بعد أن كانت لكل محافظة فى بلدنا سمة مميزة.. تميز كل محافظة عن الأخري.. لكن ها هى القمامة توحد ما بيننا فى الشكل والسمات العامة، فالقمامة هى القاسم الأعظم المشترك بين محافظاتنا. فلم تعد مقالب القمامة فى مناطق مجهولة بعيدة عن الكتل السكانية لكن بالعكس أصبح لكل كتلة سكنية مقلب قمامة يتوسطها وقريبا سيكون لكل مواطن مقلب!.. أتحدث عن الجيزة تحديدا التى تتميز بخريطة جغرافية مميزة، يعنى عندما تصف عنوانا لأحد.. ممكن تقوله قبل المقلب أو بعد المقلب أو مواجه للمقلب.. ففى كفر طهرمس ظهير فيصل وبالتحديد فى شارع الملكة وهو الشارع الذى ينافس شارع فيصل فى اتساعه وكمية المحلات والعمارات الشاهقة فيه - أصبح علامة مميزة لكل مجموعة عمارات هو مقلب يتوسطها فمثلا فى نهاية شارع الملكة وأمام مدرسة كفر طهرمس الإعدادية تجد مقلبا عظيما لكل أهالى المنطقة.. رغم أنها ليست عشوائية بل محلات تجارية للأطعمة والمشروبات وسوق للفاكهة والخضراوات وبخلاف المدرسة يوجد ملهى للأطفال.. كل هذه الأماكن تحيط بها مقلب القمامة. وعلى بعد أمتار قليلة وبالتحديد فى شارع يسمى شارع أبوزيد تجد مجموعة من العمارات الجديدة الشاهقة والمتناسقة يتوسطها مقلب عمومى كبير وأمامه مجموعة من الساحات الرياضية الجديدة التى تؤجر لهواة كرة القدم.. صحيح البلدوزرات تأتى مساء لتخفيف حمل المقلب وهى الساعات التى يتحول فيها الجو إلى جحيم لايطاق بسبب بشاعة الرائحة حتى الناس لاتستطيع فتح نوافذها لا ليل ولا نهار.. قد يلام الناس أنهم هم من يفعلون ذلك فى أنفسهم لكن العكس اللوم كله يقع على من ضيع من أيديهم الزبال القديم الذى كان يجوب الشوارع والبيوت يوميا لجمع القمامة تحت دعوى التحديث والفرنجة بالإسبانى والإيطالي.. وأيضا يُلام مسئولو الأحياء والمحافظ فالشوارع لا توجد بها صناديق لا عمومية ولا فرعية. فأين سيضع الناس قمامتهم!! سؤال يجب أن نجيب عنه بصراحة مع أنفسنا .. محافظة الجيزة ومحافظها ورؤساء أحيائها نجحوا ببراعة فى المساواة بين المواطنين فى المحافظة فالكل يعانى ويصرخ من القمامة أين يتوجهون بها وأين يضعونها أو كيف يتخلصون منها؟! • `
