عاشت تونس الخضراء على مدار 8 أيام أجواء احتفالية وشهدت قاعات العرض إقبالا جماهيريا هائلا على أفلام مهرجان أيام قرطاج السينمائى على الرغم من الوضع السياسى الذى تمر به البلد وانتظار نتيجة إعادة الانتخابات التى سيتوقف عليها مستقبل تونس، فقد قرر الشعب إعطاء هدنة لنفسه ومتابعة فعاليات الحدث الفنى والثقافى الأهم فى بلاده، فجمهور تونس شعب ذواق للفن بجميع أشكاله وتواجد داخل جميع الأفلام الروائية والتسجيلية من جميع بلدان العالم، توجهنا إلى ضيوف ونجوم المهرجان لمعرفة تقييمهم وآرائهم لهذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية. • خالد أبو النجا وجائزة ميكروفون الفنان خالد أبو النجا الذى تواجد طوال أيام المهرجان بالتعبير عن سعادته البالغة لحضوره المهرجان العريق وقال: فاجأنى احتفاء الجمهور التونسى بفيلمى «ديكور» لهذه الدرجة ففى العرض الأول والثانى له القاعات كانت ممتلئة، إلى جانب الحفاوة والاهتمام من قبل المهرجان والندوة التى أقيمت لمناقشة الفيلم كانت مختلفة وعميقة، وأضاف أبو النجا قائلا: لهذا المهرجان ذكريات جميلة معى فقد شاركت من عدة سنوات بفيلمى ميكروفون وحصلت على جائزة هامة . • الاحتفاء بفتاة المصنع احتفى الجمهور بشدة بالفنانة الشابة ياسمين رئيس وبفيلمها فتاة المصنع الذى عرض على هامش المهرجان، وقالت حضرت عروض فيلم فتاة المصنع فى عدد كبير من المهرجانات السينمائية، ولكن تجربة عرض الفيلم فى أيام قرطاج السينمائية بتونس كان لها وقع مختلف ومميز خاصة أن الشعب التونسى يشبه كثيرا الشعب المصرى وروحه، وبجانب حسن الضيافة، فقد استمتعت بعروض الأفلام التى تنتمى إلى مختلف الجنسيات، وبالتواصل مع مجموعة مميزة من صناع السينما الذين حضروا الفعاليات ويملؤهم الشغف بالسينما. • نادين صليب وأم الغايب عرض خلال المهرجان الفيلم التسجيلى المصرى «أم الغايب» للمخرجة نادين صليب الذى حصل على جائزة من مهرجان إدفا فى أمستردام قبل المهرجان بأيام معددودة وقالت: سعيدة بعرض فيلمى فى هذا المهرجان الكبير، وأشكر من خلالكم الجمهور الذى حضر لى، و«أم الغائب» تدور أحداثه فى الصعيد ويطرح عدة تساؤلات حول الحياة والموت والسعادة وسبب البقاء من خلال بطلة العمل حنان التى تم التصوير معها على مدار ثلاث سنوات رصدت حياتها خلال المشاهدات اليومية لها. وصرحت صليب قائلة: ولاختيار بطلة هذا العمل حكاية معى فأنا تجولت فى الصعيد كثيرا لكى أبحث عن فتاة تناسب فيلمى وتكون لها مواصفات خاصة وتعرفت على حنان وكانت المرشدة لى هناك وكانت تبحث معى وبعد فترة من حديثى معها وجدت أنها هى الشخصية التى أبحث عنها وأقنعتها أن تكون هى أم الغايب. • المنتج نجيب عياد وإدارة خاصة لقرطاج بالتأكيد سعيد بهذه الدورة لأننى منتج تونسى ومن أهم الأشياء التى حققها المهرجان هو تنشيط تونس وتواجد قطاع كبير من الجمهور فالمدينة داخل جميع القاعات التى خصصت لعرض الأفلام، وهذا شيء مهم للغاية وأغلى شيء يتمناه أى سينمائى. وأضاف عياد: بالنسبة للأفلام التى تم اختيارها فأغلبها جيدة والتنظيم جاء عاديا، وسعادتى لا توصف بقرار إقامة المهرجان كل عام وهذا كان مطلبا منذ سنوات طويلة لكى يدخل أيام قرطاج الدورة العادية للمهرجانات الدولية.. لأن فى اعتقادى الشخصى أن المهرجانات التى كانت تقام كل عامين انتهت منذ سنوات طويلة. وطالب عياد بوجود هيكل وإدارة خاصة للمهرجان لأننا ما زلنا نفتقد ذلك بسبب تنظيم المهرجان