.. من هذا المنطلق أدركنا ضمن سياق الإنتاج مدى أهمية الإنتاج المشترك من خلال الحصول على تمويل الصناديق الثقافية حول العالم مثل آفاق والمورد. السينما الرقمية المخرج إبراهيم شداد. المخرج جاد الله جبارة. المخرج حسين شريف. ومؤخرا المخرج محمد الكردوفانى وغيرهم من مبدعى السينما السودانية. ممن قدموا جميعا أعمالا سينمائية سطعت فى سماء السينما العربية والعالمية. على سبيل المثال فيلم نيركوك للمخرج محمد كردوفانى، الذى نجح أن يحصد به العديد من الجوائز الإقليمية والدولية من البحرينوقرطاج وآسيا وإفريقيا وأوروبا، على سبيل المثال جائزة ناس فى مهرجان قرطاج السينمائى فى تونس، كما نال جائزة الجمهور فى مهرجان السجادة الحمراء للأفلام القصيرة بالبحرين، بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثل التى فاز بها بطل الفيلم الطفل فخر الدين طارق. ومن جهته أكد طلال عفيفى: «مؤخرا أصبح هناك سهولة فى التواصل بفضل التقدم التكنولوجى الذى نشهده الآن. والذى مما لا شك فيه أسفر عن العديد من الإنجازات فى عالم السينما السودانية. فقد أصبحنا نشهد ميلاد فيلم سينمائى سودانى كل ثلاثة أشهر. يجوب بلدان العالم. يمثل السودان فى أهم المهرجانات السينمائية فى مصر والبرازيل. كوريا الجنوبية. جنوب أفريقيا. . وفى عام 2010 ظهرت محاولات جديدة للإنتاج معتمدة على السينما الرقمية والديجيتال. وهى باختصار سينما أقل تكلفة وإمكانيات. فرصة للتعلم من خلال المراسلة أو اليوتيوب أو الممارسة من خلال الاعتماد على الكاميرا والمونتاج الديجيتال.» غائبة حاضرة من أبرز البصمات السينمائية فى السودان أيضا الفيلم الوثائقى «على إيقاع الإنتنوف» للمخرج حجوج كوكا. رؤية واضحة وحقيقية لأزمة الهوية السودانية. نجحت فى اقتناص جائزة الجمهور فى مهرجان تورونتو العالمى.. لم تغب السينما السودانية يوما. فقد كانت وستظل حاضرة. ففى الستينيات والسبعينيات ظهرت السينما السودانية وبقوة فى أشهر مهرجانات العالم. فيسباكو. برلين. قرطاج وغيرها. حصدت العديد من الجوائز ومن أبرزها جائزة النقاد التى نالها فيلم «الجمل» للمخرج إبراهيم شداد بمهرجان كان عام 1986 . وفى عام 1979 فاز فيلم «ولكن الأرض تدور» للمخرج سليمان محمد إبراهيم بالجائزة الذهبية بمهرجان موسكو، أما فيلم الضريح للمخرج الطيب مهدى فقد نال فى عام 1972 ذهبية مهرجان القاهرة السينمائى الدولى. تحديات.. وأحلام توالت الأعمال السينمائية السودانية وتوالت النجاحات. تنبأ الجميع بمستقبل عظيم للسينما السودانية على عكس الحاضر الماثل أمام أعيننا ، العديد من التحديات لا زالت السينما السودانية تبحث عن سبل تجاوزها. من أبرزها كما أشار طلال عفيفى: « مثلث إذا تخلصنا منه خرجنا جميعا من الظلمة للنور. التعليم. التمويل. القوانين. فماذا لو أصبح لدينا مؤسسات تعليمية للسينما ومتوفر للجميع إمكانية الالتحاق بها؟!. وماذا لو أصبح لدى القطاع الخاص والدولة رغبة قوية فى الاستثمار فى السينما؟! وماذا لو أصبح لدينا قوانين بما يلائم القدرة على تطوير فنون السينما؟! أحلام وطموحات لا يزال الأمل حاضراً وبقوة لتحقيقها. فلا بد من شمس يوم جديد تشرق لتشهد السودان حركة إنتاج سينمائى نشطة. عدد غفير من المستثمرين. معهد ضخم للسينما. فرصة تتيح للعالم التعرف على مخزون ضخم. أبطاله أصحاب هويات مختلفة جمع بينهم حب الوطن. حب الفن. حب الإبداع. •