يحاولون كسرها! همشوها فلم يستطيعوا.. سخروا منها فأصبحوا أضحوكة، خاضوا فى عرضها ففقدوا هم شرفهم.. لكنهم مازالوا يحاولون.. لماذا هى؟ فهم لطالما اعتبروها العورة الضعيفة.. الفتنة.. الوعاء الذى خلق لمتعتهم ولخلق جيل جديد منهم مرضى نفسيون.. ضعفاء يستمدون قوتهم من كسرها، يثبتون رجولتهم الزائفة بإهانتها وإذلالها.. هؤلاء المرضى هم أنفسهم من يخبئون قذارتهم تحت عباءة الدين .. ثم يفسرون آيات الله لتقنين أهوائهم الشخصية.. فيجعلون من الرجل ملك الملوك ولو أخفق ويمثلون بالمرأة ويحقرون بها حتى ولو أجادت وأبدعت.. هؤلاء المرضى.. للأسف.. انتشروا كالسرطان فى عروق هذا المجتمع.. ليدمروه ببطء..شاء القدر أنهم يطفون على سطح المجتمع بعد ثورة 25 يناير فهكذا هى الولادة.. يليها خروج الخلاص، بالبلدى (وساخة البطن).. هذا الخلاص عكر حياتنا.. سرق أماننا .. وأحبط أحلامنا، ظل على مدى سنتين يخرج علينا بأسوأ ما فى مجتمعنا من أمراض وعقد وغل رهيب تجاه المرأة بالذات.. المرأة المصرية التى رغم محاولة إحباطها والتهميش من دورها فإنها كانت ولا تزال وستظل أيقونة النصر لهذا البلد.. شعلة الثورة ومنارة لكل مصر والمصريين ولو كره الكارهون.. منذ 25 يناير وحتى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. فكانت هى الأساس أبهرت العالم وأحرجت الرجال، أشاد بدورها الرئيس ووعد بالاهتمام الخاص بها.. فإذا بالغل يزيد وبالحقد يتوغل فى قلوبهم.. ففى يوم احتفال المصريين برئيسهم وحتى قبلها بأيام قرروا الانتقام منها وكسر فرحة المصريين عن طريقها.. خطة واضحة قديمة وأسلوب اشتهروا هم به منذ خروجهم علينا كالفئران المحملة علينا بالوباء.. بدايتها كانت فى أحداث الاتحادية عندما ضربوا البنات وقطعوا ملابسهن بلا حياء وهم يهتفون الله أكبر .. الله أكبر! ثم فى ميدان التحرير عندما تحرشوا بأكثر من سيدة تزيد أعمارهن على 54 عاما ومرة أخرى عندما تحرشوا بخمسين فتاة وتم القبض على 61 شابا إخوانيا نزلوا ليتحرشوا بهن ثم أخذ شيوخهم باتهام البنات بأنهن ينزلن خصيصا ليتم التحرش بهن! حاولوا إخافتهن والتنكيل بهن.. لكن هيهات أن يصل الخوف لقلب الست المصرية.. ست الكل.. وتاج رأسهم مهما حدث.
وفى يوم فرحة المصريين كانت رسالتهم واضحة عن طريق مؤامرتهم الساذجة.. بنفس الأسلوب الحقير السافل.. تحرش واغتصاب وتعرية لأكثر من 7 بنات وسيدات وتصويرهن عاريات وتحميل الفيديو على اليوتيوب بعنوان (تعرية فتاة واغتصابها من قبل المحتفلين بتنصيب السيسى رئيسا)! الغريب أنه عندما تم الكشف الطبى على إحدى السيدات قالت لها الطبيبة (عشان تحرموا تنتخبوا السيسى) وأعتقد أن هذا هو عنوان هذه المؤامرة.. تم القبض على 6 منهم وأظن أنهم كانوا أكثر من ذلك.. لكن يكفينا هذا العدد ليكونوا عبرة لمن يعتبر فلنجعل منهم حكاية تقشعر لها الأبدان فليخاف هؤلاء من يستخفون بالمرأة ويستهزئون بها ويتجرأون عليها لهذه الدرجة فليفكر ألف مرة قبل الإقدام على حتى مجرد النظر إليها. الحقيقة أننا نحن النساء قد مللنا قصص الكبت والحرمان التى ندفع نحن ثمنها فى هذا المجتمع المريض.. الجهل والفقر تدفع ثمنهما المرأة .. البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية تدفع ثمنهما المرأة.. إلى متى سنظل كبش الفداء (أو الحيطة المايلة)؟!
تشديد العقوبة ل 15 سنة سجنا ليس كافيا بالنسبة لنا.. لن يرد لنا كرامة من تعرت واغتصبت أمام الناس فى الميدان، 15 سنة سجنا لن تطفئ النار التى اشتعلت فى قلب كل امرأة تخيلت أنها فى مكانها، 15 سنة سجنا لن ترد للفتاة رحمها الذى تهتك وتستأصله وهى فى الرابعة والعشرين من عمرها، 15 سنة سجنا لن تستر عرضها الذى انتهك !! 15 سنة سجنا لن تجعلها تشعر بالرضا والأمان فلقد حاولت إحداهن الانتحار فقد قتلوا بداخلها حتى إحساسها بالرغبة فى الحياة.. نحن نلوذ بالحق.. نلوذ بالعدل فمثلما قتلوا أنوثتها وجردوها من كرامتها وانتهكوها.. اقتلعوا رجولتهم المزعومة، اكسروا أنوفهم المرفوعة على لا شىء.. اجعلوهم يذوقون مرارة الانتهاك.. نعم نطالب بإخصائهم.. فى الميدان أمام الجميع وتعريتهم أمام الجميع.. أصبحنا نسير فى الشوارع كالغرباء نخاف أن نرفع رءوسنا أو بالأصح لا نريد أن نرفعها حتى لا تتأذى أعيننا قبل أجسامنا بالنظرات واللفتات والحركات المشينة التى يفعلها من يلقبون بالرجال فقد أصبحوا حقا كالكلاب المسعورة.. هرمنا من المبررات المستفزة لتبرئة أمثالهم مثل (شفتوها كانت لابسه إيه، إيه اللى نزلها الميدان، ليه نزلت لوحدها، إلخ)!
والله لقد طفح الكيل.. وإذا لم نر عقابا يشفى غليلنا .. أراهن بأن النساء سيأخذن حقهن بأيديهن وسيندم الرجال عندما لا ينفع الندم.