من قبل وزارة الثقافة. • «موج» أحمد نور شارك المخرج المصرى أحمد نور بفيلمه «موج» فى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة الذى يتحدث عن تجربته الشخصية أيام الثورة فى بلدة السويس وتم تصوير الفيلم من خلال خمس موجات وهى «من العمق» و«مد» و«وجزر» و«دوامة» و«الموجة الأخيرة» وقال المخرج عن مشاركته فى قرطاج: سعيد للغاية بمشاركتى فى المهرجان لسبب بسيط أنه لديه جمهور خاص وهذا شيء يسعد جميع السينمائيين. وأضاف نور: الفيلم يتحدث عن مدينة السويس التى اندلعت منها الشرارة الأولى للثورة والتى تعتبر أغنى المدن على أساس كم المصانع والشركات الموجودة وسكانها الذين يعانون التهميش والبطالة والفقر. وتمنى نور أن يعرض هذا العمل فى السويس معلقا على ذلك قائلا: «لما حد يحن علينا ويسمح لنا بسينما نعرض فيها»، وأنا أطالب منذ أكثر من سنة بعرض هذا العمل ولا أحد يسمع ذلك. ليلى علوى ومشوارها الفنى أعلنت إدارة المهرجان عن إقامة ندوة للفنانة ليلى علوى تتحدث فيها عن مشوارها السينمائى مع الجمهور التونسى وضيوف المهرجان وفى البداية تحدثت عن المهرجان وقالت: لى ذكريات جميلة فى ليالى قرطاج لا تنسى فهو من أقدم المهرجانات فى المنطقة وحريصة على تواجدى فيه باستمرار، فقد شاركت فى بداية الثمانينيّات بأكثر من عمل وكانت ردود الأفعال جيدة جدا منها فيلم خرج ولم يعد مع النجم الكبير يحيى الفخرانى. سأل الجمهور أسئلة كثيرة تتعلق باهتمام ليلى بمظهرها الخارجى ومشكلة النحافة والسمنة أكثر من العمل، أجابت ضاحكة: كل شخص يرى الآخر من زاوية مختلفة، ولكن فى الأساس أنا ممثلة وفنانة. ورفضت ليلى الأسئلة فى السياسة ورحبت بأسئلة الفن وأضافت أن السينما حاليا تمر بأزمة كبيرة وعلينا كممثلين الوقوف إلى جوارها، والذى أنقذها وجود السينما المستقلة التى أتمنى الاشتراك بها. أحمد رشوان وعدم حصول مصر على جوائز المخرج أحمد رشوان: هذه الدورة كانت فارقة من حيث التنظيم وجودة الأفلام والبرامج الرسمية والموازية، فمن الواضح أنه بذل فيها مجهود كبير لكى يظهر بهذا المستوى، وأعجبتنى فكرة تحول المهرجان إلى سنوى بدلا من كل عامين، وكنا ننتظرها منذ سنوات، وقد علق رشوان على عدم حصول الأفلام المصرية على جوائز فى المسابقات الثلاث قائلا: مجرد أذواق وآراء وهذه هى آراء اللجان ولكن يقينى أن السينما المصرية بخير، وأن الشباب قادمون وسنتقابل فى 2015 فى مهرجان قرطاج ومهرجانات أخرى عديدة. أحمد شوقى وتقييم المهرجان الناقد السينمائى أحمد شوقى قيم لنا الدورة 25 من مهرجان قرطاج وقال: هى دورة ناجحة جدا هذا العام لأنهم غير مقيدين أنفسهم بعرض المهرجان كل عام، وبالتالى تكون لديهم فرصة كبيرة لاختيار أفلام جيدة وأنا لو وضعت نفسى مكان المشاهد التونسى الذى لا يستطيع السفر إلى أى مهرجان ومشاهدة الأفلام، فمهرجان بلده يعرض له بانوراما لأهم ما تم عرضه خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى أن البرنامج الخاص بهذه الدورة ضخم ودسم وليس مقصورا فقط على المسابقة الرسمية ولكن فى البرامج الموازية والندوات وغيرها. وأضاف شوقى: الأهم فى هذه الدورة أن النجم الدائم فى المهرجان هو الجمهور وإقباله شيء مبهر وقد شاهدت ذلك بنفسى وقبل عرض أى فيلم بساعة تمتلئ القاعة، وحتى فى الندوات مناقشة الجمهور التونسى تكون مختلفة.. فهو شعب واع ومثقف سينمائيا وهذا فى تقديرى عملة نادرة وذلك الذى يعطى روحا للمهرجان. •